هذا ما اقترحته أنا أيضا على الكاظمي

هذا ما اقترحته أنا أيضا على الكاظمي

بقلم مهدي قاسم

أثارت ارتياحي كلمة رئيس الجمهورية السيد صالح برهم والموّجهة إلى الأمم المتحدة والمطالبة من خلالها المجتمع الدولي القيام بتحالف وتعاون من أجل استرجاع الثروات العراقية المنهوبة والمهربة إلى الخارج بفعل مظاهر الفساد المستشرية من قبل اللصوص الإسلاميين الأبرار * و حيث سبق أن اقترحتُ على مصطفى الكاظمي قبيل سفره إلى واشنطن المطالبة والتنسيق مع ترمب و كذلك مع وزارتي العدل ــ أجهزة القضاء ــ و الخزانة المالية الأمريكيتين ، لمعرفة ومتابعة أثار تلك الأموال الطائلة و المهربة عبر بنوك عديدة لتحقيق نفس الهدف المنشود ، أي السعي والمثابرة والإصرار على إعادة الأموال العراقية المهربة إلى الخارج والبالغة بمئات مليارات ، إذ بدون هذا التعاون و التنسيق والاتفاق الرسمي مع مسؤولي بلدان عديدة حيث توجد في بنوكها تلك الأرصدة الهائلة فلا يمكن إعادة حتى ولا فلس واحد من تلك الثروات المنهوبة ..

و قد سبق لنا أن طرحنا هذا الموضوع مرارا و تكرارا و بإلحاح متواصل ، و منذ سنوات طويلة ، على الحكومات السابقة و طلبناها بإجراءات مماثلة لتحقيق هدف استرجاع المال العام المسروق ، مع علمنا الجيد بمدى فساد مسؤولي تلك الحكومات السابقة ولا سيما حكومتي المالكي المنخورة بسرطان الفساد ..

و ضمن نفس السياق أشرنا في بعض من تلك المقالات ، إلى وجود شركات عالمية ذات اختصاص وخبرة واسعة و قدرات قانونية و استخباراتية وعلاقات سرية مع بنوك ، في مجالات استرجاع أموال مسروقة سواء لدول أو شركات ورجال أعمال ، فيمكن الاستعانة بها أيضا لهذا الغرض ومن ثم الاتفاق معها مقابل كذا بالمائة من المال المسروق أو المهرب بعد إعادة المال ..

والآن يبدو أنه قد آن الأوان للارتفاع إلى فوق الكلام المجرد والمطالبة الفقاعية و الفارغة فقط نحو حيز الفعل و الإنجاز من قبل الحكومة لاتخاذ خطوات فعلية وجدية على هذا الصعيد ، و ذات نتائج ملموسة ومثمرة ..

هامش ذات صلة :

* ( صالح للجمعية العامة: نريد المساعدة في كشف الأموال المهربة والفاسدين :

و اشار الى انه “ في هذا الإطار نأملُ دعمًا وإسنادًا من لدُنِ الأصدقاءِ في المجتمعِ الدولي للكشف عن الأموال المهربة والفاسدين الذين يقومون بتهريب هذه الأموال لتمويلِ المجاميعِ الخارجة عن القانون والمتطرفة. الفسادُ آفة يعانيها كثيرٌ من البلدان، ولقد خطف الفسادُ من العراقيين التمتعَ بنِعمِ بلادِهم بل ساهم في تدميرِها لسنواتٍ طويلة. ويشعر العراقيون ازاء اثرِها في دولتهم بالكثير من المرارةِ والغضب. وانطلاقًا من هذا فقد وجهتُ في العام الماضي ومن خلال الجمعيةِ العمومية دعوةً لتشكيل تَحالُفٍ دولي لمحاربةِ الفساد واسترجاعِ الاموالِ المنهوبة، على غِرارِ التحالفِ الدولي ضد الإرهاب. واليوم أيضًا أُكرر هذه الدعوةَ.. حيث لا يمكن القضاء على الارهاب الا بتجفيف منابعِ تمويلهِ وانهاء الفساد بوصفه الاقتصادَ السياسي للعُنف والارهابِ وتأثيرِه المُدمِر على اقتصاداتِ الدول وتعطيلِ إرادةِ الشعوب في التقدم والبناء”ـــ نقلا عن صحيفة صوت العراق ) ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here