“افندية” الزمن النذل

صار للزمن النذل أفندية..

يتكلمون الفصحى، ويتجادلون بالعامية السوقية.

ينزعون، مساءاً، بدلات الوظيفة، او الوجاهة، ثم يتجهون بسياراتهم الفاخرة الى ديوان العشيرة، حيث يتفقدون غسيل العار والمنهوبات و”ابطال” الاختطافات والتهريب والمخدرات والاغتيالات.

هنا، يراجعون اعمال الجهاد والمقاومة على خطوط التماس بين دولة العشيرة ودولة الدستور، وآخر اعمال الكاتيوشا على السفارات الاجنبية، والوزارات وثكنات الجيش. وحصيلة الغارات على ساحات الاحتجاج.

وفي الصباح، يعود افندية الزمن النذل الى مقاماتهم، ببدلات زاهية وأربطة موردة، ثم الى محافل تعجّ بالمصورين ومراسلي الاعلام.. يتنحنحون ثم يتكلمون عن آخر التطورات، وضرورة احترام العشائر والخصوصيات،

يحيط بهم افندية من الوسط الثقافي والاعلامي يتبارون بالاستخذاء، وبانواع العطور البايخة والبدلات الفسفورية والشعر المهدى الى اصحاب الفضل..

وهؤلاء الاخيرون، اكثر تلوناً ونذالة.. وقيل فيهم الكثير من التأليف والتوصيف..

*لكن فلاديمير ايلتش لينين اختصر ما ذُكر، بقوله عنهم:

ياخاتهم نظيفة وملابسهم الداخلية قذرة.

عبدالمنعم الاعسم

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here