صحيفة أميركية تحذر من تفجر مواجهة أميركية إيرانية خلال الأسابيع المقبلة

ترجمة/ حامد احمد

يريد رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي كبح جماح الفصائل المسلحة المنفلتة ولكن ليس على حساب كلفة التسبب بانتحار سياسي.

وحذر وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو، وبشكل شخصي العراق هذا الاسبوع من ان الولايات المتحدة قد تقدم على غلق سفارتها في بغداد اذا لم تتحرك الحكومة العراقية وتضع حدا للهجمات التي تقوم بها فصائل مسلحة موالية لايران ضد الممتلكات والمنشآت الاميركية .

يشكل تهديد بومبيو معضلة صارخة بالنسبة لرئيس وزراء العراق الجديد مصطفى الكاظمي، الذي ما يزال حتى الآن الشخص المفضل بالنسبة لادارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب .

وتقول صحيفة واشنطن بوست انه اذا مضى بومبيو قدما نحو اغلاق السفارة لحماية الاميركان، فان ايران وحلفاءها سيدعون باحراز نصر اعلامي كبير، ولكن غلق السفارة قد يكون ايضا بمثابة مقدمة لضربات جوية اميركية عنيفة ضد الفصائل المسلحة .

العراق هو المكان الذي قد تنفجر فيه خلال الاسابيع القليلة القادمة مواجهة بين الولايات المتحدة وايران، مشكلة بذلك “مفاجأة تشرين الاول” قبل الانتخابات الرئاسية الاميركية. ايران كانت حذرة ازاء اثارة ادارة ترامب بشكل مباشر في الموسم الانتخابي هذا، مفضلة التحرك ضمن ارض معركة مجهولة من العراق. لقد جعل بومبيو من هذه الحملة السرية اكثر صعوبة، ولكنها بالنتيجة زادت من احتمالية الدخول في حرب مفتوحة .

موقف العراق يشكل مخاطر محتملة من مختلف الاتجاهات، اذا ما ادت هجمات من فصائل مسلحة الى مقتل أميركان، فان ادارة الرئيس ترامب من المحتمل جدا ان ترد. واذا ما ضرب الكاظمي الفصائل المسلحة، حسب ما يطلب بومبيو، فان ايران قد ترد بعنف، وان نظامه الهش قد ينهار. بومبيو يريد ان يعزز من موقف الكاظمي ويدعمه، ولكن ليس لحد النقطة التي يتخلى فيها الكاظمي عن موقفه .

وقل مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية الاميركية في لقاء مع واشنطن بوست الجمعة “نحن نعتقد بان الكاظمي يريد ان يتخذ الاجراء الصحيح، ولكن عليه ان يفعل المزيد وبشكل اسرع. نحن لن نبقى صامتين ازاء هذه التهديدات. حياة الاميركان معرضة للخطر اذا ما استمرت هذه الهجمات .”

العنف الذي تشكله مجاميع الكاتيوشا قد ازداد خلال الاسابيع الاخيرة، وذلك رغم وعود الكاظمي بالسعي لكبحها. واستنادا لتحليلات ومعلومات جمعها المحلل بالشأن العراقي جويل ونغ، فانه حتى وقت أخير من هذا الشهر فقط وقع هناك 25 هجوما على ارتال تحمل تجهيزات لقوات اميركية وقوات التحالف، وكذلك على المنطقة الخضراء حيث توجد السفارة الاميركية او على مطار بغداد الدولي. قال انه في الشهر الماضي وقع 24 هجوما من هذا النوع .

وجاءت دعوة مشجعة الجمعة لتوفير حماية اكبر للسفارات عندما اقترح رجل الدين العراقي مقتدى الصدر، تشكيل لجنة “للتحقيق في الخروقات الامنية التي تتعرض لها البعثات الدبلوماسية والتي تعرض سمعة العراق الذي يتوجب عليه حمايتها للانتقاد ضمن المحفل الدولي .”

الكاظمي من جانبه سارع لتأييد مقترح الصدر بتغريدة صادرة عن مكتبه.

يذكر ان حملة الضغط التي قام بها بومبيو قد بدأت بمكالمة هاتفية الاحد مع الرئيس العراقي برهم صالح وذلك استنادا لموقع Iraq 24 الاخباري في بغداد.

وحسب الموقع الاخباري فان وزير الخارجية بومبيو حذر خلال المكالمة بالقول “قرار غلق السفارة في بغداد هو بيد الرئيس ترامب وهو مستعد… اذا انسحبت قواتنا وتغلق السفارة بهذا الشكل، فنحن سنصفي كل من ثبت تورطه بهذه الهجمات .”

وكان رئيس الوزراء الكاظمي قد تم الترحيب به الشهر الماضي من قبل الرئيس ترامب في البيت الابيض. ويرى فيه مسؤولون اميركان بانه اكثر القادة العراقيين دعما منذ سنوات، واحد اسباب ذلك هو انه لم يرتبط باي حزب سياسي طائفي في العراق، وانه حاول جاهدا النأي بنفسه عن طهران.

خطورة الانذار النهائي لبومبيو هو نفسه الذي اصاب الولايات المتحدة منذ ان غزت العراق عام 2003. إيران قريبة وتلعب بخططها على المدى البعيد، أميركا بعيدة وتطالب بنتائج سريعة.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here