الحسين (ع) في أقوال طائفة من الزعماء و الكتاب الأجانب

اعداد و ترجمة: ا.د. كاظم خلف العلي

استاذ اللسانيات و الترجمة – كلية الآداب – جامعة البصرة

[email protected]

ها قد حل علينا شهر محرم الحرام…شهر الحزن و اللوعة و الأسى…و في عشرته الأولى قتل سبط رسول الله مظلوما هو و آل بيته و اصحابه في رمضاء كربلاء…يمر علينا الشهر هذا العام و الأهل و الأحباب و الأصحاب يتساقطون بفعل جائحة كورونا…فاللهم إنا نسألك بالحسين الوجيه و امه و أبيه أن تكرم وفادة المتوفين منهم عليك و أن تغسلهم بالماء و الثلج و البرد و أن تنقهم من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس و أن تحشرهم مع النبيين و الشهداء و الصديقين و حسن اولئك رفيقا و أن تلطف بجميع المرضى و المصابين يا رب العالمين

و بعد فإنه الوعد الحق…….الكلمات الخالدة التي صفعت بها العقيلة زينب (ع) وجه يزيد حين قالت له في مجلسه: كد كيدك و اسع سعيك و ناصِبْ جهدك، فوَ اللهِ لا تمحو ذِكْرَنا، ولا تُميت وحيَنا . و مات الطغاة و الظالمون و انتهوا و ما مات الحسين…

كذب الموت فالحسين مخلد…كلما مر الزمان ذكره يتجدد

و في هذه المقال سنستعرض بعضا مما ورد في ذكر الحسين (ع) على لسان طائفة من الزعماء و الكتاب الأجانب قمنا ببحثها و ترجمتها:

1.الكاتبة البريطانية السيدة فريا ستارك Dame Freya Stark، و هي مستكشفة و كاتبة رحلات بريطانية ايطالية: يحيي الشيعة في جميع أنحاء العالم الإسلامي ذكرى الحسين وقتله ويحزنون عليه في العشر الأوائل من شهر محرم .. هناك في كربلاء نصب معسكره بينما أحاط به أعداؤه و حبسوا عنه الماء .. التفاصيل حية اليوم مثلما

كانت قبل 1257 عامًا؛ ولا يمكن لأي شخص لديه الكثير من الاهتمام أن يزور هذه المدن المقدسة ما لم يكن يعرف شيئًا عن القصة ، لأن مأساتها مبنية في الأساس منها. إنها إحدى القصص القليلة التي لا أستطيع أن أقرأها بدون البكاء. ”

2.السيد ثوماس لايل Thomas Lyle: و هو العامل في العراق مساعدا سياسيا في النجف خلال السنوات 1918-1921 و المدير المشارك لدائرة العقارات في بغداد و الحاكم في المحاكم المدنية . يقول في كتابه (Insights Iraq) في الصفحتين (57-76) واصفا حشود العزاء الحسيني: لم يكن هناك أي نوع من الوحشية أو الهمجية ، ولم أتوقف عن السيطرة على الناس الذين شعروا بها في تلك اللحظة خلال العزاء وما زلت أشعر في تلك اللحظة بكل ما هو خير ومليء بالحيوية في الإسلام، وأدركت تلك التقوى المتأصلة في هؤلاء والحماسة التي تنبع منهم ، و يمكن لهم أن يهزوا العالم إذا وجهت التعزية بالطريقة الصحيحة ،

واتبعت الأساليب الصحيحة ، لا عجب أن يكون لدى الناس الواقعية الطبيعية في شؤون الدين

3. الزعيم الهندي المهاتما غاندي : إن انتفاضة الحسين السلمية و غير العنفية ضد طغيان يزيد بن معاوية الهمت ثورة الملح التي قام بها غاندي. يقال أن غاندي درس تاريخ الاسلام و تاريخ الأمام الحسين ، و كانت فكرته أن الاسلام دين انتشر لا بحد السيف بل بتضحيات الأولياء الصالحين العظيمة كتضحية الأمام الحسين. يقول غاندي: لقد نظرت في سيرة الحسين، شهيد الاسلام الأعظم، و تفحصت مأساة كربلاء و وصلت لاستنتاج مفاده أن الهند تتمنى أن تحقق النصر، عليها أن تتخذ الحسين نموذجا لها. و يقول أيضا: تعلمت من الحسين كيف أنتصر و أنا مظلوم. و يقول أيضا: هناك نداء عالمي في هذا الاستشهاد. لقد ضحى الإمام الحسين بكل ما لديه ، لكنه رفض الخضوع لحكومة استبدادية. لم يعطِ أي وزن لحقيقة أن قوته المادية كانت أقل بكثير بالمقارنة مع قوة العدو. إن قوة الإيمان بالنسبة له هي أعظم قوة و تعتبر كل قوة مادية لا شيء. هذه التضحية هي منارة هداية لكل مجتمع وكل أمة.

4. الروائي الانكليزي جارلز دكنز صاحب الروايات المعروفة أوليفر تويست و ديفيد كوبرفيلد و الآمال العظيمة و الأزمان الصعبة و غيرها كثير. يقول دكنز: لو أن الحسين كان قد حارب ليطفئ رغباته الدنيوية … فأنا لا أفهم لماذا رافقته أخته وزوجته وأولاده. لذلك فمن المنطقي أنه ضحى من أجل الإسلام فقط.

5. إدوارد جيبون (1737-1794) و يعتبر أعظم مؤرخي زمانه يقول في كتابه (تدهور الامبراطورية الرومانية و سقوطها he Decline and Fall of the Roman Empire ص 391): في عصر ومناخ بعيدين ، سيوقظ المشهد المأساوي لوفاة الحسين تعاطف القارئ البارد “.

6. البروفيسور الهندي السيد أمير علي يعلق على فكرة جيبون بالقول: إن مذبحة كربلاء هزت بعنف العالم الاسلامي و ساعدت على تقويض اسس الدولة الأموية.

7. انطوان بارا (كاتب مسيحي لبناني): لا معركة في التاريخ الحديث أو القديم للبشرية كسبت الكثير من التعاطف و الاعجاب علاوة على توفيرها الكثير من الدروس مثل قصة استشهاد الحسين في معركة كربلاء

8. الكاتب الهنغاري جورجي لوكاش : إن مفاهيم الحسين كانت مركزة على طبيعة حرة تهدف إلى جعل اهل امته سعداء في حياتهم، و أن يكونوا قادرين على مواجهة الحكام المتطرفين الذين يستعبدونهم و الذين واجههم الحسين بكامل قوته و عزيمته.

9. الكاتب الياباني كويانا: انارت ثورة الحسين طريق الخلاص للمقهورين و ثبتت أفكارهم و سحبتهم من الضلال و أوضحت لهم طرق العدالة.

10. الكاتب الفرنسي فيكتور هوجو: إن مبادئ ثورة الحسين أصبحت منهجا لكل ثائر يريد استرجاع حقوقه ممن يظلمونه.

11. الكاتب الروسي تولستوي: من دون شك ، كان الحسين من بين أعاظم الثوار الذين كان هدفهم

تصحيح الحكام الذين انحرفوا بعيدا عن الطريق المستقيم، و من أجل تلك المبادئ نال الشهادة التي يشتاق لها الأحرار.

12. المفكر الروسي اوبيرا: أصبح الحسين نموذجا تحتذي به كل أمة مقهورة تعاني من اساءة حكامها و عدم عدالتهم و الذين يبنون عروشهم المهزوزة على جماجم المقهورين الأمر الذي جعل أحفادهم يواصلون تمردهم حتى تمكنوا من إسقاط هذ الفصيل الذي جعلهم يعانون بشدة.

13. الروائي التشيلي روبيرتو بولانو افالوس: إن مقتل الحسين على يدي يزيد هو اعظم خطأ سياسي ارتكبه الأمويون و الذي محى و أخفى كل علامة و تفاصيل عنهم.

14. المفكر الافغاني جمال الدين الافغاني: ليس هناك من مسلم ما لم يكن في قلبه حب للحسين الذي ضحى بكل شيء يملكه من اجل العدالة و محاربة المرتدين الذين كانوا يسعون للعبث بمنهاج محمد (ص) إلا أن الله أخزاهم.

15. محمد علي جناح مؤسس الباكستان: يزداد اعجابي بالتضحية الجليلة للإمام الحسين كشهيد

لأنه قبل الموت و عذاب العطش لنفسه ولأبنائه ولعائلته كلها ، ولم يخضع للسلطات الظالمة

16. جواهر لال نهرو أول رئيس وزراء للهند: أفضل درس نتعلمه من مأساة كربلاء أن الحسين وأتباعه هم المؤمنون بالله. أوضحوا أن التفوق العددي لا يهم عندما يتعلق الأمر بالحقيقة والباطل

17. ثوماس كارلايل مؤرخ و كاتب بريطاني : إن تاريخ الإسلام ، وخاصة حياة الإمام الحسين ، فريد من نوعه ، لم يقترب منه أحد ولا يقترب منه أحد. و لولا استشهاده لانقرض الإسلام منذ زمن بعيد. لقد كان المنقذ للإسلام وبسبب استشهاده رسخ الإسلام جذوره العميقة التي لا يمكن ولا حتى تخيل تدميرها الآن

18. ئي جي براونلي، مؤلف كتاب تاريخ فارس الأدبي: ان التضحيات التي قدمها لنا حضرة الإمام الحسين في صحراء كربلاء قبل ثلاثة عشر مائة عام هي مثال لنا جميعًا ، يمنحنا الزخم والحدس للقيام بدورنا عندما تجبرنا الظروف على مواجهة الشر ضد الحقيقة. حقق الإمام الحسين مع 72 من أتباعه انتصارًا أبديًا في هزيمته ، وهو ما يستحيل

على أي قوة عظمى الحصول عليه بأي ثمن. لقد أثبت الإمام الحسين للعالم في جميع الأوقات أن الأرقام لا تحسب عندما تكون الروح الحقيقية تعمل بهدف محدد وتصميم.

19. الزعيم الافريقي نيلسون مانديلا: لقد قضيت أكثر من عشرين عاما في السجن، و من بعد ذلك قررت في احدى الليالي أن استسلم بالتوقيع على جميع شروط الحكومة و قيودها. لكني فجأة بدأت أفكر بالإمام الحسين و بحركة كربلاء و منحني الأمام الحسين القوة للوقوف طلبا لحق الحرية و التحرر.

20. الشاعر الهندي رابندرانت طاغور: من اجل ابقاء العدل و الحقيقة حيين، لا عن طريق جيش أو اسلحة، فإن النجاح يمكن تحقيقه بالتضحية بالنفس و هو ما قام به الامام الحسين. الأمام الحسين زعيم الانسانية.

21. السيدة ساروجيني نايدو ناشطة سياسية و شاعرة هندية :أهنئ المسلمين أنه من بينهم ، ولد الحسين و هو إنسان عظيم ، توقره جميع المجتمعات و تكرمه

22. واشنطن ارفنغ كاتب سير ذاتية و مؤرخ: كان من الممكن أن ينقذ الحسين حياته بإخضاع نفسه لإرادة يزيد. لكن مسؤوليته كمصلح لم تسمح له بقبول خلافة يزيد. لذلك استعد لمواجهة كل أنواع المنغصات والإزعاج من أجل تحرير الإسلام من أيدي الأمويين. و تحت أشعة الشمس الحارقة ، على الأرض الجافة وضد حرارة شبه الجزيرة العربية ، وقف الحسين الخالد.

23. جيمس كورني مؤلف كتاب تاريخ الصين: واجه الحسين ورفاقه ثمانية أنواع من الأعداء. على الجوانب الأربعة كان جيش يزيد هو عدوهم الذي كان يمطرهم بلا انقطاع بالسهام. العدو الخامس شمس العرب التي تحرق الاجساد. العدو السادس كان صحراء كربلاء التي كانت رمالها تحترق مثل الافران الساخنة. و العدوان السابع والثامن هما الجوع الشديد والعطش اللذان لا يطاقان.

24. البروفيسور رضا كوموند موكيرجي رئيس قسم التاريخ الاسبق في لكنوا بالهند : لقد قدم حضرة الإمام الحسين للعالم منذ حوالي ثلاثة عشر

مائة عام ، رسالة وأسلوب حياة ، كان فريدًا ومثاليًا ، نحتفل بذكراهما. لا أمتلك الكلمات ولا تملك أي لغة من لغات العالم البلاغة والفهم اللذين يمكن أن يكونا وسيلة للتعبير عن مشاعر الخشوع التي أستمتع بها في ذهني لهذا الشهيد الرائع. حضرة الإمام الحسين ليس ملكًا للمسلمين فقط ولكنه كنز مشترك لجميع مخلوقات الله تعالى. أهنئ المسلمين على أن من بينهم مثل هذه الشخصية التي تحظى بالاعتراف والاحترام على قدم المساواة من قبل جميع مجتمعات العالم.

25.الدكتور كي شيلدريك : سار الحسين مع رفاقه القلائل ليس إلى المجد ، و ليس إلى السلطة أو الثروة ، ولكن إلى تضحية عظمى وكل عضو في تلك الفرقة الباسلة ، ذكوراً وإناثاً ، كان يعلم أن الأعداء عنيدون ، ولم يكونوا مستعدين للقتال فحسب ، بل للقتل. حرم الأطفال حتى من الماء ، وظلوا عطاشى تحت أشعة الشمس الحارقة ، وسط رمال حارقة ، ومع ذلك لم ينهار أحد للحظة ، وواجهوا بشجاعة أكبر الصعاب دون أن يهتزوا.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here