فتح وحماس، تاريخ من الصراع وآمال المصالحة؟

فتح وحماس، تاريخ من الصراع وآمال المصالحة؟

مراد سامي

تحدّث قياديّ بحركة حماس مقيم في قطر عن الانتقادات التي وجّهها بعض زملائه في الحركة إلى صالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسيّ لحركة حماس والقائد الحاليّ لمشروع المصالحة الوطنيّة مع حركة فتح، هذا وفق ما أشارت إليه بعض التقارير الإعلاميّة الفلسطينية.

شرعت حماس وفتح في إجراء سلسلة من اللقاءات المباشرة وغير المباشرة بُعيد إعلان الحكومة الإسرائيلية الجديدة بقيادة نتنياهو عن مشروع الضمّ، هذا المشروع الذي أثار ضجّة إعلاميّة كبيرة، وخلّف ردود أفعال واسعة فلسطينية وغير فلسطينية، لعلّ أهمّها إعلان الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس قطع العلاقات بصفة نهائيّة مع الكيان المحتلّ. وقبل أيّام، اجتمع وفد من حماس يرأسه صالح العاروري بوفد من فتح يرأسه جبريل الرجوب في إطار مناقشة تفاصيل ملف المصالحة والاتفاق على بعض الجزئيّات الخاصّة بالمشروع.
وبالعودة إلى موقف القياديّ الحمساوي المقيم بقطر، هناك مخاوف حقيقيّة لدى بعض أعضاء الحركة من التعاون مع فتح والعمل على خطة مشتركة لمقاومة عدوان المحتلّ، ويعود ذلك تاريخ العلاقات الطويل بين فتح وإسرائيل من جهة، وفتح والولايات المتحدة الأمريكية من جهة ثانية، أمريكا الداعم الأول لإسرائيل في المنطقة. كما يعتقد بعض قيادات حماس أنّ قطع فتح علاقاتها مع إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية قد يكون مؤقّتًا وبالتالي لن تفلح مجهودات توحيد الساحة السياسيّة الفلسطينية لأنّ موقف حماس واضح من إسرائيل ولا تقبل التعايش معها من باب الأمر الواقع.

يُعتبر مشروع المصالحة الوطنيّة الفلسطينية مشروعًا واعدًا، ولكيْ تُفلح المجهودات المبذولة، على الجميع مناقشة القضايا الحسّاسة بكل انفتاح وصراحة، من أجل إعادة بناء الثقة التي دمّرتها سنوات من الصراع بين الحركتيْن. هل تفلح فتح وحماس في سدّ الفجوة الواسعة بينهما؟

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here