قصة قصيرة. محلل سياسي.

قصة قصيرة.

محلل سياسي.

احمد صادق

في ذلك اليوم كان على المحلل السياسي المعروف أن يلبي ثلاث دعوات من ثلاث فضائيات عراقية تقوم مقراتها في ثلاث مناطق متباعدة من بغداد. كان يعرف الموضوع السياسي الذي ستدور حوله هذه اللقاءات، وأعرب لنفسه عن دهشته من توافق مقدمي هذه اللقاءات الثلاث، عندما اتصلوا به الواحد بعد الآخر، على تناول موضوع سياسي واحد وهو تعهد الحكومة الجديدة بإجراء إصلاحات سياسية واقتصادية وخدمية وإجراء انتخابات مبكرة يطالب بها المتظاهرون، ربما لأن موضوع الإصلاحات التي طرحتها الحكومة الجديدة التزم به رئيس وزراء جديد يبدو أنه عازم على (تحديث) الوضع السياسي المتهالِك والمستهلَك. ذهب المحلل السياسي المعروف إلى الفضائية الأولى وأجرى حوارا قال في نهايته ” … ان الحكومة لا تستطيع أن تجري الإصلاحات التي وعدت بها خاصة الانتخابات المبكرة.” وذهب بعدها إلى الفضائية الثانية وأجرى حوارا آخر قال في نهايته ” … ان الحكومة تستطيع أن تجري الإصلاحات التي وعدت بها وخاصة إجراء الانتخابات المبكرة.” وذهب إلى بعدها إلى الفضائية الثالثة وأجرى حوارا ثالثا قال في نهايته “… ان أمام الحكومة، كما قال السيد القائد، 100 يوم لإنجاز الإصلاحات التي وعدت بها وإلا فإن تظاهرات مليونية ستخرج في بغداد والمحافظات بإشارة واحدة منه، وسيتم الهجوم ،ربما، على البرلمان واحتلاله بإشارة منه كما حدث في إحدى السنوات، ثم تنتهي هذه التظاهرات المليونية بإشارة واحدة منه أيضا. ….

….. وفي طريق عودته إلى بيته بعد انتهاءه من هذه اللقاءات مر المحلل السياسي المعروف على سوق خضروات شعبي قريب من منطقته وتسوق ما كانت زوجته قد طلبت منه قبل أن يخرج من البيت ذاهبا لإجراء الحوارات السياسية مع الفضائيات الثلاث …..

بغداد 29/9/2020

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here