الموجة الثانية من الاحتجاجات: نريد وطن بهوية تشرين!

بغداد / يسار جويدة

بين ثلاثاء الأول من تشرين الأول عام 2019، وخميس الأول من تشرين الأول 2020، ثمة حصيلة جديدة من الوعي الذي بلورته انتفاضة تشرين، حيث تمددت كتلة العراق (التشريني)، على كتلة الخراب الموسومة بعار الـ17 سنة الماضية.

فمنذ أكثـر من شهر، يحضر الناشطون والمحتجون لموعدين، أحدهما اليوم الخميس الأول من تشرين الأول، حيث سيحيي الآلاف من المتظاهرين الذكرى السنوية الأولى للانتفاضة. بينما الموعد الثاني، سيكون يوم 25 من الشهر نفسه، كموعد لإنطلاقة الموجة الثانية من الاحتجاجات.

ويتفق كتاب ومدونون على أن أبرز إنجازات انتفاضة تشرين، هو تكريسها للهوية الوطنية، بعدما كادت أن تمزقها الصراعات السياسية وحروب الوكالة.

ويسعى على الدوام، اقطاب العملية السياسية، إلى دفع الشارع العراقي نحو الانقسام الطائفي أو الاثني، محاولين رفع رصيدهم السياسي، حسبما يرى مراقبون.

لكن هذه المرة “الشعب لهم بالمرصاد” يقول مسعود البهادلي، خريج العلوم السياسية ذو الـ25 عامًا، ويضيف: الوعي الشعبي تنامى، وانكشفت اللعبة السياسية، واحترقت أوراق الكتل النافذة.

ويسترسل البهادلي في حديثه لـ(المدى) قائلًا: حدث تشرين ليس مجرد انتفاضة، إنها لحظة تفجر الوعي العراقي المقترن بالهوية الوطنية؛ لحظة تشكل قطيعة مع كل التاريخ الذي سبقها. وهذه اللحظة مستمرة، رغم مرور عام عليها، بفعل وقود الوعي.

وطيلة أشهر الانتفاضة، كانت أصوات الهتافات تصدح كل يومٍ في ساحة التحرير هنا وهناك، حتى تكاد لا تجد مساحة او زاوية من دون أن تسمع هتافا أو اغنية يتراقص على أنغامها الشبّانُ اليافعون.

ويرى تحسين بيدر، الفنان الشاب الذي واكب الانتفاضة منذ انطلاقتها حتى اليوم، أن الهتافات داخل ساحة التحرير كثيرة ومتنوعة، ولكن جميعها موجهة إلى الطبقة الحاكمة. ثم يشير بيده الممسكة بكتاب إلى العلم العراقي، ويقول: تختلف ألوان العلم العراقي، لكنه لا يرمز إلا للعراق.. نحن (المحتجون) كذلك، لكل منا هويته وثقافته، لكننا هنا من أجل العراق!

وتحمل الهوية التشرينية، بحسب مؤيد ناجي، أحد منسقي الاحتجاجات في محافظة النجف، “مضامين إنسانية غاية في النبل”، حيث للتضامن حضور قوي في ساحات الاحتجاج، “فنحن نتقاسم المأكل والمشرب، وحتى الثياب”. ويضيف: “نجمع التبرعات لعلاج من أصيبوا من زملائنا، ونتقاسم واجبات العمل في الساحة”.

وتلقت الاحتجاجات منذ انطلاقتها، تبرعات بالمواد المختلفة من ميسورين وتجار ومذاخر أدوية، وتطوع في خدمة المتظاهرين أطباء ومسعفون وطباخون وحلاقون.. الخ. حتى افترشت بعض النساء الأرض وسط الساحة لغسيل ملابس المحتجين.

إذا، موجة جديدة من الاحتجاجات تنتظر القوى الحاكمة، “ستكون بذات قوة الموجة الأولى إن لم تكن اشد وقعاً”، كما يقول أمير الدايني، “لأن ما تحقق لا يلبي التطلعات”.

وتشكل العودة المتوقعة للاحتجاجات، قلقًا بالغًا للقوى السياسية. وترى مصادر سياسية أن التعثر في تشريع قانون الانتخابات، مقصود، وهدفه تعطيل الانتخابات المبكرة حتى تهدأ العاصفة التشرينية، فالانتخابات ستغدو مستحيلة على بعض القوى، في ظل هكذا أوضاع، لأنه “ابن امه وأبوه اللي يكدر يرفع دعايته بالشارع” على حد قول أحد المتنفذين!.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here