انتفاضة المواكب الحسينية ظاهرة ثورية معاصرة

“إن انتفاضة المواكب الحسينية ظاهرة ثورية معاصرة، حيث ان المواكب الحسينية لم تنسى هموم الشعب العراقي، ولم تخنع للحاكم طيلة الدهر. وهذا العام كغيره لا بل اكثر ارتفعت الحناجر الحسينية بصوتها عالياً ضد الفساد والفاسدين، وضد المجربين الذين يجب ان لا يجربوا، لأنهم استغلوا مناصبهم للإثراء الشخصي وتنكروا لابسط ما يحفظ كرامة المواطن العراقي في حصوله على الماء والكهرباء والرعاية الصحية.”

خلفية الموضوع:

هناك ثلاث مؤسسات او خطوط عمل رئيسة لمقومات فكر ونشاط وممارسة المسلمين الشيعة في العراق، وهي المرجعية (الحوزة العلمية)، والمنبر الحسيني، والمواكب الحسينية. وعلى الرغم من تداخل هذه المؤسسات مع بعضها البعض في النشاط او الدور المؤثر على تابعيها، إلا ان هناك مايميز بعضها عن بعض من ناحية العلوم الفقهية والأمكانات العلمية وصلاحيات الفتوى وطبيعة الممارسة وآفاقها. وفي بحثنا هذا سنركز على المواكب الحسينية ودورها في الدفاع عن الوطن والمواطنين:

· التعرف على المواكب الحسينية:

وهي مؤسسات مجتمع مدني محلي في كل مدينة سواء كانت كبيرة ام صغيرة. يقود المواكب العريقة كبار واشراف القوم في كل محلة اوطرف ممن يوثق بهم وممن لديهم الأمكانات المالية لتمويل المواكب التي تكون مُكْلفة في المواسم. والقائمين بأدارة المواكب ليسوا بالضرورة لديهم امكانيات او ثقافة دينية، وانما لديهم حب آل البيت (رض) والرغبة الطوعية في احياء الشعائر الحسينية. والمواكب الحسينية نشاطها ليس دائمياً، وانما موسمياً وبالخصوص في شهر محرم الحرام حيث ذكرى واقعة الطف في اليوم العاشر وشهر صفر حيث تمر في العشرين منه ذكرى اربعينية استشهاد الحسين واهله واصحابه (رض) وشهر رمضان الكريم ، وتمر فيه ذكرى جرح واستشهاد الأمام علي(رض). واهم ما يحرك المواكب هو القارئ (اوالرادود) الذي يجب ان يمتاز بقدرة ألقائية وفصاحة لسان وامكانية على الأثارة والحماس. والرادود يختلف عن خطيب المنبر. فالرادود ليس بالضرورة مؤهل دينياً وانما يمتاز بقدرة صوتية عالية ومعرفة بالمقامات التي تستخدم في القاء القصائد. والمكون الآخر المهم هو الشاعر الحسيني الذي يُنضم قصائد من وحي تراث واقعة كربلاء، والقدرة على تصويرها بشكلها المأساوي. وكذلك فإن معظم الشعراء الحسينيون ليسوا بالضرورة من خريجي الدراسات الدينية. وبالتالي ممكن ان يكونوا من الشعراء الذين يتنوع نشاطهم الأدبي. وكما ذكرت فإن المواكب بأنواعها وممارساتها اجتماعية تقليدية اكثر من كونها مؤسسات دينية، ولا توجد علاقة الزامية بينهم وبين المرجعية. وبالتالي فإن هناك شعائر وممارسات لا تحسب على المذهب او الدين وقسم منها غير مقبول مثل التطبير وضرب الزنجيل والزحف وغير ذلك من الممارسات الدخيلة. ان قسم من هذه المواكب تتكون بشكل مؤقت و تستحدث لها مراكز تجمع مؤقتة وهو ما يسمى بـ التكيات. واحياناً يديرها شباب دون

النضوج. ويمارسون الشعائر من خلال الأستفادة من بعض الأماكن او الأراضي الشاغرة او الخانات او البيوت او المحلات التجارية.

نماذج سياسية عبر مراحل مفصلية

العهد الملكي:

قامت مصر بتأميم قناة السويس عام 1956، وقد ادى ذلك الى احداث العدوان الثلاثي الخاشم على مصر والتي كانت بقيادة جمال عبد الناصر. ولم تألوا شعوب الدول العربية ومنها الشعب العراقي جهداً في اسنادها. وظهر ذلك جلياً في ردات موكب الكوفة في زيارة الأربعين بكربلاء عام 1957:

هاي الشباب تريد قايد به عز ومرجلة، يا هلا

إجنود كل إحنا إله، يا هلا

وبجمال إنمثله، يا هلا

ولا بد من الذكر هنا ان العلاقة بين العراق ومصر لم تكن على مايرام. وكان هناك منافسة شرسة بين نوري السعيد وجمال عبد الناصر لزعامة الأمة العربية. وعلى الرغم من ذلك لم يتعرض الموكب لأية مضايقات من السلطات الأمنية السعيدية.

بعد ثورة تموز ١٩٥٨:

وفي صيف عام 1958 حدثت ثورة تموز بقيادة الزعيم الوطني عبد الكريم قاسم. ومن جملة اجراءات الثورة هي منع التطبير وتشجيع وحماية المواكب الحسينية اللطمية، بدلالة ان اذاعة بغداد كانت تنقل مباشرة قراءة المقتل من الصحن الحسيني الذي يقرأه المرحوم الشيخ عبد الزهرة الكعبي في صباح العاشر من محرم.

وللاسف الشديد حدث خلاف بين قادة الثورة. ففي نهاية عام 1958 وبداية عام 1959 ادى الخلاف بين الزعيم عبد الكريم قاسم والعقيد عبد السلام عارف الى انقسام الشارع العراقي الى معسكرين رئيسيين. الغالبية مؤيدة للزعيم ولموقفه في دعوته الى اتحاد فدرالي مع الجمهورية العربية المتحدة (مصر وسوريا). واقلية ذات اندفاع قومي مؤيدة لعبد السلام عارف ودعوته الى الوحدة الفورية دون قيد او شرط او مفاوضات مع مصر وسوريا تحت قيادة الرئيس جمال عبد الناصر. ليلة عاشوراء عام ١٩٥٩ كنت في النجف الأشرف وفي مدخل السوق الكبير اتذكر ردات احد المواكب وعلى الأغلب كان موكب “البراق” الذي كان ذو نزعة يسارية، وذلك لأرتباطه بالرادود عبد الرضا والشاعر الحسيني عبد الحسين ابو شبع. كانت الردة كما يلي:

اتحاد فيدرالي وصداقة سوفيتية

وفلتحيا الصين الشعبية

حيدر، علي

عهد ردة 1963 والعهد العارفي:

ثم جاءت احداث عام 1963 وتم اعدام الزعيم وقادة ثورة تموز وقتل واعتقال الالاف من الوطنيين واليساريين وكان من بين المعتقليين العديد من شعراء القصائد الحسينية ورواديدها ومنهم الشاعر عبد الحسين ابو شبع واخيه شهيد ابو شبع وغيرهم كثيرون. وبالتالي كان موسم عام 1963 عام تكميم الأفواه وهو العام الوحيد الذي لم استطع المشاركة فيه من قريب اوبعيد. بعد احداث 18 تشرين الأول عام 1963 حيث سيطر عبد السلام عارف على السلطة وقام بحل الحرس اللاقومي الذي

عاث في الأرض فساداً استطاع الشارع العراقي ان يعلن عن فرحته وفي نفس الوقت لعنته لتلك الأشهر التسع المقيته ورموزها ومنهم ميشيل عفلق القائد المؤسس لحزب البعث ومذيع مكروه ذو نفس لئيم هو فاروق ويسمى فاروق الأعور صاحب مقولة “اخرسي ياموسكو”. ففي زيارة الأربعين في عام 1964 نزل موكب طرف العباسية الكربلائي بهذه الردات:

فاروق الأعور سقط وسافر

وميشيل عفلق النذل شاجخيله خنجر

عام 1965 كان عبد السلام عارف رئيساً للجمهورية وكانت طبيعة السلطة ذات توجه قومي وطائفي معادي للشيعة. وكان ان حدث انقلاب على أحمد بن بلا رئيس الجمهورية الجزائرية قام به رئيس اركان الجيش او وزير الدفاع هواري بومدين. وكانت زيارة الأربعين في كربلاء المقدسة، وهذه احدى الردات النارية:

يا الحبل جرار وين ابن بيلا صار

وكان عبد السلام عارف قد منح نفسه رتبة مشير، وكانت الردات تحاكي رجال الأمن المنتشرين الذي يأخذون صور ويسجلون الردات الحسينية وكتابة التقارير عن الناشطين. ولم يذكر ان سلطة عبد السلام قامت بحملة اعتقالات على اثرها، علما ان معظم الشعارات لذلك العام كانت معادية للسلطة التي اعتبرت طائفية.

سجل يا أمن واخبر مُشيرك لو ثار الشعب شنهو مصيرك

ولم ينسى اهل السماوة الغيارى ضحايا قطار الموت في عام 1963 ويعلمون ان معتقلي نقرة السلمان الصحراوية الذين يمرون عبر مدينتهم قبل الوصول اليها، ما هم إلا مناضلين في سبيل الوطن. ولذلك نزلوا بهذه الردات في اربعينة الحسين في كربلاء عام 1965:

كم شاب نايم بالسجن ومن جرحه اليون

يانكرة السلمان للظلم عنــــــــــوان

ليش طلع صاحبنا قاسي وغدار

من السماوة انصار

§ الشيخ احمد الوائلي: عميد المنبر الحسيني

وللشيخ احمد الوائلي عميد المنبر الحسيني دور بارز في الدعوة لتهذيب ممارسة الشعائر الحسينية الغير مناسبة مثل التطبير وضرب الزناجيل وغيرها. وبما انه من اتباع منهج آل البيت والأمام علي (عليهم السلام) فإن دعوته للأصلاح والعدالة الأجتماعية ومحاربة التباين الطبقي والفروقات بين الأغنياء والفقراء، كانت جزءاً مهماً في رسالته من على منبره. وهذا جزء مما قاله في قصيدته الرائعة (بغداد) في عهد عبد السلام عارف في مهرجان الأدباء العرب عام 1965 :

بـغداد يـومك لا يزال كأمسه صورٌ على طرفي نقيض تجمع يـطغى الـنعيم بجانب وبجانب يـطغى الـشقا فمرفّه ومضيع في القصراغنية على شفةِ الهوى والـكوخ دمعٌ في المحاجر يلذع ويـد تـكبّل وهـي مما يُفتدى ويـدٌ تـقبّل وهـي مما يُقطع وبـراءة بـيد الـطغاة مـهانة ودنـاءة بـيد الـمبرِّر تـصنع

ويـصان ذاك لأنـه من معشر ويـضام ذاك لأنّـه لا يـركع فـتبيّني هذي المهازل واحذرى مـن مـثلها فوراء ذلك إصبع شُـدّي وهزي الليل في جبروته وبـعهدتي انَّ الـكواكب تطلع

كذلك جابه الشيخ الوائلي الطائفية حينما رأى بداية غرسها ونشأتها في نفس العهد العارفي فكان منبره منبراً توحيدياً ارشادياً وهذه مقاطع من قصيدته رسالة الشعر:

ومـشت تـصنّفنا يـدٌ مـسمومةٌ مـتـسنّنٌ هــذا وذا مـتـشيّعُ يـا قـاصدي قـتل الأُخوّة غِيلةً لـمّوا الـشباك فـطيرنا لا يُخدعُ غـرس الإخاء كـتابنا ونـبيّنا فـامتدّ واشـتبكت عـليه الأذرعُ

كما ان الشيخ الوائلي عُرف بأمتعاضه الشديد من تشويه احداث واقعة الطف والغلو في المبالغة التي تفقد القضية مصداقيتها. ويستنكر الشعائر والممارسات الدخيلة ايام عاشواء كالتطبير بالقامات، والسير حفات القدمين على جمر النار والزحف والتمرغل في الطين وما الى ذلك. وكان لدعوته هذه الكثير من الأنصار والمؤيدين، إلا الجهلة والغلاة شنوا حملة غير مقدسة عليه وصلت لحد السباب والشتائم وحاربوه لذلك، وكأنه من معادي الحسين (ع).

العهد الصدامي (1968-2003):

وبعد عام 1968 حكم حزب البعث العراق بقيادة أحمد حسن البكر وصدام حسين. وكانت سياسة سلطة البعث ان تسيطر وتسير كافة المنظمات الأجتماعية سواء منها الرياضية او الفنية او الأدبية. وقد نجحت بذلك بأستخدام اساليب الترهيب والترغيب. إلا انها واجهة صعوبة بالغة في سيطرتها على المواكب الحسينية، وخاصة مواكب النجف الأشرف العريقة وذلك لأنها مؤسسات شعبية يديرها اشراف الأحياء الرئيسة في النجف الأشرف وهي احياء (البراق، المشراق، الحويش والعمارة).

انتفاضة خان النص 1977:

ولما لم تستطع سلطة البعث من السيطرة على المواكب الحسينية والشعراء الحسينيون، قررت الغاء او تقليص نشاط هذه المواكب. ففي بداية شباط عام 1977 استقدم محافظ النجف جاسم محمد الركابي رؤساء المواكب الرئيسة في النجف المذكورة سلفاً، وطلب منهم عدم اقامة شعائر المشي على الأقدام من النجف الأشرف الى كربلاء المقدسة في تلك السنة. وقال لهم انها اوامر من بغداد. حاول رؤساء المواكب افهامه من ان هذا النشاط غير سياسي وان الناس تنذر للعيشة او التخلص من مرض اوضائقة او تمني النجاح الى آخره، وبالتالي لا يستطيعون عدم الأيفاء بالنذر. إلا انه كان جازماً وحازماً ومهدداً. فقالوا له انهم لا يملكون سلطة كي يمنعوا الناس من المشي الى كربلاء. وفي يوم 4 شباط تجمع الناس من كل احياء مدينة النجف في صحن الأمام علي (ع) وقرروا الزحف الى كربلاء مرددين:

أهل النجف يا امجاد راياتكم رفعوها وإسلامنا ما ننساه أيسوا يابعثية

وخاض الزاحفون يوم 6 شباط معارك ومشادات مع السلطات الأمنية والحزبية لحين وصولهم الى خان الربع. وكانت احدى رداتهم تقول:

ياصدام كُل للبكر ذِكر حسين منعوفة

وفي يوم 7 شباط ساروا الى خان النص بعد مصادمات دموية مع السلطة التي بدأت التخطيط لمواجة حاسمة امام مداخل مدينة كربلاء جهة النجف حيث اصطفت المدرعات والدبابات والهلكوبترات. وهذا ما حصل فعلاً يوم 8 شباط عام 1977 لتصل الى مواجهة دموية واعتقالات جماعية. هرب البعض من خلال البساتين ووصل البعض الى الضريحين. وكانت مجزرة اخرى ذكرتنا بمجزرة شباط عام 1963.

في يوم 24 شباط 1977 اذيع بيان اعدام تسعة اشخاص بضمنهم مراهق لم يبلغ الثامنة عشر وشيخ عمره فوق السن القانونية للأعدام. شكلت السلطة محكمة صورية يرأسها الدكتور عزت مصطفى الذي رفض التوقيع على القرار وعضوية الوزير فليح حسن الذي رفض توقيع القرار ايضاً وعضوية الوزير حسن العامري الذي وقع القرار. وملفت للنظر ان العضوين اللذين رفضا التوقيع على قرار الأعدام هم من اهل السنة والوزير الذي وقع القرار كان حسن العامري من اهل الشيعة! ففي خلال عشرة ايام تم التحقيق والمحاكمة والحكم والأستأناف وتنفيذ الحكم. وقد تم عزل الدكتور عزت مصطفى وفليح حسن من كافة مناصبهم السياسية والحزبية والحكومية. ترك هذا الحدث شرخاً كبيراً وكان من الأحداث التي ساهمت في تأجيج الطائفية، حيث كان العديد من المعتقلين من المنتمين لحزب البعث إلا انهم آثروا المشاركة في الشعائر الحسينية التي تربوا عليها.

اربعينية عام 1978-1979:

إلا انه في عام 1978 سمحت سلطة البعث ان يشارك موكب النجف الأشرف في الزيارة الأربعينية لكربلاء، أملاً منها بأستمالة المواكب وشعاراتها للسلطة. إلا ان موكب النجف اختار عبد الحسين ابو شبع، الشاعر المناضل وغير المهادن، ليكتب قصيدة حسينة تجسد ثورة الحسين وتحاكي الأحداث الدموية لأنتفاضة خان النص قبل ذلك بعام. وكانت قصيدته على لسان زينب (ع) والتي القاها الرادود وطن النجفي:

رحنه بضعينه هاليوم اجينه من كربله رحنه ايتام للكوفه والكتر الشام ومن يدري بينه هاليوم إجينه

وفي عام 1979 وقبيل زيارة الأربعين استدعت قوى الأمن في النجف بطلب الشاعر ابو شبع للحضور للتعرف على مستهلات زيارة الأربعين. ما كان له إلا ان يمثل للطلب وفي مكاتب الأمن ضُيف الشاعر بأستكان (قدح) شاي، بعد ذلك شكروه وصرفوه دون السؤأل عن الردات. استغرب الشاعر من عدم التحقيق معه ومن مجاملتهم غير المألوفة، وحس من ان هناك “إنه”، وابلغ ذلك بعض اصدقائه تلك الشكوك. وما ان نام تلك الليلة، حتى استيقض احد ابنائه على انين والده، ليراه يرتجف في الفراش، ووافته المنية تلك الليلة في المستشفى حيث اخبرهم الطبيب ان سبب الوفاة انه كان مسموماً.

بعد سقوط الصنم (2003 -2020):

واليوم الذي يعتبر العديد من الناس مغالطة ان الحكم بيد الشيعة، نرى ان المواكب الحسينية وخاصة في الزيارات الأربعينية المليونية كانت اول من رفعت صوتها وهتفت عالياً منددةً بالفساد الذي استشرى والطائفية التي استفحلت. نعم الجمهور الحسيني لا يستطيع ان يستملكه احد ولا يستطيع المدعين من سياسيي الأحزاب الدينية ان يستخدموا هذه المواكب كما تم لهم ذلك في السنوات الأولى بعد سقوط الصنم عام 2003. وهذ هي البعض من الردات الحسينية التي رددها موكب عزاء جمهور طرف العباسية الكربلائي المعروف بنهجه الوطني ودفاعه عن الكادحين والمسحوقين والفقراء، مستمدين العزيمة والقوة من الذي ارخص دمه لقضية المظلومين، الأمام الحسين بن علي (ع). وهذه بعض رداتهم عام 2013 في شهر محرم الحرام:

البرلماني وعنده راتب عالي تكول نص الشهر ما يبقالي

حقنه ضاع بين ايديك الله لا يرضى عليك

يابو الأحرار هذي اصواتنه

**************

أنتو تختلفون واحنه شحالنه والله ما عدكم رحم لأطفالنه

ليش يوميه انفجار قتل وبوضح النهار

يا ابو الأحرار هذي اصواتنا

وهذا العام (2020) الذي سبقته الأنتفاضة التشرينية، اكدت العديد من المواكب الحسينية من خلال رداتها وقصائدها انها جزء من هذه الأنتفاضة بشقها الوطني الملتزم بالسلمية، وهذه بعض من قصائدها:

المنبر الحسيني الثائر:

وين الأهم وين المهم موفقط مشايه ولطم

حسين ثورة على الظلم وجسدته الناصريه

راح نجسد طف حسين من مبدأ ثورة تشرين

قصيدة ثامر السراج الكاظمي:

شوفوا التطور بأوربا التطورهذا بالتغيير إجاهم

عزلوا القس بالكنيسة من صُبح مصدر أذاهم

هالناس حُرة وتفهم الحريه منهم اتعلموا منهم اخذوا شويّه

دور العمامه المسأله الشرعية

وهكذا توالت الأعوام ولم تنسى المواكب الحسينية هموم الشعب العراقي، ولم تخنع للحاكم طيلة الدهر. وهذا العام كغيره لا بل اكثر ارتفعت الحناجر الحسينية عالياً بصوتها مدوياً ضد الفساد والفاسدين، وضد داعش والتكفريين، وضد الطائفيين من مدعي رعاية الشيعة والسنة وغير المنتمين.انه التجمع المليوني سيصيح كي يصم آذان الذين بأسم الدين عبثوا بالأرض فساداً بشكل اجرامي ومشين وحرموا المواطن العراقي من ابسط حقوقه في الحصول بيسر على الماء والكهرباء والخدمات الصحية والتعليم النافع.

وامنياتي ان يكون للمرجعية الموقرة موقف واضح من عدم استغلال هذه المناسبات المقدسة من قبل موظفي الدولة كي يمنحوا انفسهم اجازات مفتوحة ومدفوعة، وصوت ملزم ومسموع لتهذيب الممارسات الغير مناسبة والدخيلة كي يكون للمواكب الحسينية والمنبر الحسيني الدور الأيجابي في خلق مجتمع بناء تسوده المحبة والعدالة الأجتماعية بعيداً عن الطائفية والمحاصصة والمناطقية والنعرات القومية.

محمد حسين النجفي mhalnajafi.org

ايلول 2020

#الشعائر_الحسينية #العراق #المواكب_الحسينية #المنبر_الحسيني #كربلاء #الكوفة #الشيخ_احمد_الوائلي #حمزة_الصغير #خان_النص #محمد_حسين_النجفي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here