قالوا لا شيء تحقق من مطالبنا .. شباب تشرين قبل ساعات من الذكرى: الشهداء يتصدرون الساحات

بغداد/ حسين حاتم

يبدو ان 1 تشرين لم يعد يوما عاديا، بل هو ذكرى أكبر مجزرة تعرض لها العراقيون منذ 2003. وبحسب ناشطين التقتهم (المدى) كانوا يحضرون لاستقبال المحتجين في الذكرى الأولى فانه “لا شيء تغير تقريبا”.

وحمل المحتجون منذ اليوم الاول للاحتجاجات مطالب منها استبدال الحكومة، واجراء انتخابات مبكرة، وتعديل الدستور، ثم اضيفت اليها ملاحقة قتلة المتظاهرين والفاسدين. ويقول المحتجون ان استبدال الحكومة هو المطلب الوحيد الذي تحقق.

ويقول سجاد عماد (24 سنة) وهو احد المشاركين في مظاهرات تشرين عندما كان المحتجون تحت مرمى النيران لـ(المدى)، إن “التحشيدات قليلة نوعًا ما قياسًا بتحشيدات تشرين العام الماضي وذلك بسبب الخذلان الذي اصاب المتظاهرين من قبل الحكومة الحالية والخوف من القمع الذي خسرنا بسببه الكثير من الارواح”.

واستدرك: “لكن الارادة والعزيمة مازالت موجودة عند الكثير من المتظاهرين، وستكون بداية الاحتجاج مسيرة للشهداء داخل ساحات التظاهر في جميع محافظات العراق”.

واضاف، ان “الشعارات ستكون حول كشف قتلة المتظاهرين ومحاكمتهم. نعمل بجد لمنع التستر على القتلة وازاحة الاحزاب الفاسدة من الدولة والاهم من ذلك كله تعديل قانون الانتخابات”.

وخلال الايام الماضية، ظهرت مجموعة هاشتاكات على وسائل التواصل الاجتماعي للتحشيد أبرزها (#تشرينية)، و(#بعدنه نريد وطن)، و(#وطن الاحرار لم يخضع).

ويشير الناشط عماد الى ان “الخيام مازالت موجودة ولكنها قليلة، لكننا ثابتون على مطالبنا ولم نتراجع عنها. نسعى الى تحشيد اكبر عدد ممكن من المواطنين المؤيدين للثورة من خلال المنشورات والهاشتاكات التي تبث روح العزيمة”.

بدوره، يقول حيدر محسن لـ(المدى)، إن “الشعارات التي سترفع ستكون موجهة ضد القمع والاختطاف وكذلك موجهة للإفراج عن كل المختطفين”، مضيفا: “لا نعرف ما الذي سيحدث، قد يعود القمع والقناصة، لكننا سننطلق بالتظاهرة، وفي البداية سنطلق مسيرة لتخليد الشهداء واستذكارهم واشعال للشموع وقراءة سورة الفاتحة على ارواحهم”.

صديق احد شهداء تشرين كان حاضرا مع صديقه عندما فتحت قوات الامن النار على المحتجين يوم 1 تشرين، يقول “الشيء الذي آلمني هو استشهاد صديقي احمد. في ذلك الوقت كنت مع صديقي الشهيد بالقرب من جسر السنك وكان الرصاص والقنابل المسيلة للدموع تتساقط في كل مكان. جموع كثيرة من الشباب تتراكض بين الافرع القريبة خوفًا من الاصابة وفي وقتها تشتتنا جميعا اثناء الركض وبعدها بحثت عن صديقي واذا بأحد الاصدقاء قال شاهدت مجموعة من الشباب يحملون احمد بعربة (التك تك) وهو فاقد الوعي والدم يسيل من رأسه”.

ويضيف صديق الشهيد راغبا عدم ذكر اسمه لـ(المدى): “مرت ساعة من الزمن وانا احاول ايجاد صديقي، واذ بهاتفي يرن، ام صديقي الشهيد تتصل، تمالكت نفسي حينها وتكلمت معها واذا بها تصرخ: احمد راح من ايدي..”.

الجامعية آيات محمد (22 سنة) تستذكر الحادث: “في التحرير كانت اروع الصور تتجسد، شعار (ماكو وطن ماكو دوام) اعطى زخما للثورة، اضربنا عن الدوام، لان (ماكو) فرق بينا وبين الناس اللي طلعت (التي خرجت)، من شفنه (عندما رأينا) الحشود تتوافد على ساحات الاحتجاج وشاهدنا كمية الغيرة والحب للوطن تحرك بداخلنا شعور كبير وكان من واجبنا الوقوف والمساندة لان كلنا نعيش تحت سقف واحد وعراق واحد”.

وتابعت: “كانت اولى مطالبنا نريد وطن حالنا حال الشعوب نريد ان نعيش بكرامة، بدون واسطة، بدون رشاوى، بدون محسوبية، نريد فرص تعيين للخريجين حتى من اتعب، اتعب على شيء يستحق وعندما اتخرج اشوف (أرى) مستقبل كدامي (أمامي)، اكو شيء ينتظرني بعد التخرج”. وتلفت محمد الى ان “التظاهرات الي نحشد لها هي استذكارا للشهداء”.

وفي الناصرية، يقول عمار ياسر (31 سنة) وهو احد متظاهري ساحة الحبوبي لـ(المدى): “السنة الماضية بدأت اول شرارة تشرين في العراق، مثل هذا اليوم انطلقت الشرارة الشبابية بسبب تراكمات من الاهمال والبطالة”.

ويشير الى ان “المدة الماضية كانت بمثابة (غربيل) لتصفية الساحات. هواي (كثير) من ناس كانوا بالساحات انضموا للأحزاب او بالأحرى كانوا منتمين للاحزاب. والمشكلة هم الآن مؤثرين”.

لكن الناشط حسن ناصر ذو العشرين عاما يقول لـ(المدى): “ستشهد ساحات الاحتجاج اليوم الخميس استذكارا للشهداء والجرحى الذي سقطوا. ولنا موعد آخر في الساحات هو يوم ٢٥/١٠ وهو سيخصص للاحتفاء بالثورة”.

ويضيف “سنرفع اليوم لافتات مكتوب عليها المطالب المشروعة وكذلك إدانة احزاب السلطة الحاكمة بسبب فسادهم اللامتناهي، وستكون الشعارات اكثر من السابقة وتضاف إليها شعارات جديدة تكون اكثر جرأة وموجهة الى السلطة والى البلدان المتدخلة بالشأن العراقي”. ويوضح “هناك مبادرات لرفع الخيم وترك القليل منها وتحويلها الى مفارز طبية يتم استخدامها لعلاج المصابين في حال تعرض المتظاهرون للقمع مجددا”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here