عْاشُورْاءُ السَّنَةُ السَّابِعة (٢٥) [التلفُّع بالمُقدَّسات لضربِ النَّهضات]

عْاشُورْاءُ

السَّنَةُ السَّابِعة

(٢٥)

[التلفُّع بالمُقدَّسات لضربِ النَّهضات]

نـــــــــــــزار حيدر

كلُّهم كانُوا يرَون عدم شرعيَّة سُلطة إِبن الطُّلقاء يزيد، صحابة رسولُ الله (ص) والتَّابعون وأَهلُ مكَّة والمدينة والكوفة والبصرة واليمن وبقيَّة الأَمصار.

ولكن لا أَحد كان على استعدادٍ لحملِ رايةِ الإِصلاح والتَّغيير والنُّهوض بأَعباء المسؤُوليَّة الشرعيَّة والأَخلاقيَّة ودفع الثَّمن أَو بعضهِ إِلَّا الحُسين السِّبط (ع) الذيكان واضحاً منذ اللَّحظةِ الأُولى عندما صرخَ بوجهِ السُّلطةِ قائلاً {مِثلي لا يُبايِعُ مِثلهُ}.

وعندما نهضَ بها تطايرت سِهام الحقدِ والحسدِ واللَّوم من أَقربِ النَّاسِ إِليهِ.

وهذهِ هيَ طبيعةُ الأَشياء.

الكُل يتمنَّى التَّغيير وهو واقفٌ في مكانهِ يتفرَّج، فإِذا تقدَّمَ أَحدٌ هجمَ عليهِ المُتفرِّجون سبّاً وتشكيكاً وطعناً واغتيالاً لشخصيَّتهِ واذا اقتضت الضَّرورة فتصفيتهِجسديّاً!.

فبعدَ البَيعة [العظيمة] لسفيرهِ في الكوفةِ مُسلم بن عقيل (ع) كانت [المرأَة تأتي أَخاها أَو إِبنها فتقولُ؛ إِنصرف النَّاس يكفُونكَ].

تخيَّل في لحظةٍ واحدةٍ قالَ أَهلُ الكوفةِ هذا الكلام؛ هل هيَ بقيَت عليَّ؟! النَّاس يكفُونني! لماذا أَنا تحديداً؟! هل خُليت الكوفة من النَّاس؟!.

صحيح أَنَّهم راغبُون وراغبُونَ جدّاً وتوَّاقون للتَّغيير فهم ساخطُونَ على الوضع ولكنَّهم لا يريدُونَ أَن يغيِّروا بأَنفسهِم بانتظارِ أَن يتمَّ التَّغيير بجُهدِ وتضحياتِغيرهِم!.

وعندما يتصدَّى الآخرون للتَّغيير تقومُ قيامتهُم أَو تراهُم يجبِّنونهُم ويخوِّفونهُم كما نصحَ أَحدهُم الإِمام (ع) بالقَول؛

أُذكِّرُك الله يا ابنَ رسولِ الله وحُرمة الإِسلام أَن تُنتهك! أُنشدُك الله في حُرمةِ رسولِ الله (ص) أُنشدُك الله في حُرمةِ العرب فوالله لئِن طلبتَ ما في أَيدي بنيأُميَّة ليقتلنَّكَ ولئِن قتلوكَ لا يهابُونَ بعدكَ أَحداً أَبداً والله إِنَّها لحُرمة الإِسلام تُنتهك وحُرمة قُريش وحُرمة العرب فلا تفعل ولا تأتِ الكوفة ولا تعرض لبني أُميَّة.

تُرى؛ هل يظنُّ هذا البائس أَنَّ الحُسين السِّبط (ع) نسِيَ شيئا مِن كُلِّ هذا؟! أَم جهِلَ هذه الحقائق؟! أَم ماذا؟!.

إِنَّهُ بهذهِ الطَّريقة أَرادَ أَن يُبرِّر تقاعُسهُ، وأَرادَ أَن يهربَ من أَيِّ إِلتزامٍ! وهي طريقة الحالمين بالإِصلاحِ بِلا مُبادرة!.

ولولا أَنَّ الحُسين السِّبط (ع) إِمامٌ معصومٌ لشكَّكَ في خروجهِ الكثير من [شيعتهِ] إِلى اليَوم إِذا لم أَقُل إِنَّهم يخفونَ تشكيكهُم ولا يعلنُونَ عنها أَو يتحدَّثون عنهاعلناً.

كثيرُون اليَوم يفكِّرُونَ بنفسِ الطَّريقة المُثبِّطة التي كانَ يُفكِّر بها [الشِّيعي عبد الله بن مُطيع العدوي] الذي نصحَ الإِمام (ع) بقولهِ؛ إِلزم الحرم فإِنَّك سيِّد العربلا يعدل بكَ والله أَهل الحِجاز أَحداً ويتداعى إِليكَ النَّاس مِن كلِّ جانبٍ لا تُفارق الحرم فداكَ عمِّي وخالي فوالله لئِن هلكتَ لنسترقنَّ بعدكَ!.

هوَ خائفٌ على مصيرهِ وليسَ على الإِمامِ (ع) أَو على الدِّينِ والأُمَّةِ والحقِّ!.

إِنَّ الإِيمان بضَرورة التَّغيير دونَ الإِلتزام بأَعبائهِ والإِستعدادِ لدفعِ الثَّمن لا يُفيدُ بشيءٍ!.

هو يعرفُ جيِّداً أَنَّ الأَوضاع بحاجةٍ إِلى تغييرٍ وإِلى إِنقلابٍ ثوريٍّ لكنَّهُ لا يريدُ أَن يدفعَ ثمناً لذلكَ وإِذا أَرادَ الآخرُونَ أَن يدفعُوا الثَّمن بتصدِّيهم يُثبِّطهُم.

هذا النُّموذج لا يمتلكُ في ذهنهِ أَيَّة خُطَّة للتَّغيير، فالخُطَّة الوحيدة التي يعرفها هو نقد وتخويف وتحذير كلَّ مَن يريد التَّغيير والتَّصدِّي للمشرُوعِ الإِصلاحي.

هؤُلاء هُم مُصيبةُ الأُمم، وللأَسفِ فلقدِ امتلأَت بهم اليَوم وسائل التَّواصل الإِجتماعي!.

تسأَلهُ؛ دعنا عن المُحتجِّين في ساحاتِ التَّحرير، قُل لي ما هوَ مشرُوعكَ الإِصلاحي؟! يرُدُّ؛ الدُّعاء! الدُّعاء!.

هوَ من المُثبِّطين، وهُم ثالثُ ثلاثةِ جماعاتٍ سيِّئة في المُجتمع، الذين يصفهُم القُرآن الكريم بقولهِ {لَّئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِيالْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا}.

يتلفَّع بالمُقدَّسات للطَّعنِ بمشاريعِ الإِصلاح، وبأَعراض المُتظاهِرات وولاءِ المُحتجِّين وانتماءاتهِم.

١ تشرينُ الأَوَّل ٢٠٢٠

لِلتَّواصُل؛

E_mail: [email protected]

‏Face Book: Nazar Haidar

Twitter: @NazarHaidar2

Skype: nazarhaidar1

WhatsApp, Telegram & Viber: + 1(804) 837-3920

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here