الحكومة تبتز الشعب..

الحكومة تبتز الشعب..

باسم العجري

ثمة رجال لا يبالوا بكلام الناس، فهم أصحاب عقيدة، وتكليفهم مرضاة الباري عز وجل، لهم في العمل الجهادي أسوة بالرسول(صلواته تعالى عليه وعلى اله) والأئمة المعصومين، سواء في الجهاد الأكبر أو الجهاد الأصغر، ترى حياتهم تسير وفق منهج عقائدي في أقوالهم وأفعالهم، على طول محطات حياتهم، تجدها مشابهة لعمل الأئمة المعصومين في تعاملهم مع الطغاة، والظلمة، وفق ما يتطلبه الأمر بالمحافظة على الأرواح، ليصونوا كرامة الإنسان، في ماله وعرضه.

عندما يكون الطاغي ظالما يتصدى له رجال مسددين من الباري عز وجل، بكل الجهد المتاح ولم يبخلوا بالعمل وفق الشروط الشرعية، حتى وان كان من باب التقية، وعندما يتطلب الأمر الجهاد ينبري العالم المسدد بفتوى الجهاد، وتصبر على كل الأذى والاتهامات، وتحث على الصبر والدعاء، نستنتج من ذلك أن الأمر يتطلب شروط للعمل الجهادي، مما يجعلنا ندرك قوة العمل الجهادي، وفق العمل ضد الدولة الظالمة من جهة، ومن جهة أخرى في التعامل مع المحتل.

كانت صوت المرجعية منذ دخول القوات الأمريكية المحتلة، رافضا للاحتلال، لذلك لعبت دورا مهما، وفق خط سياسي أممي، فاتجهت المرجعية بالتعامل مع المجتمع الدولي، الذي يتمثل (بالأمم المتحدة) وطرح قضية البلد أمامها، لتكون هناك شرعية سياسية، مما أدى إلى سحب البساط من القوات الأمريكية، والمتفرد بالسلطة في ذلك الوقت، وطالبت بإشراك العراقيين في الحكم، وكان طلبها واضحا، أن يحكموا العراقيون أنفسهم بأنفسهم، فأهل “مكة أدرى بشعابها”، فكان نهج المرجعية، منذ البدء تتعامل بشكل قانوني وعقلاني.

العمل الحكومي طيلة الفترة السابقة، لا يرتقي إلى عمل مؤسسي ناضج، وهذا يقودنا إلى عدة تساؤلات مثلا من أين أتى مستشار رئيس الوزراء بتأخير الرواتب ورمي الكرة في ملعب مجلس النواب؟ وعندما يكون الأمر بتصويت لخروج القوات الأمريكية، يصبح الأمر ليس كل ما يقوله المجلس يعكس إرادة الشعب، وحتى المرجعية ناخذ الكلام الذي يخدم الحكومة، على طول الخط تصرح، بأن الأمر يعود للشعب وممثليه، وتعيد الأمر في كثير من الأمور إلى أهل الاختصاص، الذين يقيمون العمل الأمني باحتياج قوات التحالف وليس القوات الأمريكية من عدمه.

في الختام؛ على الحكومة أن تكلف أهل الخبرة، وأهل الاختصاص في أي موقع من مواقع الدولة، لكي يقدم ما لديه من خبرة وينجح في عمله، ويكون على دراية بما يدور حوله، وليس من يبتز الشعب وممثليه بقوت عيشه.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here