حوارات في الترجمة: تحولات دراسات الترجمة : حوار مع ماري سنيل هورنبي

حوارات في الترجمة: تحولات دراسات الترجمة : حوار مع ماري سنيل هورنبي
ترجمة : ا.د. كاظم خلف العلي
استاذ اللسانيات و الترجمة
كلية الآداب – جامعة البصرة
[email protected]

حاورها غستافو الذوف (1) و أليس ليل (2)
العدد التاسع العام مجلة Scientia Traductionis 2011
كانت ماري سنيل – هورنبي أستاذة لدراسات الترجمة منذ 1989 في جامعة فيينا، و عضوا مؤسسا للجمعية الأوربية لدراسات الترجمة (EST) و رئيستها الأولى (من 1992 إلى 1998) ، و كانت في المجلس التنفيذي للجمعية الأوربية للمعجميات EURALEX)) من 1986 إلى 1992، و رئيسة لجمعية فيينا للغة من 1992 إلى 1994. و من 1997 إلى 2010 كانت أستاذة فخرية في جامعة ووروك بالمملكة المتحدة. و في مايس 2010 منحت دكتوراه فخرية من جامعة تامبير بفنلندا لمساهمتها في حقل دراسات الترجمة. و قبل تعيينها بفيينا عملت بلغة و أدب اللغتين الألمانية و الإنكليزية متخصصة بالترجمة و الدلاليات المقارنة و المعجميات. و نشرت هورنبي بشكل واسع في ميادين تتنوع من تدريس اللغة و الدراسات الأدبية و اللسانيات ، لكن في الترجمة بشكل خاص، و هي عضو في عدد من المجالس الاستشارية و المحرر العام لسلسلة “دراسات الترجمة Studien zur Translation” بتوبنغن. و عملت أستاذا زائرا في العديد من الجامعات حول أوربا و أجزاء أخرى من العالم، بما فيها هونغ كونغ و الفلبين و تايلند و البرازيل Fortaleza,UFSC Florianópolis)). و الأغلبية العظمى من الأسئلة في الحوار الحالي منصبة على كتاب سنيل – هورنبي لعام 2006 “تحولات دراسات الترجمة: منظومات جديدة أم وجهات نظر متغيرة ؟ The Turns of Translation Studies: New Paradigms or Shifting Viewpoints? ” علاوة على بعض الإشارات التي قام بها خوسيه لامبرت José Lambert في لقائه لصالح مجلة Scientia Traductionis في 2010 (العدد السابع). و مثلما هو الحال أبدا، فإن الهدف الرئيس للحوارات المعمولة في المجلة الحالية هو الكشف عن موقف المحاورين بقدر تعلق الأمر بدراسات الترجمة، لكي نساعد في بناء تاريخ المنهج من خلال أصواتهم، و نسمح بذلك لدراسات الترجمة أن تعيد تقييم نفسها و التأمل بها باستمرار. و في حالة ماري سنيل – هورنبي فإن وجهة نظرها هي أوربية بشكل واضح، و تتعلق بشكل وثيق بالفرع الجرماني الرائد المهيمن للمنهج الذي يتقاطع مع منظومة التكافؤ – و من هنا خياراتها في الاقتباسات الواردة في هذا الحوار.
المجلة: نرغب ببدء هذا الحوار بسؤالك عن تاريخ دراسات الترجمة (TS) من منظورك و دورك فيها. و نرغب أن نركز على التطور المؤسساتي الخاص في دراسات الترجمة التي لك بها أنهماك مباشر، و تحديدا تأسيس الجمعية الأوربية لدراسات الترجمة (3) و التي كنت واحدة من مؤسسيها و رئيستها الأولى و التي جاءت بدايتها في فيينا و النمسا في أيلول 1992 خلال “كونغرس دراسات الترجمة” (4). و في كتابك “تحولات الترجمة” (5) تضعين تكوين الجمعية الأوربية لدراسات الترجمة على خلفية التغيرات الاجتماعية التي حدثت في أوربا في 1989 و المتمثلة بسقوط جدار برلين (2006:69-70 ) . هل يمكن أن تتوسعي قليلا في السياق التاريخي و الأهداف البحثية من وراء الجمعية الأوربية لدراسات الترجمة؟ و علاوة على ذلك، ما هو الدور الذي قامت به في المساعدة بتأسيس دراسات الترجمة كمنهج مستقل؟
سنيل – هورنبي: كان تأسيس الجمعية الأوربية لدراسات الترجمة تتويجا لخميرة النشاط التي تعود لسبعينيات القرن العشرين و تحققت في شكل مطبوعات و مؤتمرات (لم تكن في حينها متكررة مثلما هي عليه الآن) خلال ثمانينيات القرن العشرين (6). و كانت هناك بضعة مجموعات من الباحثين الذين يعملون بصورة منفصلة عن بعضهم البعض.، لكن بالهدف ذاته أساسا: تحرير دراسات الترجمة من مكانتها الهامشية بكونها مجرد فرع من اللسانيات التطبيقية أو الأدب المقارن. و من ثم أتى سقوط جدار برلين في 1989 ، و كان هذا بالتحديد الوقت عندما تم تعييني الرئيس الجديد لدراسات الترجمة Übersetzungswissenschaft)) في معهد تدريب المترجمين التحريريين و الشفاهيين (مثلما كان يدعى في حينه) في فيينا ، و حتى 1994 كنت مديرة المعهد و مزودة بوسائل و بنى تحتية لتنظيم الأحداث الأكاديمية. كان وقتا مثيرا بصورة كبيرة، عندما تمكن الناس الذين كانوا منفصلين أو معزولين لعقود بفعل الستار الحديدي من اللقاء. و أتذكر السرور الذي مررنا به عند دعوتنا سفراء الديموقراطيات الجديدة التي كانت لغاتها تمثل في معهدنا في محاضرتي الافتتاحية في كانون الثاني من تسعينيات القرن العشرين . و بهذه الروح العامة من التفاؤل و النشوة وفرت الحكومة النمساوية الأموال للسفر إلى الجامعات في هذه الديموقراطيات الجديدة لتعزيز تطوير برامج دراسات الترجمة، و قد أخذني هذا لبولندا و لتوانيا و هنغاريا و سلوفينيا و جمهورية التشيك و رومانيا حيث تعاونا ، مرة ثانية، بتمويل من الحكومة النمساوية ( و كان السفير في حينها خريجا من معهدنا) لتكوين برنامج الترجمة في بوخارست الذي أغلقه نظام الرئيس تشاوتشيسكو لسنوات من قبل . و في شهر تشرين الثاني 1991 نظمنا ندوة بعنوان “ندوة المركز الأوربي Mitteleuropäisches Symposium” للزملاء من الكتلة الاشتراكية السابقة. و كان لدينا لقاءات منتظمة مع الزملاء الناطقين بالألمانية (لقاءات القمة في الترجمة بفيينا Vienna Translation Summits” و بالأخذ بالاعتبار فعاليات مماثلة في دراسات الترجمة في بلدان أوربية أخرى وصفها خوسيه لامبرت في حواره معكم دعونا من ثم دائرة أوسع من الباحثين و الطلاب إلى “كونغرس دراسات الترجمة” دولي في أيلول 1992. و طورت فكرة تأسيس الجمعية الأوربية لدراسات الترجمة خلال “قمم الترجمة” و عادت فعليا إلى منظمة مشابهة، و هي الجمعية الأوربية للمعجميات (Euralex) و التي كنت عضوة مؤسسة فيها (في 1983) و فيما بعد عضوة بالمجلس التنفيذي . و قدمت (Euralex) أيضا نموذجا للوائح الأولى للجمعية الأوربية لدراسات الترجمة حيث تم تعريفها على أنها منتدى دولي للأفراد المهتمين في البحث و التدريس في ميدان الترجمة التحريرية و الشفاهية و تهدف إلى تعزيز البحث و التعليم الإضافي للمدرسين في الميدان و تقديم خدمات الاستشارة و تسهيل الاتصالات بين معاهد المهنة و التدريب (المادة ثانيا). و كانت الفكرة تشجيع تبادل المعلومات و الأفكار من خلال المطبوعات و اللقاءات للحفاظ على الاتصالات مع الهيئات و المؤسسات الدولية المعنية (المادة ثالثا) و لجمع التمويل للجوائز الأكاديمية (و خصوصا للباحثين الشباب) و للفعاليات و اللقاءات البحثية و هكذا. إن تطوير دراسات الترجمة كمنهج مستقل كان بفعل تفاعل العديد من العوامل حيث قامت الجمعية الأوربية لدراسات الترجمة بالتأكيد بدور و خصوصا ضمن المجتمع العلمي الناطق بالإنكليزية.
المجلة: إن “تحولات الترجمة” كما حددتها في كتابك (2006) تحتضن القضايا النظرية و المنهجية و الثيمية و العملية. و تبدين في التحولات على أنك ضممت جميع الاتجاهات أو التطورات التي ترين أنها ذات صلة. و يبدو لنا أن القضايا النظرية و المنهجية في ثمانينيات القرن العشرين كانت في مقدمة المنهج بينما أصبحت القضايا العملية مثل انتشار التكنولوجيا و ظهور الميادين الجديدة و تأثيرات العولمة في تسعينيات القرن العشرين و العقد اللاحق في المقدمة. و هكذا فإنه في ضوء هذا المعنى ربما يتحصل لدى المرء انطباع أنه في العقود القليلة السابقة كانت التطورات النظرية هزيلة نوعا ما بل و غير موجودة. هل كان هذا الواقع هو الحال؟ أم هل كانت هناك اتجاهات نظرية و تطورات واضحة أيضا؟
سنيل هورنبي: إن تطور ميادين جديدة و موضوعات عملية ، مثلما سميتموها و أود بدلا من ذلك تسميتها تكامل النظرية و التطبيق، كان مستحقا منذ مدة طويلة (مثل اصلاح المناهج الجامعية المستهلكة كلية) و كانت نتيجة طبيعية للمقتربات النظرية المشكلة خلال الثمانينيات و من دونها لم تكن ممكنة. و أحد الأمثلة هو الترجمة السمعية البصرية المزدهرة الآن ، و التي كانت في الأصل موضوعا في ورشة طلابية في ندوتنا بالمركز الأوربي في 1991 التي كانت مؤسسة في حينها على المقتربات الوظيفية. لن أقول أن التطورات النظرية غير موجودة اليوم، فكرا بالمقتربات الاجتماعية المتبناة عن بيير بورديو Pierre Bourdieu على سبيل المثال، لكنها لا تبدو مثمرة و مليئة مثلما كانت في الثمانينيات، و سأوافق على أن هناك بعض الجمود في السنوات الأخيرة. و من سوء الحظ أيضا أن الناس يميلون للتركيز على مدارسهم الفكرية الخاصة و يتجاهلون المقتربات الأخرى، و خصوصا إن تمت مناقشتها في لغات و بلدان أخرى. و هذا ينطبق عمليا على وجه الخصوص على دراسات الترجمة الوصفية DTS و التي تمثل المقترب الأورثودوكسي للمجتمع الناطق بالإنكليزية، و حيث أن الإنكليزية تهيمن الآن فعليا على المنهج، فإن الكتابات بالإنكليزية غالبا ما لا تعمل إشارة لما يتم القيام به في أماكن أخرى. و لدى المرء انطباع أن الناس ببساطة لا يعرفون عنه. و كعضو في مجالس استشارية علمية متنوعة غالبا ما كان علي أن أوضح أنه في المخطوطات التي يطلب مني مراجعتها يتم تجاهل عمل مهم فعليا من مدارس فكرية أو لغات أخرى غير الإنكليزية تماما. و هذا لا ينطبق فقط على المقتربات الوظيفية بل و الهرمنيوطيقية ، على سبيل المثال، و على العمل في التفكيكية في البرازيل. و ناقشت أليس ليل Alice Leal هذا الأمر في وصفها للتجارب كباحثة في منظمة سترا CETRA للحلول اللغوية و الترجمة و أنا أتفق معها على الأطلاق.
المجلة: في كتابك للعام 2006 لديك مبحث بعنوان “تحول العولمة The Globalization Turn” (128-145) و هو مقسم إلى ثلاثة مباحث : “التكنولوجيا و المترجم” و “الترجمة و الإعلان” و “إمبراطورية اللغة الإنكليزية”. و مع ذلك نحن نؤمن أن هناك نوعا من التطور الأكاديمي الأخير يمكن أن يضاف كعنصر رابع في مثل هكذا تحول، و هو بالتحديد أنتشار برامج الماجستير و الدكتوراه في دراسات الترجمة حول العالم و بالحديث بصورة أعم، تكثيف الاتصال الشبكي networking و التعاون بين الباحثين و الجامعات في ميداننا. هل توافقين على ذلك؟ و كأدراك متأخر، كم كانت مهمة مثل هذه التطورات البحثية في تشكيل منهجنا الدولي (المتزايد)؟
سنيل-هورنبي: سأصف المباحث الثلاثة التي أناقشها تحت عنوان “تحول العولمة” كأوجه ضمن المنهج، بينما يكون تطور برامج الدكتوراه صنفا مختلفا تماما خارج المنهج و يتعلق بتنظيم شهادات البحث. و لكن هنا ثانية، البحث عند مستوى الدكتوراه موجود منذ مدة قبل تطور هذه البرامج، و في النمسا اصبح ممكنا بإنشاء ثلاثة كراسي لدراسات الترجمة. لكن في حينه كان لا يزال هناك المبدأ الهمبولتي Humboldtian التقليدي للحرية الأكاديمية و كان الطلاب أحرارا تماما في اختيار مشرفهم و موضوع بحثهم. و عندما عينت لكرسي فيينا، أعطيت أولوية أولى لتعزيز البحث في الترجمة و خصوصا في دراسات الترجمة الشفاهية المهملة في حينه، و معها، لخلق جيل جديد من الباحثين ضمن المنهج. و في حلقتي النقاشية الأولى في برنامج الدكتوراه في الثامن من تشرين الثاني 1989 كان هنالك طالبان هما فرانز بوجاكر Franz Pӧchhacker و كلاوس كيندل Klaus Kaindl ، و كلاهما خبيران في هذه الأثناء، أحدهما في الترجمة الشفاهية و الآخر في دراسات الترجمة. و في تلك الأثناء كان لدي طلبة دكتوراه من جميع أنحاء العالم، لكن حيث يعطيك المبدأ الهمبولتي أيضا الحرية لأن تستغرق الوقت الذي تشاء لإكمال الأطروحة و لدى الكثير من الطلبة أعمال و عوائل فهم يستغرقون بضعة سنوات لإكمال عملهم (و هو بالطبع غير مستحسن في العادة) و بعضهم يتلاشون تماما (و أحد طلبة الدكتوراه لدي مترجم شفاهي من البرازيل بالمناسبة). لكن أكمل لحد الآن (23) طالبا أطاريحهم للدكتوراه تحت أشرافي، حيث يكون التركيز على البحث التجريبي الذي يشجع التعاون بين المناهج و يدمج النظرية بالتطبيق المحترف. و تتنوع الموضوعات من العمليات العصبية في الترجمة الفورية و ترجمة الأوبرا و ترجمة المحاكم، و سيغموند فرويد في الترجمة الفرنسية و استقبال كافكا في إيران و المشاكل الثقافية المنطوية في ترجمة القصص القصيرة السورية إلى الألمانية و الصراع بين النظرية و التطبيق في دبلجة الأفلام و ترجمتها و الترجمة في التسويق و وكالات الأنباء و الترجمة النسوية و ترجمة المسرح و المترجمين المنفيين و هكذا و هناك بضعة أشياء أخرى في الطريق. و أشرفت أيضا على ستة مرشحين لما بعد الدكتوراه من أجل تأهيلهم. و كانت كرستيان نورد أحد المرشحين. لكن جميع هذا كان خارج أي نوع من البرامج و كان مؤسسا على أشراف فردي و مناقشات في الحلقات النقاشية ، في البداية مع مشرف مشترك و غالبا ما كان ضمن تعاون متداخل المناهج من الخارج، و هي طريقة أجدها مثالية عند هذا المستوى من البحث. إن التطور العالمي في برامج الدراسات العليا و الدكتوراه جديد بدرجة معقولة. و لا أشارك فيها بنفسي و أظن أن من المبكر جدا الحكم على نجاحها في تشكيل المنهج، بالرغم من أنني لاحظت أن بعض الناس الذين شاركوا في مثل هذه البرامج يكملون أطاريحهم بسرعة جدا و غالبا ما تعاني النوعية فيها. بالطبع إن تكثيف الاتصال الشبكي و التعاون الدولي تطور إيجابي و له إمكانية عظيمة للمستقبل، لكن علينا أن نرى كيف يتطور.
المجلة: حاورت مجلتنا خوسيه لامبرت من كي يو لوفن (9) في العدد السابع (10). و من الأسئلة المطروحة عليه سؤال يتعلق بموضوع اللحظات الرئيسة ، أو نقاط التحول في منهجنا. و يمضي أول سطر من اجابته بالشكل الآتي: “حسنا، هذا بالطبع سؤال مثل أكتب كتابا آخر بعد كتاب ماري سنيل-هورنبي تحولات دراسات الترجمة (ضحكات)” و على أي حال فإنه قبل التحدي و قدم مجموعته الشيقة من الأفكار”. و في قضية دراسات الترجمة و مكانها في الجامعة أوضح الآتي : “من الواضح جدا أنه لغاية هذا اليوم في الجامعات تميل دراسات الترجمة لأن تتموضع في مكان ما – أحيانا في الأدب الإنكليزي و أحيانا في اللسانيات الحاسوبية و هكذا. لكن المعضلة المهيمنة لا تزال ببساطة، و لا تزال الآن، إما اللسانيات أو الدراسات الأدبية. و نود القول أننا حينما بدأنا التعامل مع الترجمة فإنها كانت بالنسبة لنا حقا إما غير قابلة للتجنب بصورة أكثر أو أقل. و الآن أود القول أن هذه معضلة قديمة تماما و أظن أن هذا يستحق أن يعامل على كونه نقطة تحول – أعني إعادة تعريف موقع البحث في الترجمة في الجامعة على أساس ، و لنقل، المناهج المؤسسة مسبقا (…)”. و في المقدمة لكتابك (2006 : الصفحة 9) تقولين عن كتابك السابق “دراسات الترجمة: مقترب متكامل Translation Studies: An Integrated Approach” (11) : لغاية منتصف الثمانينيات عندما جمع الكتاب، كانت دراسات الترجمة لا تزال ترى بصورة واسعة على أنها محط اهتمام أما اللسانيات أو الدراسات الأدبية و “مقتربي المتكامل” يشرع في تجاوز التقسيمات بينها و في تقديم دراسات الترجمة كمنهج مستقل. و تشير الاستجابة لذلك الكتاب إلى أنه أدى غرضه”. و بالرغم من هذه الاستجابة الإيجابية لكتابك فبعد عقدين يبدو أن القضية لا تزال قائمة مثلما ألمح لذلك لامبرت. لماذا لا يزال هذا النزاع بين المقتربات الأدبية و اللسانية حاضرا اليوم؟ و هل هناك أية زوايا جديدة له و / أو سياق تاريخي جديد ربما يبرر استمراريته؟ و هل قضية استقلالية دراسات الترجمة على المحك في خلفية مثل هذا النزاع؟
سنيل-هورنبي: إن خوسيه لامبرت واحد من الرواد العظام في دراسات الترجمة – على خلفية الأدب المقارن. و خلفيتي مختلفة تماما: بدأت بشهادتي الأولى في اللغة الألمانية و آدابها و بشهادة ثانية عن الهجاء المسرحي النمساوي و كلاهما من سنت أندروز . و خلال الستينيات أعطيت دروسا في الترجمة في الحلقة النقاشية لجامعة ميونخ (و نشرت كتابين للطلبة و كان الثاني بعنوان ” الترجمة النثرية الألمانية – الإنكليزية German-English Prose Translation ” (سنيل 1972) و الذي ظل يباع لأكثر من ثلاثين عاما، و في الوقت ذاته ترجمت نصوصا لأفلام وثائقية لــ Inter Nationes في بون عن مواضيع تتنوع من يوميات بيتهوفن لسيمنز للاتصالات . و لذلك كان مقتربي في الترجمة من البداية عمليا في الأساس و مرتبطا بالثقافة – لكن حتى في حينه استفدت كثيرا من الاستبصارات النظرية التي كسبتها لاحقا. و كانت الشهادتان الآخرتان من زيورخ و قدمتا في قسم اللغة الإنكليزية، و إحداهما كانت من أجل التأهيل في الدلاليات المقارنة المموضعة ضمن القسم اللساني، و كانت الثانية الدكتوراه السويسرية (12) و نشرت الأطروحة في 1988 ككتاب “دراسات الترجمة: مقترب متكامل” و أحلت رسميا لقسم الأدب مما أنتج عن نقاش غير سار نوعا ما بين الأساتذة المعنيين حيث لم يكن هناك موضوع موجود يسمى “دراسات الترجمة” في جامعة زيورخ و حاولت أن أوحد المناهج المنفصلة للسانيات و الدراسات الأدبية في حينها مع القسمين المتنافسين لدراسات الإنكليزية و الألمانية بالإضافة للنظرية و التطبيق (كما ستريان من الملحق و الذي يتألف من ترجمات من ورشتي الخاصة). لكن ذلك كان في الثمانينات ، و من منظور اليوم و من وجهة نظري لن أقبل بأن هذه هي القضية المهيمنة الآن، و إن كانت تبدو كذلك في المجتمع الناطق بالإنكليزية. و السبب هو أن ما تسميانه (TS) دراسات الترجمة أنت و خوسيه لامبرت أرغب في تسميته بالألمانية Translationswissenschaft (TW) (دراسات الترجمة) و هو منهج يغطي كلا من الترجمة التحريرية و الشفاهية من حيث النظرية و التطبيق و التدريب و البحث و هو يضم جميع جوانب الترجمة المتخصصة Specialized Translation (LSP) و بعض جوانب المصطلحية و الترجمة السمعية البصرية و الأدبية بالإضافة إلى ترجمة المؤتمرات و الترجمة الإعلامية و ترجمة المحاكم و ترجمة الحوار – و جميع هذه مستقلة عن اللغات المعنية (لدينا 14 لغة عاملة في مركزنا) . و هي بالتأكيد تتفاعل كمنهج متداخل مع ميادين معنية أخرى (كالقانون و علم الاجتماع و علم النفس و هكذا). و لمركزنا لدراسات الترجمة بفيينا مكانة كلية ، و المشكلة معنا هي نوعا ما متعلقة بسياسة القوة الجامعية و النزاع بين طرائق التدريس التقدمية و المحافظة (و خصوصا تلك المتعلقة بالنظرية و التطبيق) أكثر من كونها نزاعا بين اللسانيات و الدراسات الأدبية. و في الأثناء، أدركت كليات و مناهج أخرى امكانية دراسات الترجمة (TW) و في هذا الوقت من التمويل المتواضع فإنها على استعداد تام فقط للمطالبة بحصتها من الغنيمة – كالترجمة الأدبية في اللغات المنفصلة للإنسانيات التقليدية. و لذلك فإن قضية استقلالية دراسات الترجمة (TW) ما زالت على المحك، لكن النزاع ليس بين الدراسات الأدبية و اللسانيات، بل نوعا ما بين منهج دراسات الترجمة (TW) و بين أقسام الفنون التقليدية . و في جامعة تامبير ، على سبيل المثال، حيث طورت جستا هولز- مانتاري Justa Holz-Mӓnttari نظرية الفعل الترجمي transatorial action، و التي تباهت مرة بامتلاكها معهدا مستقلا لدراسات الترجمة، تم تحويل دراسات الترجمة الآن إلى جزء من مؤسسة تدعى “مدرسة اللغات الحديثة و دراسات الترجمة”، و ذلك بالاسم فقط. في الحقيقة لقد تم انتزاعها كجانب محض من اللغات الحديثة. و في جامعة ووروك أغلق المركز الذي كان رائعا ذات مرة لدراسات الترجمة و الدراسات الثقافية المقارنة في 2009 على أنه “غير مستدام” – و وزعت جوانب الترجمة الآن بين الاقسام.
المجلة: و أوضح لامبرت في موضوع مشابه أن دراسات الترجمة و البحث في الترجمة ليسا بالضرورة الشيء ذاته (216:2010). و في السياق ذاته، بين أن نظرية الترجمة لا تتساوى مع دراسات الترجمة (217:2010) هل يمكن أن توضحي لقرائنا ما يميز النظريات عن البحث المطور في الترجمة المنتج خارج حدود منهجنا و من وجهة نظرك ؟ و بالأخذ بالاعتبار أن دراسات الترجمة ترى بصورة واسعة كمنهج تداخلي يستعير المفاهيم و الأدوات و المقتربات من علم الاجتماع و التاريخ و اللسانيات و الدراسات الأدبية و هكذا. فما هي المزايا التي تشكل هويته البحثية المميزة كمنهج؟
سنيل-هورنبي: هنا أتفق مع خوسيه و التمييز ينطبق على كل من دراسات الترجمة الـ (TS) و الـ (TW) و إن كانت خطوط الحدود غامضة بالطبع. إن دراسات الترجمة الوصفية و نظرية الهدف و نظرية الفعل الترجمي طورت جميعها داخل المنهج بنية صريحة لتشكيل بروفايل منهج جديد. لكن مدرسي اللغة يستخدمون الترجمة أيضا (سواء كان بصورة صحيحة أم خاطئة فذلك ليس هو الموضوع هنا) في بحثهم عن اللغة، و دراسات الاستقبال reception studies في الأدب تستخدم أيضا النصوص المترجمة، لكني لن أسمي أيا من هذه المقتربات على أنها “دراسات ترجمة” . و يشير خوسيه إلى باحثي غوتنغن Gӧttingen على سبيل المثال (كنت “لغوية زائرة” في مركزهم البحثي في 1986 – 1987) لكن هؤلاء كانوا باحثين عينوا للعمل في الدراسات الأدبية و كانوا أميركيين و بريطانيين و بولنديين و فرنسيين و هكذا ، و قاموا بتحليل و مقارنة ترجماتهم لآدابهم الكلاسيكية إلى الألمانية، من منظور منهجهم الخاص. و سموا أنفسهم Übersetzungsforscher (باحثون في الترجمة) بدلا من bersetzugswissenschaftlerÜ (باحثو الترجمة) و كنا بطريقة ما باحثين أدبيين بالمعنى التقليدي. و لا يقلل هذا بأي طريقة من نوعية و قيمة بحثهم، لكنه نفذ من منظور مختلف – بالرغم من أن خطوط الحدود غامضة بالطبع. أما بالنسبة للمزايا التي تشكل الهوية البحثية المميزة لـدراسات الترجمة (TW) كمنهج: فهذا يصعب وضعه في جملة خصوصا فيما يتعلق بالعلاقة بالمناهج المجاورة. و على أية حال، فإن الاختلاف بين دراسات الترجمة (TW) و اللسانيات على سبيل المثال هو أن موضوع البحث في اللسانيات هو اللغة بجميع جوانبها بينما تكون اللغة وسيلة في دراسات الترجمة (TW) أو أداة – تستخدم لأجل تحقيق غرض معين يكمن خارج اللغة. و يتركز على نقل رسالة عبر حدود ثقافة و / أو لغة ما. و قد يكون المثال اليومي نوع النص “تعليمات الاستعمال”: فبالنسبة للغوي فإن المصطلح و النحو هما موضوع الدراسة بينما يركز المترجم على خلق نص بلغة أخرى و ثقافة أخرى و من المحتمل بنظام قانوني يجعل المستخدم يفهم كيفية استخدام الأداة المعنية، بمعزل تماما عن بنى القواعد للغة المصدر. إن الهوية البحثية للترجمة التحريرية و الشفاهية تكمن في الشكل الخاص للتواصل و النقل – النقل الثقافي عبر اللغة – و هدف الترجمة التحريرية و الشفاهية هو التواصل الناجح بوساطة اللغة.
المجلة: و أنت تخلقين سرديتك في التحولات فأنت تحيين ذكرى مساهمات المؤرخ و المترجم التشيكي جيري ليفي Jiří Levy (13) (2006:21-23). و في العدد السابع من المجلة بين لامبرت أن كتاب ليفي (14) في الستينيات كان العمل الذي وحد أولا التطورات في الدراسات الأدبية و اللسانيات بدراسة الترجمة (217:2010) . و أنت توضحين بأن كتاب ليفي لم تكن له تلك الحسنة فقط و إنما “نجح أيضا في ردم الهوة بين النظرية و التطبيق”، و “قدم هدف الترجمة كعامل حاسم” و ناقش موضوع دور القارئ في استقبال العمل الأدبي. و الاقتباس الآتي منك (23:2005) يلخص أهميته كمنظر ترجمي: “إن روحه الرائدة المليئة بالحيوية تتجلى أكثر روعة ، مثلما هي حقيقة أن أفكاره المبتكرة لم ترفض أو تصبح قديمة من حيث الجوهر عبر السنوات الأربعين الماضية، بل أن الكثير منها قد تم اثباته، و بعبارة رادنتزكي Radnitzky، كجزء من “البرنامج الخام” للمنهج المستقبلي لدراسات الترجمة”. تلك العبارة عبارة قوية حيث أنها تمنح أعلى درجات الثناء على عمل المنظر. هل يمكن أن تعطينا تفاصيل أكثر عن أهمية مساهمة ليفي و القوة البعيدة المنال فيها ؟ و إن ربما وجهنا أجابتك قليلا، هل يمكن أن تقولي بأنه كان أول المفكرين المعاصرين الذي يردم الهوة بين النظرية و التطبيق في ميداننا؟ ما هي الإسهامات المحددة التي قام بها لردم تلك الهوة؟ و ما هي أفكاره الخاصة التي لم تفند بل التي أثبتت؟ و إن كانت اسهاماته و أفكاره رائدة و صمدت بوجه اختبار الزمن ، فلماذا لا يناقش و يشار إليه و يقتبس بصورة بارزة من وجهة نظرك؟ و هل حان الوقت لعمله كي يترجم إلى لغات أخرى؟ و أخيرا ، هل يمكنك أن تخبرينا شيئا ما عن استقبال عمله في تشيكوسلوفاكيا السابقة و في البلدان الناطقة بالألمانية؟
سنيل-هورنبي: أثنى خوسيه لامبرت أيضا على جيري ليفي كرائد في دراسات الترجمة الأدبية الذي كان يسبق زمانه كثيرا. و سواء كان أول المفكرين المعاصرين في ردم الفجوة بين النظرية و التطبيق فذلك مما يصعب قوله. لا تنسى أن كتاب ليفي قد نشر في الستينيات، خلال الحرب الباردة، عندما كان العمل في البلدان شرقي الستار الفولاذي غالبا ما يقمع أو يحفز سياسيا ، و لا يتخلل الكثير منه الغرب. و بوضعنا ذلك في البال، ينبغي أن نتذكر أيضا العمل المنجز في ميادين الترجمة الأخرى خلال الستينات في لايبزك و خصوصا عن طريق أوتو كيد Otto Kade مترجم المؤتمرات و المدرس و المنظر الذي لا تزال تعريفاته و عمله في نظرية الاتصالات نافدة لغاية اليوم، بالرغم من أنه نادرا ما يذكر في الكتابات الإنكليزية عن دراسات الترجمة. أما بالنسبة لليفي، أستطيع القول أن الأفكار الرئيسة و المفاهيم النظرية التي أثبتها الباحثون المتأخرون هي تلك التي تدور عن ترجمة المسرح و ترجمة الشعر الغنائي. و هو معروف في البلدان الناطقة بالألمانية أساسا من خلال الترجمة التي قام بها والتر جامجولا Walter Schamschula لكتابه (Die literarische Übersetzung. Theorie einer Kunstgattung / الترجمة الأدبية: نظرية نوع الفن) و إن انتقد باحثون على ألفة مع النسخة التشيكية نوعية الترجمة بقسوة . و كان بالطبع سيعطى اهتماما بحثيا أكثر إن ترجم هذا الكتاب للإنكليزية، لكن حتى مقالته الفريدة لعام 1967″الترجمة كعملية صنع قرار Translation as a Decision Process” (المضمنة في كتاب فينوتي جامع دراسات الترجمة Venuti’s Translation Studies Reader) و إن كانت مكتوبة بالإنكليزية فإنها لم تعط الاهتمام الذي تستحقه. لقد كان ذلك مصير لابد أن يعانيه باحثون عديدون خلال الحرب الباردة، و هو متعلق بزمن الكتابة و ظروفها – و ليس المضمون – الذي يجعل الكتاب قديما من وجهة نظر عالم اليوم المعولم . و لذلك أظن أن أي ترجمة إنكليزية يجب أن تحرر و تلحق بهوامش.
المجلة: في حوار لامبرت (217:2010) كان نشر كتابك (1988/1995) يمثل نقطة تحول في دراسات الترجمة بسبب “أنه كان مؤثرا بصورة كبيرة! و كانت واحدة من أولى الأزمان التي تنتقى فيها الإشارات إلى تراث دراسات الترجمة و نظرية الترجمة بصورة نظامية ليس من اللسانيات فحسب بل أيضا من الخلفية الأكثر أدبية. و كان هناك أسم شائع مستعمل :دراسات الترجمة. و من هنا كان استخدام العلامة التي طورها هولمز (14) مؤثرا بشكل كبير”. أولا، و أما بالنسبة لموضوع التكامل، هل هناك ثيمة و انهماك مشتركان بين ما تبدين تعملينه في كتابك و ما سعى ليفي (16) إلى عمله في غضون العقدين الخاصين به باكرا؟ و هل ألهمك تكامله الرائد للمقتربات؟ و ثانيا، كم كان مهما لمنهجنا أن يكون له أسم شائع و مقبول جيدا؟ و كيف أرتبط نحت ذلك الاسم – بالإنكليزية – بالتأسيس (الدولي) للمنهج؟ و عرضيا، هل أن الأسماء المتنوعة التي استخدمت في مجتمعات لغوية و وطنية مختلفة للإشارة للمنهج الذي يستخدم الترجمة موضوعا له – Translation Studies, Traductologie, Translationwissenschaft, Übersetzungswissenschaft, Traductología الخ – لها أية عواقب على ما تقوم به المجتمعات البحثية المناظرة و ما هي أهدافها؟
سنيل-هورنبي: لقد أعطيتك مسبقا خلفية هذا الكتاب الذي كتب كمخطوطة بالهدف النفعي تماما لحيازة عنوان دكتوراه سويسرية لكي أتأهل للأستاذية النمساوية. كان علي أن أكتبه تحت ضغط كبير للوقت و لم يكن أحد مندهشا أكثر مني عندما قبل أول مرة من قبل دار نشر بنجامنز، و ثانيا ظهر أنه كان ناجحا لدرجة كبيرة. و هناك ، في الحقيقة، عدد من الفجوات و نقاط الضعف، و منها إهمال عمل جيمس هولمز- و الذي انتقده بصورة صائبة جدعون توري Gideon Toury – أساسا بسبب أني لم أكن واعية به. (ظهرت مجموعة مقالات هولمز المترجمة محررة من قبل ريموند فان دن برويك Raymond van den Broek بعد وفاته في 1988، بعد أن كتبت مقتربي المتكامل). لقد سمعت بالتأكيد جيمس هولمز يعطي محاضرته الرائعة بصورة كبيرة “حالة فنين: الترجمة الأدبية و دراسات الترجمة في الغرب اليوم The State of Two Arts: Literary Translation and Translation Studies in the West Today” في كونغرس الاتحاد الدولي للمترجمين في فيينا في 1984، و لاحظت مصطلحه “دراسات الترجمة”. و على أية حال، فإن الإلهام الحقيقي لمقتربي جاء من مزيج العمل بقسم اللغة الإنكليزية في زيورخ مع إرنست ليسي Ernest Leisi ( الذي كان رائدا في مزج النظرية بالتطبيق في اللسانيات) و العمل في ميدان bersetzungswissenschaftÜ في هيدلبرغ من 1981 و لغاية 1983 حيث التقيت الزملاء الذين ساهموا في الأنطولوجيا الخاصة بي المنشورة في 1986 bersetzungswissenschaft – Eine Neuorientierung Zur Integrierung von Theorie und PraxisÜ (علم الترجمة: اتجاه جديد لإدماج النظرية بالتطبيق) و خصوصا هانز فيرمير Hans Vermeer و فتز بيبك Fitz Paepcke و بول كوسمول Paul Kußmaul و جستا هولز مانتاري و أيضا ميا فانريم Mia Vannerem التي ألتقيتها في أنتويرب و كنت متأثرة بتطبيقها العملي لدلاليات المشاهد و الأطر scenes and frames في صفوف الترجمة. هؤلاء هم الباحثون الذين ألهموني كتابة الكتاب. و أعتقد بالتأكيد أن أسم المنهج مهم بصورة كبيرة: لقد شرح جيمس هولمز في 1972 سبب تفضيله مصطلح “دراسات الترجمة Translation Studies” على Translatology (علم الترجمة) الذي وجده تجريديا جدا بصورة صائبة، لكن مفهومه لم يتضمن دراسات الترجمة الشفاهية و ركز على الترجمة الأدبية ، و استمر ذلك في الحقيقة حتى اليوم. و لقد شرحت في أعلاه أن Übersetzungswissenschaft هو المصطلح العمومي لكل من دراسات الترجمة التحريرية و الشفاهية ، لكن لسبب ما لم يكن شائعا لدى عدد من الزملاء الألمان الذين لازالوا يفضلون المصطلح الأكثر خرقا “Übersetzungs-und Dolmetschwissenschaft ” (علوم الترجمة التحريرية و الشفاهية). و في الستينيات ناقش أوتو كيد السبب وراء عدم تمكنه من تصور منهج يسمى دراسات الترجمة Translationswissenschaft بالرغم من أنه قدم المصطلح “الترجمة” ليغطي كلا من الترجمة التحريرية و الشفاهية (و أناقش هذا في التحولات، الصفحات 27-28) الذي أسس خلال الثمانينات ، و حتى حينها كان مصطلح Übersetzungswissenschaft يستخدم كمصطلح عام يضم ضمنيا دراسات الترجمة الشفاهية ( و التي تطورت فقط من تسعينيات القرن العشرين فصاعدا، و من هنا فإن المصطلح Übersetzungswissenschaft يستخدم للكراسي الثلاثة في النمسا). و أجد من المؤسف أن القضية مربكة إلى درجة كبيرة، و أن دراسات الترجمة الـ (TS) و الـ (TW) لا تعنيان الشيء ذاته. نحتاج فعليا إلى بعض المصطلحات الواضحة و المعرفة بشكل جيد و المتوافقة دوليا لتسمية منهجنا.
المجلة: في مقدمة كتابك (2:2006) تعيدين انتاج وصف ساحر لهانز فيرمير حول تطور علم ما :”إن أحد انماط تصنيفات topos المنظومات و التقدم الذي تولاه هانز فيرمير في محاضرته الرئيسة في كونغرس دراسات الترجمة بفيينا في 1992 في الإشارة إلى تاريخ نظرية الترجمة و الذي – كما أحس – تظهر تقدما قليلا: “لكن ما هو التقدم؟ أنه مصطلح غير معرف جيدا في العلم. أستطيع أن أفكر بثلاثة أنواع من “التقدم”: القفزة المباشرة إلى فكرة أو وجهة نظر جديدة ، و الحالة المتطرفة التي سماها كوهين (1970) بالتغير المنظومي paradigmatic change و اللولب الـدوار و الذي بعد الكثير من الإعادات يمضي كثيرا أو قليلا من نقطة بدايته، و بالنهاية الدائرة الكاملة و التي هي من دون شك حركة ، مستمرة دائريا ، لكنها تقود فقط إلى الوراء و إلى السؤال ذاته. ( و من الصعب أن يكون معزيا أن نلاحظ أن هناك بضعة دوائر جنبا إلى جنب تختلف في نقاط بدايتها الخاصة و لذلك في نقاط وصولها). و يبدو أن هناك، أيضا، نوعا رابعا من التقدم. و أعني التقدم الذي يشبه لولبا متعرجا، متقدما من هذا القبيل بالقفزات و الانحناءات و لكن في الوقت ذاته يمضي حولا في دائرة مضيعا الكثير من النفس و الطاقة في إعادات غير مثمرة، لكن في النهاية يتمكن من تدبر الوصول إلى نهاية تبعد بعض المسافة من نقطة انطلاقه (3-4:1994). و أنت تنهين المبحث 5-2 الموسوم “منظومات جديدة أم وجهات نظر متغيرة؟ New Paradigms or Shifting Viewpoints ?” تناقشين أنه فيما إذا كانت الابتكارات في دراسات الترجمة “تكمن في الطيف بين “منظومة جديدة” و “وجهة نظر متغيرة” أو ما هو نوع التقدم الذي تمثله في منعرجات و لوالب فيرمير هو حكم من المحتمل أن يتنوع مع اهتمامات و قناعات القارئ الفرد و الباحث الترجمي”. و على هذا الأساس، كيف ستصنفين كباحثة ترجمية التحولات الرئيسة في دراسات الترجمة بعلاقتها بأنواع فينوتي الأربعة من التطور؟ و بأي صنف يتناسب دمج المقتربات الذي قام به ليفي و أنت من بعده؟ و بالإضافة لذلك، أي من الأنواع الأربعة وجدته أكثر انتشارا في تاريخ دراسات الترجمة؟
سنيل-هورنبي: مثلما أوضح فيرمير، فإن “التطور” ليس مصطلحا معرفا بصورة جيدة في العلم، و “انواعه الثلاثة من التقدم” هي صور ، و من هنا فإنها مفتوحة للتفسير و التغيرات و الإيحاءات التي تتنوع مع وجهة نظر الباحث، و من هنا فإنه لا يمكنها حقا أن تكون مصنفة موضوعيا. و على أية حال، أود أن أقول أن تطورات الثمانينات تستحق بالتأكيد أن تسمى تغيرات منظومية، مثلما أصف ذلك في كتابي ، حيث يتغير التأكيد إلى النص و الثقافة و القراء الهدف و التركيز على التكافؤ، و الذي في 1986 ( و 1988) أناقشه بتفصيل و أصفه كوهم و تم تحديه. و منذ ذلك الحين ، كان هناك ، بالفعل ، عدد من الـلوالب الدوارة، و خصوصا حيث يكون الباحثون غير واعين بما كتب في لغات أخرى ، و إن الاستنتاجات نفسها تم الوصول إليها مثل تلك التي قدمت قبل سنوات . و لا تزال ملاحظة أندريه لوفيفر André Lefevere نافدة، و هي “مثل الكثير من المناهج البارزة، تعاني دراسات الترجمة من مرضين من أمراض الطفولة في الأقل: و أحدهما هو إعادة اختراع العجلة على الدوام و الآخر، ملازم للأول، و هو متمثل بعدم قراءة ما كتبة أناس آخرون (…). و أضف لذلك أن الكثير من الكتب عن الترجمة لا تزال تزعم ، بنظامية ممكن توقعها، في أنها الأولى التي تناقش مهما كانت تناقشه. و يساعدهم و يحرضهم على ذلك مرض الطفولة الثالث المحدق بدراسات الترجمة، و تحديدا المتمثل بتجاهل تاريخها الخاص” (229:1993). و أعتقد أن ذلك ربما يصف اللولب الدوار الذي يبدو أعظم انتشارا في دراسات الترجمة.(على المرء أن يوضح على أية حال أن الكثير يكتب و ينشر الآن مما هو يستحيل فعليا التماشي معه على الاطلاق). و على أية حال، إن التطور الممتع هو المتعلق بـ “الدائرة الكاملة” المشار له في التحولات (الفصل الخامس / أولا) بعنوان ” المنعطفات: العودة للمربع الأول The U-turns – back to square one” و الذي يشير إلى ميول تذكرني كثيرا بنحو تشومسكي التحويلي التوليدي في ستينيات القرن العشرين (الذي فككه بفصاحة جورج ستاينر George Steiner في السبعينيات) بما فيه التركيز على العموميات و الهيمنة الكاسحة للإنكليزية. و لا يعني هذا كله بالطبع أن لا عمل جديد تم القيام به أو ألا أفكار جديدة قد طورت. و على العكس، أجد أن عددا طيبا من المقتربات المبتكرة ، و خصوصا في ميدان ترجمة الحوار شفاهيا، و الذي لا يزال مكبوحا و أقل تمويلا ، و الذي هو بحاجة ماسة للاهتمام و التعزيز الإضافيين في يوم و عصر الهجرة هذا, و أما بالنسبة لتكاملية المقتربات التي ذكرت : لقد كان جيري ليفي رائدا حقيقيا في أوقات صعبة بصورة هائلة، و لا أرغب أن أضع أسمي على قدم المساواة مع اسمه. و على أية حال، فإن مفهوم “التكاملية integration ” المحض ينطوي على استخدام أفكار تم التعبير عنها مسبقا و لا يعني تطورا حقيقيا. و تكمن الجوانب المبتكرة في جمع أفكار و مقتربات سوية (على أمل الوصول لاستنتاجات جديدة) تعتبر غير متوافقة لحد الآن.
المجلة: إن مصطلح “مدرسة التلاعب / الاستغلال Manipulation School” يستخدم لتعيين مجموعة من الباحثين بخلفية في الدراسات الأدبية قاموا بدور هام في تأسيس دراسات الترجمة كمنهج. و كواحد كان جزءا من المدرسة ، فإن وجهة نظر لامبرت عن أسمها (217:2010) هي “هذا هو الاسم الذي استخدمه أناس قلائل”. و يستذكر أن “مدرسة التلاعب” كان يستخدم حتى في كتاب منشور في 1985 من قبل ثيو هيرمنز Theo Hermens (18 و 19)- بالرغم من أن هيرمنز (…) أخبرني يوما ما أن الاسم كان قليلا نوعا من المزحة. (…). و في السبعينيات، و حتى في الثمانينيات، عند مناقشة توري و أناس آخرين، فإننا لم نستخدم أبدا الكلمة “تلاعب”. و هكذا فإن هذه علامة بيعت بشكل جيد”. و في حوار مع دانييل سايميوني Daniel Simeoni (20) أعطى جدعون توري، و هو عضو بارز فيما يسمى “مدرسة التلاعب”، رأيه عن الموضوع مع شيء من الحيادية: “لا أظن أن كانت هناك أبدا مدرسة تلاعب – ليس بمعنى مدرسة – لقد كانت مجرد مجموعة من الناس وجدت قواسم مشتركة: (ا) أنها كانت عن مجموعة من الناس من ذات العمر تقريبا ممن أحبوا أن يكونوا مع بعضهم البعض و أن يتحدثوا. و (ب) و ما كان مشترك بيننا هو عدم الرضا عن الموقف الموجود و اتجاه عام من التفكير عن كيفية تغييره. لكنها لم تتبلور مطلقا بشكل مدرسة. و أعتقد أنها أتجاه يمنعنا أحيانا من رؤية ما حصل فعليا. و لأننا لا نزال نقع في الصنف ذاته و الناس يعتقدون أن كل شخص يقوم بالضبط بالشيء نفسه (…). إذن دعنا لا نتكلم عن مدرسة تلاعب”. و في كتابك (48:2006) تقومين بسرد نسختك من القصة عن كيفية مجيء ذلك الاسم، زاعمة أنه أوجد خلال مناقشة حية جدا بعد تقديم بحث في مؤتمر بغوتنغن في 1987. و الآن السؤال . هل أن كشف لامبرت عن الاستعمال المزحي لكلمة “تلاعب” من قبل هيرمنز سبب وجيه لعدم فهمها مثل العلامة الأعظم تمثيلا، أو المفهوم، المرتبط بما كان يحاول أولئك الباحثون القيام به؟ و ماذا عن صرخة توري لعدم الحديث عن ما قاموا به و أنجزوه “كمدرسة” بفعل التجنيس المضلل للفكر الذي قد تهدده؟ و على الرغم من مباعث قلق توري، هل هناك سبب وجيه للقيام بذلك؟
سنيل- هورنبي: بالطبع إن اسم “مدرسة التلاعب” هو علامة (بدرجة معينة من السخرية) و هي واحدة بيعت بشكل جيد جدا بالفعل. و لذلك أنا مندهشة نوعا ما من أن مجموعة الباحثين الذين يرون على أنهم ينتمون إليها غير سعيدين بها، لكنهم يبدون معارضين للمصطلح “مدرسة” أكثر من عدم سعادتهم بكلمة “تلاعب”. و يصفهم جدعون توري على أنهم “مجموعة أناس” “لم تتبلور أبدا إلى مدرسة”، لأنه يعتقد أن “مدرسة” تضع الناس في الصنف ذاته و بأنهم يقومون بالشيء ذاته و يفكرون بالطريقة ذاتها. و ثانية هنا بالطبع، فالأمر يعتمد على كيفية تعريفك لكلمة مدرسة. و إن دققت معناها في معجم كولنز للغة الانكليزية Collins English Dictionary ستجد التعريف “مجموعة من الفنانين و الكتاب…الخ يربطهم الأسلوب و المدرسون و الأهداف ذاتها” و التي هي بالتأكيد شيء ما مختلف تماما و لا يعني التجنيس الذي يراه توري فيها. و مما هو غريب كفاية ، أن أعضاء ما يسمى بـ “مدرسة لايبزك” (نيوبرت Neubert و كيد Kade و ياغر Jäger و وتجاك Wotjk،الخ) عارضوا أيضا أن يسموا بمدرسة ، و إن كانوا قد حققوا شهرة و احتراما دوليين. شخصيا، لا شيء يمنحني سرورا أكثر (بالتفكير بمدارس فيينا المشهورة في الطب في القرن التاسع عشر) من تطوير مدرسة فيينا لدراسات الترجمة المرتبطة بمقترب متداخل المناهج و كلي وظيفي يدمج النظرية و التطبيق، علاوة على تعزيز التنوع اللساني و الثقافي – و “مجموعة الناس” الذين يتأهلون للانتماء إليها بواسطة بحوث الدرجة الأولى و المطبوعات المتعددة و التدريس الممتاز كبيرة جدا فعليا – بالرغم من أن معظم هذا العمل ينشر بالألمانية و غالبا ما يمضي من دون ملاحظة مجتمع دراسات الترجمة الناطق بالإنكليزية.
المجلة: في المبحث المشار إليه في أعلاه من كتاب التحولات “إمبراطورية اللغة الإنكليزية” تعلقين على الهيمنة المستمرة للغة الانكليزية في دراسات الترجمة – المقترب الأحادي اللغة الذي يشاهد في المؤتمرات العليا و المنشورات و الذي يقوم بوظيفة المثال الرئيس لمثل هذه الهيمنة. و المشكلة مع ذلك، كما تزعمين، هو أنه “(…) على العكس من المؤتمرات العليا، على سبيل المثال، في الطب أو الفيزياء فاللغة في دراسات الترجمة ليست فقط وسيلة محايدة للتواصل لكنها أيضا جزء من المشكلة موضوع النقاش (144:2006). و تعطي ليل (2010) وصفا هو بالنسبة لك “هيمنة دراسات الترجمة الوصفية و فقدان الاهتمام بالمقترب الوظيفي الألماني، على سبيل المثال، لهما صلة كبيرة باللغات التي كتبت بها ، و تحديدا الانكليزية و الالمانية على التوالي”، و هو رأي معناه أن استقبال الاتجاهات و الافكار النظرية معتمد بصورة كبيرة على اللغة التي تكتب بها. حقا، إن استخدام لغة مشتركة ربما يكون له جانب مفيد لها، مثلما يستطيع المرء أن يجادل، على سبيل المثال، من أن عزلة عمل ليفي يمكن إيعازه بصورة كبيرة لحقيقة أنه كتب بالتشيكية و ترجم إلى الألمانية فقط. و لو أنه ترجم للإنكليزية ، و هي اللغة المشتركة lingua franca لزماننا، فمن المحتمل أن يكون لعمله تأثير أقوى في المناقشات (أو في دراسة) الترجمة عالميا. و بأخذ وجهات النظر تلك بعين الاعتبار و بالوضع في الذهن أن اختيار اللغة في المشاهد البحثية فيه عنصر سياسي، ماهي في رأيك الأسباب المحتملة لهذا التجنيس للاستعمال اللغوي في دراسات الترجمة؟ و بصورة مماثلة، ما ستكون المعوقات لتبني بيئة لسانية أكثر تنوعا في دراسات اللغة؟ و بالرغم من الكثير الذي نفهمه عن صرختك بالضد من “امبراطورية اللغة الانكليزية” و ما تنطوي عليه من تفكير نقدي أكبر و وعي بالموضوع بدلا من الاجراءات العملية الفعلية، فهل نسألك عن ماهية الخطوات المادية التي يمكن أخذها لكي نستطيع التمتع فوريا بفوائد التعددية اللغوية و لكي نفيد من منافع استعمال لغة مشتركة للتواصل؟ و أما بخصوص توسيع مرئية الأفكار في دراسات الترجمة (و خصوصا تلك غير المكتوبة أصلا) ، ألا يمكن أن تكون مشاريع الترجمة المتداخلة بين مؤسسات التدريب الترجمي و برامج الدراسات العليا في دراسات الترجمة و الجامعات و دور النشر حلا ممكنا؟
سنيل- هورنبي: هذا يرتبط بسؤالك الأخير، و أنا أجيبه كشخص يعيش و يعمل في بيئة متعددة اللغات ، حيث نسمع كل يوم الطلاب و الكادر التدريسي يثرثرون و يتحاورون بلغات متعددة، كالبولندية و الهنغارية و التشيكية و الاسبانية و الرومانية و الايطالية و الروسية و حتى البرتغالية. و قد يتصور المرء أن المترجمين و أولئك المهتمين بالترجمة التحريرية و الشفاهية سيكونون مهتمين تلقائيا في تعلم و استخدام اللغات الأجنبية، و حقا تلك هي الحال مع الكثير من الطلبة و الكادر في مركزنا و التنوع اللساني خلف كل جزء من الهوية الأوربية. و ما تصفه على أنه “تجنيس الاستخدام اللغوي في دراسات الترجمة” هو جزئيا بسبب الحقيقة التي ذكرتها من أن للعمل المنشور بالإنكليزية انتشارا أوسع بكثير، جزئيا بفعل السياسة (يصر بعض الناشرين الدوليين على العمل أن يكتب بالإنكليزية) و جزئيا بسبب الكسل. إن العالم المعولم ، بما فيها الاكاديميات، يتواصل بإنكليزية (دولية) و دراسات الترجمة تتبع المثال. و هذا له معنى عندما يقلل العمل و التكاليف، و هو السبب وراء إقرارنا في 1992 بجعل الانكليزية اللغة الرسمية للجمعية الأوربية لدراسات الترجمة – و بعكسه فكل وثيقة رسمية مفردة كان يجب أن توزع بجميع اللغات الرسمية ، مما يجعل حمل العمل الشاق مسبقا في تنظيم رسائل الاخبار و المؤتمرات العليا، الخ صعب الإدارة فعليا. لكن هذا لا يعني أن الانكليزية يجب أن تكون اللغة الوحيدة لأبحاث و محاضرات المؤتمر و المناقشة الأكاديمية فيه ، و الذي هو فعليا الحال ألآن حتى و إن كان هناك بضعة لغات مؤتمر “رسمية”. و أعطيت بعض مقترحات الحلول في كونغرس الجمعية الأوربية لدراسات الترجمة في ليوبليانا في 2007 (سنيل–هورنبي ، 100-101 :2010) عن جميع اقتباسات التعددية اللغوية السلبية المقدمة بلغتهم الأصلية (و حيث كان ضروريا مع ترجمة انكليزية)، مستخدمة معينات تكنولوجية مثل برنامج الباوربوينت لمجموعة انكليزية من الابحاث المقدمة بلغات أخرى، و مقدمة اللغات الجسرية bridge languages، الخ. و الأمر أساسا وجهة نظر: فالناطقون بما يسمى باللغات “الصغيرة” يحتاجون حتما إلى سيطرة باللغات الأجنبية ليكونوا قادرين على التواصل دوليا بينما يستطيع المتكلمون الأصليون للإنكليزية تحمل البقاء أحاديي اللغة أو تحديد أنفسهم بلغة أجنبية واحدة. و بصورة مشابهة، وجدت أقسام اللغة الانكليزية العالم يقدم “دراسات الترجمة” كجزء من برنامجها، لكي ترتبط دراسات الترجمة بصورة ثابتة مع الانكليزية (و في الواقع ضمنه ناشر انكليزي / أمريكي رئيسي تحت قسم “اللغة الانكليزية و اللسانيات”. و يكمن أحد الحلول بالطبع في ترجمة أعمال رئيسة إلى لغات أخرى ، مثلما حصل مع الترجمات الاسبانية لأعمال رايس و فيرمير، و في إسبانيا فإن المقترب الوظيفي على هذا الأساس معروف جيدا تماما. و ستساعد المشاريع و البرامج المشتركة التي ذكرتها أيضا، إن سمح للناس بالتواصل بلغتهم الخاصة و إن أصبح تعلم بضعة لغات أجنبية العرف للباحث الترجمي.
المجلة: تعاملت سوزان باسنيت مع موضوع مجازات الترجمة في كتابها “الأدب المقارن: مقدمة نقدية Comparative Literature: A Critical Introduction” (22) و الذي أكدت فيه أن دراسة المجازات جزء رئيسي من دراسات الترجمة. و هنا قطعة منها عن الموضوع “تعكس مقاطع المجازات التي يستخدمها المترجمون تفكيرهم حول دور الترجمة و مكانتها في زمانهم الخاص. و تتضمن المجازات المتوقعة المتعلقة بالبلاغة عموما الآتي : تتبع الخطى و تغيير الملابس و اكتشاف الكنوز أو النقل الكيميائي القديم، و هذه المجازات تبين أيضا درجة معينة من الغموض تجاه النص الأصلي ، حيث تكون مكانة النص في نظامه الأصلي معتبرة في تحديد وجهة نظر المترجم و استراتيجياته علاوة على حق الثقافة الهدف في امتلاكه”. (146:1993) (23). و سواء كانت ذات أساس متعلق بالمصدر أم لا، فإن المجازات في الترجمة تكثر. و في الآتي مجموعة صغيرة من المجازات القليلة المجموعة من قراءاتنا : (ا) “المترجم بوصفه خادما” و (ب) مجاز أوغستو دو كامبوس Agusto de Campos “الترجمة كعملية نقل دم، و التهام للنص المصدر، و عملية تحويل، و فعل مص للدماء Vampirisation” و (ج) مجاز (روزماري ) أوروجو Rosemary Orrojo “الترجمة على رق ممسوح” و (د) مجاز أنطوان بيرمان Antoine Berman “الترجمة و الحرف أو مقام البعد La traduction et la lettre, ou L’auberge du lointain” و (هـ) مجاز بول ريكوار Paul Ricoeur “الضيافة اللغوية” و (و) مجاز “الترجمة كلعبة شطرنج” بدلا من “صورة مرآة” ، من منظور المؤلف و المترجم الهنغاري مكلوس سزينتكوثي Miklós Szentkuthy بخصوص ترجمة رواية جيمس جويس “عوليس Ulysses ” (24). هل تتفقين مع باسنيت حول أهمية دراسة المجاز؟ و ما هو الدور الكشفي أو الوصفي الذي تقوم به المجازات في دراسات الترجمة؟ و أي المجازات التي تظهر على أن لها قوة وصفية أو تفسيرية خالدة في ميداننا؟ و أخيرا، هل يمكنك أن تعلقي على المجازات التي استشهدت بها باسنيت و تلك التي استشهدنا بها نحن و تستكشفي كيفية تعلقها ببعضها البعض؟
سنيل- هورنبي: إن قائمة المجازات المستخدمة في وصف الترجمة و المترجم طويلة، و إن ممارسة استخدام مثل هكذا صور بهذه الطريقة قديمة. و غالبا ما ترى الترجمة على أنها مجرد نسخة من الأصل، و المترجم على أنه شخصية ذليلة، و عادة ما يكون امرأة (من المحتمل أن يكون تعبير “الخائنات الجميلات Les belles infidèles” المثال المعروف بشكل افضل) . و لهذا السبب من بين أسباب أخرى، ينتقد الباحثون الحديثون هذه المجازات بقسوة (و خصوصا اولئك العاملون في دراسات الترجمة من زاوية الجندر) و بسبب أن قيمتها العلمية موضع تساؤل كبير فإن المجازات ليست أدوات ينصح بها للمحاججة في النقاش الأكاديمي، و لذا فأنا لا أرغب في التعليق على تلك المجازات التي سجلتها باسنيت. إن ظاهرة المجاز ذاتها و المشاكل التي تنطوي عليها في الترجمة بالطبع هي موضوع مختلف تماما ، و ميدان أجده ممتعا بصورة مطلقة – هنالك مبحث كامل عنه في كتابي “دراسات الترجمة: مقترب متكامل” (1988:56-64). و هو السبب وراء رغبتي في الاتفاق مع باسنيت بأن من المهم دراسة المجازات في دراسات الترجمة – لكن ليس بسبب أنها يمكن أن تستخدم كلغة فوقية أو وصفية metalanguage تنير طبيعة الترجمة ذاتها. المجازات بطبيعتها متعددة الأبعاد و ذات خصوصية ثقافية، و يمكن أن تقدم للمترجمين مشاكل معتبرة – و ناقشتها في محاضرة معنونة بــ “الصورة غير المألوفة: المجاز كمشكلة في الترجمة The unfamiliar image: Metaphor as a problem in translation” على أساس صورة “العباءة و الخنجر” (سنيل-هورنبي 116-126:1996) و لاحظت أن المجازات المبتكرة في الأدب أقل إشكالية في الغالب من تلك المعجمية كما في أعلاه، بسبب مجموعة الإيحاءات التي تثيرها و التي هي في الغالب غير مألوفة في اللغة و الثقافة الهدف. و لأن المجازات مقيدة ثقافيا فإنها تميل لأن تكون خلافية عندما يقصد منها أن تقوم بوظيفة اللغة الفوقية أو الوصفية ، مثلما هو غالبا الحال في الخطاب الأكاديمي الإنكليزي: و لأنها مقيدة ثقافيا و معتمدة على الإيحاءات فإنها تتحدى التعريف الدقيق الذي نحتاجه للمصطلح البحثي. و التشويش اللغوي الفوقي الناتج غير محدد بدراسات الترجمة، لكنه أحد الأسباب وراء استعمال الكلمات بطرق مختلفة و لا يفهم الباحثون دوما ما يتحدث عنه باحثون آخرون (أنظر سنيل-هورنبي 2007).
المجلة: في التحولات (156-158;125-126:2006) لديك وجهة نظر متشككة نوعا ما حول العلاقة بين لسانيات المتون (CL) و دراسات الترجمة (TS) حيث تبدين بالتشكك من فائدة مثل هذه العلاقة. و نرغب أن نعيد تقييم موقفك حول هذا الموضوع بسؤالك بضعة اسئلة مقسمة إلى جزئين. الجزء الأول: تشيرين إلى أن جيريمي مندي Jeremy Munday (25) تعامل مع قضية لسانيات المتون كـ “واجهة للتعاون المتعدد الاختصاصات” و أنه أشار على أنه منهجية (2006: 156 و 158) . و أنت تؤكدين أن “استخدام النصوص المتوازية كمعين في الترجمة غير موضع نزاع” (125:2006) و تسلمين بأن المتون تمكن الباحث من حساب الأشياء مثل “تردد بعض المصطلحات و نسب توارد الكلمات و الكثافة المعجمية” (126:2006). و تشيرين أيضا إلى نية مونا بيكر (26) في إيجاد أنساق موجودة في نصوص مترجمة بالضد من أنساق موجودة في نصوص منتجة “بحرية نسبية عن نص فردي” (223:1995)، و هو هدف ، بالنسبة لها، يمكن أن ينجز من خلال استخدام لسانيات المتون. و أخيرا تعيدين انتاج قطعة لدوروثي كيني Dorothy Kenny (53:1998) تذكر فيها حداثة استخدام لسانيات المتون في دراسات الترجمة و هي تمضي من فوق لتحت، و هذا يعني، محاولة إيجاد دليل لدعم فرضية مجردة (على سبيل المثال: وجود “عموميات الترجمة”) في حركة سوف تكون بالضد من تراث اللسانيات بعمل تعميمات من الحقائق الصلبة. و هكذا فإن هذه الإشارات تقودنا إلى الأسئلة الآتية: (1) في سياق دراسات الترجمة، هل يمكن للسانيات المتون ألا ترى في الأقل على أنها أداة مفيدة لتنظيم البيانات المعقدة و توفير معلومات ربما تكون ذات صلة لا كمعين ترجمي فحسب بل و في العمل البحثي من جميع الأنواع؟ (2) هل يمكن أن لا توافقي بأن جزءا كبيرا من القضية التي تريد بيكر أن تعالجها يعتمد على امتلاك مفاهيم معرفة بصورة جيدة و نماذج مقنعة و نظرية تحسب الحساب لما يعنيه التناسق اللساني في الظواهر الترجمية و غير الترجمية؟ و بكلمات أخرى، إذا كانت هناك مشاكل في مشروعها، فهل أن هذه المشاكل ليست أكثر نظرية من كونها منهجية؟؟ (3) و هل المضي من القمة إلى القاع في البحث التجريبي غريب دوما على العمل البحثي و له نتائج عكسية مثلما أوحيت باقتباسك عن كيني؟ الجزء الثاني: يقول لامبرت (219:2010) بأن ظهور لسانيات المتون (27) ينبغي أن يعتبر حاسما و لحظة رئيسية على الأطلاق في دراسات الترجمة: “(…) عندما أدمجت لسانيات المتون بالترجمة فإن ما حدث كان في الحقيقة هو أن فكرة البحث أصبحت مرتبطة بفكرة نظرية و نظريات الترجمة مرة و إلى الأبد كمبدأ لا يمكن تجنبه. (…) و يرينا أيضا أن الناس الذين يمثلون هذه المقتربات الأخرى من ، و لنقل، السنوات السابقة لا يستطيعون تجاهل مساهمة لسانيات المتون كواحدة من المناقشات لمقترب نظامي للترجمة من الآن فصاعدا “. هل تؤيدين وجهة نظره عن الصلة بين العمل النظري و البحث (التجريبي) كــ “مبدأ لا يمكن تجنبه”؟ علاوة على ذلك، على العكس من الفرضية التي أفترضها الأستاذ البلجيكي ، هل أن لسانيات المتون أداة منهجية يمكن أن تعمل المقتربات السابقة من دونها؟
سنيل-هورنبي: تعود لسانيات المتون إلى المعجمية حيث كانت لا تقدر بثمن لإيجاد معاجم حديثة جديدة مثل معجم كولنز للغة الإنكليزية و الذي كان نتيجة من نتائج مشروع كوبلد COBUILD (28) و أعتقد أن جيريمي مندي مصيب في الإشارة إليها على أنها منهجية و ليست منهجا، إنها منهجية مؤسسة بقوة على تحديد الكميات و أعتقد أنها مناسبة أكثر لعلم الكلمات و علم المعاجم – أو أية فروع أخرى من اللسانيات – من مناسبتها لدراسات الترجمة. و من بين المشاكل مشكلة مفهوم الترجمة التي تعتمد عليها: متى تكون الترجمة 0 أو النص المترجم – ليس ترجمة؟ ماذا عن النصوص ما بعد استعمارية الهجينة أو حتى النصوص الأصلية التي كتبها ناطقون غير أصيلين باللغة (كما هي الحال خاصة مع الإنكليزية في المنظمات الدولية)؟ و العديد من النصوص التي ترجمت بوعي ليست منتجة (بحرية نسبية من النص الفردي” (بيكر 223:1995). لكنها تعج بالمصطلح و تقاليد نمط النص و قيود أخرى ، و خصوصا في حالة النصوص التقنية و المتخصصة.إن “التناسق patterning الخاص بالنصوص المترجمة” (بيكر234:1995) في رأيي يشير إلى نقل التشفير transcoding و هو بطريقة أخرى خادع بقدر مفهوم التكافؤ. إن مفهوم النص الموازي الذي أصفه كمعين ترجمي قيم موجود قبل إدخال لسانيات المتون في دراسات الترجمة (أنظر سنيل-هورنبي (88-89:1988، و أراه كوسيلة للمترجم، و خصوصا بالنسبة للنصوص غير الأدبية ذات التقاليد العالية، أكثر منه وسيلة لتنظيم البيانات. و تبدو لسانيات المتون لي أن لها أمكانية أكثر للإحصاءات الكبيرة المدى و تكنولوجيا اللغة المتعددة أكثر منها كوسيلة للمترجم الفرد. بالطبع نحتاج إلى مفاهيم معرفة جيدا (و لغة فوقية متوافقة، كما أوضحت للتو) علاوة على نماذج مقنعة (و الأخيرة موجودة بالفعل)، لكن هذا ينطبق على أي منهج و هو ليس من اختصاص لسانيات المتون. و أتفق مع خوسيه لامبرت من أن العمل الوظيفي يحتاج إلى بحث تجريبي، لكني أعتقد أننا نجد وسائل منهجية أكثر (كطرائق القيام بالمسوحات و المقابلات، مثلما كانت الحال مع أطاريح الدكتوراه التي أشرفت عليها) من لسانيات المتون. و بالطبع فإن باحثي الترجمة الآخرين أحرار في استخدام الطرائق التي يظنونها الأفضل، لكن شخصيا (و أقول هذا كشخص اعتاد العمل في اللسانيات) أجد المقتربات الأخرى أكثر انتاجية لدراسات الترجمة.
المجلة:نرغب في السؤال عن العلاقة بين الفكر ما بعد بنيوي و دراسات الترجمة و أن نسألك بصورة أكثر أو أقل السؤال ذاته الذي سألناه للامبرت في حواره مع المجلة (العدد السابع 2010). أولا، دعينا نقدم بعض أقل السياق للسؤال. في كتابك (60-63:2006) تخصصين مبحث هو 2.4 بعنوان “التفكيكية أو المقترب الوحوشي Deconstruction, or the cannibalistic approach” لمقدمة المفاهيم الرئيسة لمثل هذا المسلك من الفكر، كما تمثله كتابات روزماري أورجو (29). و أنت توضحين أن مثل هذا المقترب ظهر بالتوازي مع تطورات مماثلة لفيرمير و هولز مانتاري (30) في أوربا. و بالرغم من تقارب العقول هذا خلال عشرين سنة مضت، لا يزال يبدو هناك مقاومة معينة، لما يسمى بالإسهامات التفكيكية . و طبقا إلى خبرة ليل كطالبة في سترا (2010) فإن الباحثين الأوربيين يعترفون بوجود فكر ما بعد بنيوي أو تفكيكي في الترجمة و دراسات الترجمة – و هو ما لا تفترضه روزماري أوروجو فقط، بل و أيضا شخصيات مثل الشاعر و المقالي و المترجم البرازيلي هارولدو دو كامبوس Haroldo de Campos (31) علاوة على شخصية التفكيكية الرئيسة جاك دريدا نفسه (32)، لكنهم يقولون أنهم لا يشعرون أنهم متأثرون كثيرا بها، أو أنهم لا يفهمون دوما الكثير عما تعنيه لدراسات الترجمة. و خلال المؤتمر (33) الذي أعقب مدرسة سترا الصيفية في 2009 (34) “تحدث أنتوني پم Anthony Pym عن هذه القضية (و هي فقدان الاهتمام بالتفكيكية من جانب دراسات الترجمة في أوربا) “كنزاع تاريخي” و “كمشكلة رئيسة” علينا أن نتعامل “نحن” معها في مرحلة ما” (205:2010). هل تتفقين مع پم؟
سنيل-هورنبي: فقط مثلما تعود لسانيات المتون إلى المعجمية، أود القول أن الفكر ما بعد بنيوي أو التفكيكية مشتقان من مزج النظرية الأدبية و فلسفة اللغة. و كما أوضحت مسبقا، فإن مفهومي عن دراسات الترجمة يعود إلى ما هو أبعد من هذين المنهجين. و عرضيا ، كان هانز فيرمير، و لست أنا، هو من أوضح (في مقدمته لكتاب مايكيلا وولف Michaela Wolf عن دراسات الترجمة في البرازيل 7:1997) من أن هنالك متوازيات بين نظرياته و نظريات هولز مانتاري و مقترب أوروجو “الوحوشي” ( كانت لغة فيرمير العاملة الرئيسة كمترجم محترف و مترجم شفاهي هي البرتغالية ، و كانت مساعدته البحثية في حينها مارغريت أمان و هي برازيلية مولودة في ساوباولو). و لكنه يوضح أيضا أن هنالك اختلافا في التأكيد : فنظرية الهدف لفيرمير هي نظرية عامة في الترجمة، بينما تركز هولز مانتاري أساسا على ترجمة النصوص البراغماتية في الوقت الذي يركز مقترب روزماري أوروجو على الترجمة الأدبية. و ما يشتركون به هو رفضهم لمفاهيم التكافؤ أو التحديد المتمركز على اللوغوlogocentric fixation و مفهومهم المستقبلي للترجمة بالتركيز على النص الهدف. من الصحيح ، تماما ، أن باحثي الترجمة في أوربا واعون بصورة غامضة فقط بالتفكيكية و دورها في دراسات الترجمة – و ينطبق هذا النقد علي أيضا – لكني أظن أن هذا العجز هو ببساطة بسبب فقدان الوعي و هناك حاجة معينة لبعض المعلومات هنا. أتفق مع پم بأن مثل هذا الجهل هو مشكلة لدراسات الترجمة – لكنها مشكلة تتعلق إلى حد بعيد بالترجمة الأدبية.
المجلة: في مقدمة كتابك (2006) تبلغين القارئ أن فصوله “ستشرع في تقديم تقييم نقدي لمنهج دراسات الترجمة عبر العشرين سنة الماضية، ليس بصيغة مقدمة عامة، بل برسم بروفايل، مؤكدة ما يمكن أن يقيم الآن كإسهامات رائدة تقود إلى منظومات جديدة” (3:2006). في المبحث 4/3 المعنون “تغريب فينوتي : منظومة جديدة؟ Venuti’s foreignization: a new paradigm? ” تثنين نقديا على إعادة فينوتي صياغة مفهوم المبدأ الترجمي لشلايرماخر كما هو متبلور في مثل الأخير المشهور، الذي يقدم بالإنكليزية من قبل أندريه لوفيفر (1977): :إما أن يترك المترجم المؤلف بسلام ، قدر ما يستطيع، و يحرك القارئ باتجاهه، أو أنه يترك القارئ بسلام ، قدر ما يستطيع، و يحرك المؤلف باتجاهه”. و في المبحث هذا ، يشير مفهوم “المنظومة” بوضوح إلى “منظومة ترجمية”، و هذا يعني إلى تزكية عملية عن كيفية الترجمة، لكن ليس إلى “منظومة دراسات الترجمة”. و هكذا، ما هي العلاقات التي ربما توجد بين “منظومة ترجمة” و منظومات في دراسات الترجمة؟ و بصورة مماثلة، بأي الطرق يمكن أن تفسر “منظومة الترجمة” لفينوتي كمنظومة ممكنة في دراسات الترجمة؟
سنيل-هورنبي: أن مفهومي فينوتي عن ” التغريب “foreignization و “التوطين domestication” هي صيغة “متبلورة” عن مبدأ شلايرماخر للمترجم من محاضرته المشهورة بالأكاديمية عام 1813، حيث كان يشير إلى ترجمة الأعمال الأدبية بدءا بالعصور الكلاسيكية القديمة. و في تلكم الأيام، لم يكن هنالك ميدان للبحث يعرف بدراسات الترجمة، و كان شلايرماخر بحدود علمي أول شخص يأسى على فقدان نظرية ترجمة مؤسسة على أسس صلبة (“فلم يقدم الناس سوى شذرات” – التحولات 6:2006) و يدعو إلى منهج أسمه “علوم الترجمة Uebersetzungswissenschaft” (قارن مثلا 6-7:2006). إذن في ذلك الزمان لم يمكن أن يكون هناك “منظومة دراسات ترجمة”. و يحول فينوتي ، كمفكر أمريكي اليوم، مبدأ شلايرماخر إلى مفهومين مجردين ينطبقان على السوق الأمريكية الحديثة، و هكذا تم بيع المصطلحين بصورة جيدة جدا في مجتمع دراسات الترجمة العالمي: و غالبا ما يناقش المفهومان كمصطلحين أساسيين في دراسات الترجمة و كما لو أن الفكرة عادت لفينوتي. لكن المنظومة الجديدة كانت لشلايرماخر و ليس له، و، كشخص يدعم تكامل النظرية و التطبيق، أعتقد أن من غير الأساسي إذا ما كانت واحدة تخص “الترجمة” أو “دراسات الترجمة”.
المجلة: في التحولات، و بعد تنبيه القارئ أن تقييمك لتاريخ دراسات الترجمة كان يجب أن ينفذ من منظور أوربي، كتبت أنه “على أية حال، فحتى من منظور غير أوربي هناك أجماع واسع بأن العديد من الأستبصارات و المفاهيم في دراسات الترجمة اليوم تعود إلى الفترة الرومانسية الألمانية التي تشكل نقطة بدايتنا التاريخية” (3:2006). و عند مرحلة معينة (19:2006) تجسدين حالتك باقتباس ستاينر (35) (269:1975) و قائمة مفكريه (36) الذين طبقا له كانوا اولئك الذين كتبوا فعليا كل شيء جوهري أو جديد عن الترجمة – و سبعة من اولئك المفكرين لهم مكانتهم في نظرتك العامة عن التراث الألماني ، و ثلاثة منهم ينتمون للفترة الرومانسية الألمانية، و تحديدا هولدرلن Hölderlin (38) و نوفاليس Novalis (39) و شلايرماخر . و أنت تكملين الصورة التي يرسمها ستاينر بإضافة إتيان دوليه Etienne Dolet و الكسندر فريزر تايتلر Alexander Fraser Tytler كشخصيتين بارزتين من تراثين آخرين. و على الرغم من ذلك، هنالك الذين يفكرون أن المجموعة الأساسية لأستبصارات و مبادئ منهجنا يجب أن تموضع بمئات السنين قبل الفترة الرومانسية الألمانية. و يجادل فرلان Furlan (11:2006) (40) ، على سبيل المثال، أن أساس علم الترجمة الحديث أسس فعليا خلال عصر النهضة – العصر الذي عاش فيه لوثر و دوليه. و يبين أن كتاب ليوناردو بروني أرتينو Leonardo Bruni Aretino “تفسيرات دي ريكتا De Recta Interpretatione” (1420-1426) “هو من دون شك نص مميز بين العصور الوسطى و عصر النهضة، و النص التأسيسي للفكر الترجمي الحديث” (11:2006) (41). و يستمر ليوضح أن المرء يدرك ببساطة في أفكار مفكري تلك الفترة مخططات فكرنا المعاصر عن الترجمة (13:2006). و بأخذ إشارات فرلان بعين الاعتبار ، كيف تربطين فكر عصر النهضة بذلك الذي تم تعزيزه خلال الفترة الرومانسية الألمانية؟ و هل يكون من الصحيح إعادة موضعة أساس منهجنا في عصر النهضة؟
سنيل-هورنبي: تعود الأستبصارات و المبادئ عن الترجمة إلى آلاف السنين، مثلما نعرف من شيشرو و هوراس و جيروم، و لا يمكن أن يكون هناك أي أساس علمي لموضع نهائي لبدايات منهجنا، ببساطة لأننا نعرف القليل جدا عما حصل في الماضي المبهم و البعيد. و لزمن طويل كان تاريخ الترجمة ميدانا مهملا، و كان كتاب دولسل و وودزورث Delisle and Woodsworth “المترجمون عبر التاريخ “Translators through History (1995) معلما و كان المجلدان الأول و الثاني من تاريخ فيرمير البارز للترجمة (فيرمير 1996 ) مخصصين كلية للعصور الوسطى، و هما يرجعاننا قرونا قليلة من عصر النهضة – و من ثم لا تنسى التراث القديم لكل من الصين و الهند و بغداد . الأمر كله هو موضوع وجهة نظر، و أما بالنسبة لكتابي تحولات دراسات الترجمة فلقد وجدت تجميع أندريه لوفيفر للسالفين و الرواد و الأسياد و الحواريين مناسبا جدا، جزئيا لأنه كان من أبعاد ممكن إدارتها و يمكن وصلها بمناقشات اليوم الحاضر. و في كتاب لوفيفر فإن لوثر المؤسس العظيم لعصر الإصلاح يوصف على أنه السلف الرئيس للتراث الألماني- و رسالته المشهورة “رسالة دوارة عن الترجمة Sendbrief vom Dolmetschen” لعام 1530 مألوفة لجميع طلاب المدارس الألمان- لأن من المعلومات العامة أنه بترجماته للكتاب المقدس ساعد على صياغة لغة اليوم الألمانية. و يمكن للمرء أن يشير إلى شخصيات عظيمة أخرى، فبالإضافة لإتيان دوليه الذي كان في فرنسا كان هناك جون وايكلف John Wycliffe و هو من مبشري الإصلاح في إنكلترا القرن الرابع عشر و هكذا، و كان عصر النهضة بالتأكيد فترة رئيسة للترجمة، مثلما كانت لجميع الفنون و الثقافة في أوربا. لكن الفترة الرومانسية الألمانية كانت معتبرة لكتابي بسبب أنها أشرت بدايات التطور ، خطا مستمرا تقريبا، يمكننا أن نتصل به في المنهج اليوم.
المجلة: في الصفحة (134) من التحولات تقولين أن من بين جميع المتغيرات الزائلة المتعلقة بالترجمة في عصرنا المعولم، و الذي تقوم الأدوات الحاسوبية فيه بدور حيوي، بقي جانب معين ثابتا، و بالتحديد المكونات الجوهرية لكفاءة ترجمية، و التي بدورها لا زال يمكن أن تحدد على أنها “الكفاءة باللغة أو اللغات المعنية، و المعرفة الأساسية بالمقتربات النظرية ذات العلاقة في دراسات الترجمة، و الخبرة بجهة الموضوع و الكفاءة الثقافية”. و بأخذنا لتعددية المقتربات النظرية في دراسات الترجمة – بل و وجود تنظير عن الترجمة خارج دراسات الترجمة، مثلما ناقشنا ذلك سابقا، ما الذي تعنيه “المعرفة الأساسية بالمقتربات النظرية ذات الصلة بدراسات الترجمة”؟ ألا نواجه انشقاقا لا يمكن تجنبه عما هو ذو صلة و ما هو ليس بذي صلة؟
سنيل-هورنبي: لا توجد الصلة في فراغ، بالطبع، لكنها تشير إلى شيء . و لذلك فإن المقتربات النظرية التي أذكرها لابد أن تكون ذات صلة بالمشروع الخاص أو الموضوع المعني. و القطعة التي تستشهد بها تشير إلى مقال لكارل- هاينز ستول Karl-Heinz Stoll (2000) عن بروفايل المترجم الحديث العامل ببرامج التوطين localization و لغة التكنولوجيا. و لهذه الجهة فإن العمل النظري بالمعجمية و بعض المعرفة بأنظمة الذاكرة الترجمية تكون ذات صلة بقدر ما يكون لمقترب الهدف، بينما نظريات دراسات الترجمة الوصفية – و التفكيكية – ستكون ذات صلة للعمل بالترجمة الأدبية و هكذا.
المجلة: في حواره، بين لامبرت اعتقاده أن هناك قضية محورية في دراسات الترجمة و هي بالكاد تبدو أن تم التعامل معها لحد الآن. و قال أن جميع المناهج في جامعاتنا “طورت في مكان ما في لحظة معينة، إن لها ماض و لها ماض ثقافي بيني. ليس هناك من منهج لم يكن مجبرا على إعادة صياغة بلغة معينة أشياء كانت قد صيغت بلغات مختلفة. ولذلك فإن اساس أي عمل بحثي مكيف بالظواهر اللغوية البينية و لا يمكن تجنب الترجمة أبدا كجزء منها. و لذلك أرغب بالقول ، في الأقل بمصطلحات مفاهيمية نظرية، أن الترجمة هي واحدة من المشاكل الرئيسة للجامعة – لكن الجامعات لم تقبل أبدا بهذا. و لذلك فإن “مدن – العالم universe – cities” هي “مدن” أكثر منها “عالم”! أنها تلاعبات محلية لما تكونه المعرفة الشمولية. و ينبغي أن يكون التعامل مع تلك القضية من وظائف الترجمة و دراسات الترجمة في الجامعات” (221:2010). إن تأثير الترجمة على النشاط البحثي لا يمكن أنكاره، و إن فقدان المشاركة الواعية بها من قبل الجامعات مميزة تماما، و من هنا سؤالنا: كيف يمكن للترجمة و دراسات الترجمة أن تملأ الفراغ الذي حدده لامبرت و تساعدنا بالتعامل مع هذه المشكلة الرئيسة للجامعات و العالم – المدن؟
سنيل-هورنبي: أتفق أن الترجمة أساسية لجميع مناهج الجامعة و أن هذه الحقيقة و جميع المشاكل المعنية يتم تجاهلها أو يؤخذ بها كمسلمات. و من المؤسف أن دراسات الترجمة لم تنجح لحد الآن في خلق وعي بالتأثير الذي للترجمة على جميع العمل البحثي. و أتذكر الموضوع الأعظم مللا في مقرر الشرف بدراسة البكلوريوس بالألمانية خاصتي و كان تاريخ اللغة الألمانية، و خصوصا اللغة الألمانية القديمة العليا old high German حيث يتم فحص كل نص فقط بفضل تغيراته الصوتية و نهاياته و متغيراته اللهجية الدقيقة. و كان هو أيضا الحال، بالمناسبة، مع “رسالة دوارة في الترجمة” للوثر. و لم أدرك إلا بعد العمل في دراسات الترجمة من أن جميع المؤلفين الذين وجدت نصوصهم كئيبة جدا كانوا مترجمين بارزين (أو ترجمات)، الأسقف يولفلا و نوتكر من القديس غول و أقسام ستراسبيرغ و تاتيان و أوتفريد فون ويزنبرغ – و بالطبع مارتن لوثر – و حيث أنهم قاموا بتأثير معتبر في تاريخ أزمانهم فإني أتمنى لو كان لي حل لكيفية قيام دراسات الترجمة بجعل الجامعات واعية بدرجة أهمية الترجمة (في جامعتي الخاصة كان هناك تحسن معين في مكانتنا و أهميتنا خلال السنوات القليلة الماضية ، لكنه غير كاف). و أستطيع القول فقط أنها ستكون مهمة محورية للأجيال القادمة، حيث المنهج مؤسس و أصبح له عمر الآن، لمعالجة هذه المشكلة الحيوية و إيصال أهمية موضوعها، و خصوصا لأولئك الذين يوزعون الأموال.
المجلة: في مدرسة سترا الصيفية لعام 2009 قدم بيتر فلن Peter Flynn (42) محاضرة بعنوان “العمل الميداني في دراسات الترجمة – لم لا تسألهم بنفسك؟ Fieldwork in Translation Studies – Why not Ask Them Yourself” . و أرخت ليل (202:2010) الحدث كالآتي: “وصف فلن أطروحته للدكتوراه ، التي كانت مكرسة للترجمات الألمانية للشعر الايرلندي. و حاور (13) مترجم بلجيكي و ألماني ممن يترجمون الشعر الايرلندي لكي يفهم وجهات نظرهم و يقارنها بعملهم الفعلي. و كان هدفه الرئيس هو أن يضع المترجمين في مركز الضوء، و أن يبحث أيضا أي القيم تنير اللغة و استراتيجيات الترجمة و الثقافة. و أشار بصورة ماتعة إلى أنه من المرجح أن تسير نظرية الترجمة بالمترجمين في المستقبل ، و ليس كثيرا ممن يسمون بالمنظرين”. ما هو رأيك في هذا الموضوع و بفرضية فلن؟
سنيل-هورنبي: أود أن أسمع من بيتر فلن ما الذي يعنيه بـ “ما يسمى بالمنظر” . و مثلما رأينا في أعلاه، فإن الكثير من الباحثين الذين “سيروا” نظرية الترجمة مسبقا كانوا أنفسهم مترجمين: و بعيدا عن الشخصيات التاريخية التي ذكرتها في أعلاه، فإن هذا ينطبق على أندريه لوفيفر و جيمس هولمز و هانز فيرمير و سوزان باسنيت و لورنس فينوتي – و لهذا فإن القائمة يمكن أن تطول. هناك بالطبع باحثون ينظرون فقط، مثلما أن هناك مترجمين يترجمون “فقط” من دون التأمل كثيرا بما يترجمونه، لكن الفكرة بأن نظرية الترجمة المستقبلية سيسيرها المترجمون هي مساهمة فقط لما كان يجري منذ قرون.
المجلة: في الفصل الخامس من كتاب التحولات تلقين نظرة نقدية على حالة منهجنا في بداية القرن الحادي و العشرين. ما هي التطورات التي لاحظتها و أيها تعتبرينه جديرا بالاهتمام منذ نشر كتابك؟
سنيل-هورنبي: التطورات التي صدمتني كثيرا هي التأثير المتزايد للتكنولوجيا على التواصل ( و من هنا على الترجمة) و عولمة المنهج و احتكار الإنكليزية . و مثلما قلت في أعلاه، أجد التطور الأخير ذا نتائج عكسية على دراسات الترجمة و سأناشد بطلب دعم التنوع اللغوي و الثقافي. يمكن أن توضع العولمة باستخدام إيجابي بأن تصبح دراسات الترجمة مؤسساتية في البلدان التي لم تقم بها بدور من قبل، لكن قبل كل شيء من قبل الباحثين و مدارس الفكر “السائدة” التي تغنيها الفعاليات و الأفكار من البلدان البعيدة المهملة أو الملحوظة بالكاد حتى اليوم – و يمكن أن تكون البرازيل لهذا مثالا بارزا.

المراجع:
Baker, Mona. 1995. “Corpora in Translation Studies. An Overview and Some Suggestions for Future Research.” Target 7 (2): 223-243.
Bassnett, Susan and Lefevere, André (eds.).1990. Translation, History and Culture. London: Pinter.
Delisle, Jean and Woodsworth, Judith (eds.). 1995. Translators through History. Amsterdam: Benjamins.
Hermans, Theo (ed.). The Manipulation of Literature. Studies in Literary Translation. London: Croom Helm.
Holz-Mänttäri, Justa. 1984. Translatorisches Handeln. Theorie und Methode. Helsinki: Suomalainen Tiedeakatemia.
Katharina and Vermeer, Hans J. 1984. Grundlegung einer allgemeinen Translationstheorie. Tübingen. Niemeyer.
Snell, Mary. 1972. German-English Prose Translation. München: Hueber.
Snell-Hornby, Mary (ed.). 1986/1994. Übersetzungswissenschaft – Eine Neuorientierung. Zur Integrierung von Theorie und Praxis. Tübingen: Francke. ________. 1988/1995. Translation Studies. An Integrated Approach. Amsterdam: Benjamins.
________. 2006. The Turns of Translation Studies. New paradigms or shifting viewpoints? Amsterdam: Benjamins. ________. 2007. “’What’s in a name?’: On metalinguistic confusion in Translation Studies.” Target 19 (2), 313-325. ________. 2008. Translationswissenschaft in Wendezeiten. Ausgewählte Beiträge zwischen 1989 und 2007. (Ed. Mira Kadric and Jürgen Schopp). Tübingen: Stauffenburg.
________. 2010. “Is Translation Studies going Anglo-Saxon? Critical comments on the globalization of a discipline”. In: Why Translation Studies Matters, D. Gile, G. Hansen and N. Pokorn (eds.), Amsterdam: Benjamins, 97-103.
Stoll, Karl-Heinz. 2000. “Zukunftsperspektiven der Translation.“ In: Paradigmenwechsel in der Translation, P.A. Schmitt (ed.) 235-264.
Vermeer, Hans J. 1996. Das Übersetzen im Mittelalter (13. und 14. Jahrhundert). Vol. 1. Das arabisch-lateinische Mittelalter. Heidelberg. TextConText.
________. 1996a. Das Übersetzen im Mittelalter (13. und 14. Jahrhundert). Vol. 2. Deutsch als Zielsprache. Heidelberg. TextConText.
Wolf, Michaela (ed.). 1997. Übersetzungswissenschaft in Brasilien. Beiträge zum Status von “Original” und Übersetzung. Tübingen: Stauffenburg.

هوامش الحوار:

(1) غستافو ألذوف متخصص في العلوم الاجتماعية من الجامعة الفدرالية في سانتا كاترينا (UFSC) و هو مرشح للدكتوراه في الدراسات العليا ببرنامج دراسات الترجمة (PGET) في المعهد نفسه. و هو أيضا المحرر المساعد لمجلة Scientia Traductionis و باحث في Núcleo de Estudos do Pensamento Político (NEPP) في (UFSC). و تشمل اهتماماته البحثية نظرية الترجمة و تاريخها و ترجمة النصوص الفلسفية و النظرية السياسية.
(2) أنهت أليس ليل مؤخرا شهادتها للدكتوراه في دراسات الترجمة بجامعة فيينا حيث تعمل كمحاضرة مؤقتة في البرتغالية و دراسات الترجمة و تعمل منسقة لمركز دراسات الترجمة لقسم اللغة البرتغالية . و لديها ماجستير في دراسات الترجمة من الجامعة الفدرالية لسانتا كاترينا و بكلوريوس في البرتغالية و الإنكليزية من الجامعة الفدرالية لدو برانا. و اهتمامها البحثي الرئيس هو التقاطع بين الفكر ما بعد حداثي و الترجمة.
(3) http://www.est-translationstudies.org/

(4) عقد الاجتماع التأسيسي خلال كونغرس دراسات الترجمة “دراسات الترجمة – منهج متداخل” في فيينا بالنمسا للفترة من 9 – 12 أيلول 1992. و كانت نتائج المؤتمر قد نشرت في المجلد الآتي: ماري سنيل – هورنبي و ماري بوجاكر فرانز و كلاوس كيندل (محررون). 1994 . دراسات الترجمة : منهج متداخل. أمستردام ، فيلادلفيا : جون بنجامنز :

Snell-Hornby, Mary; Pöchhacker, Franz; and Kaindl, Klaus (eds). 1994. Translation Studies. An Interdiscipline. Amsterdam/ Philadelphia: John Benjamins. (Source: http://www.esttranslationstudies. org/congress.html)

(5) ماري سنيل – هورنبي . تحولات الترجمة: منظومات جديدة أو وجهات نظر متغيرة؟ مكتبة بنجامنز للترجمة. المجلد 66. أمستردام/فيلادلفيا, 2006. الصفحات 205. . ISBN 90 272 1674 6.
(6) أنظر رايس و فيرمير(1984) و هولز- مانتاري (1984) و هيرمنز (1985) و سنيل- هورنبي (1986) و باسنيت و لوفيفر (1990)
(7) و في الوقت عينه أوجدت كراسا جديدا لدراسات الترجمة و أجريت تعيينات في المعاهد في أنزبروك و غراز.
(8) أعيد إنتاجه من قبل سنيل- هورنبي في 2008. الصفحات 33-48.
(9) هو حاليا أستاذ زائر في UFSC (من 2010 إلى 2012).
(10) حوار مع خوسيه لامبرت ، مجلة Scientia Traductionis العدد السابع الصفحات 207- 234، تموز 2010، أجرى الحوار غستافو الذوف و ليليان فلوري .
(11) ماري (1288/1995) “دراسات الترجمة: مقترب متكامل”، أمستردام: بنجامنز، و للمزيد من المعلومات ينظر:
http://www.benjamins.com/cgi-bin/t_bookview.cgi?bookid=Z%2038
(12) للخلفية عن هذا الموقف الغريب نوعا ما – بسبب عدم التوافق في تسمية بعض الشهادات البريطانية و الناطقة بالألمانية أنظر سنيل- هورنبي 25:2008 .
(13) http://en.wikipedia.org/wiki/Ji%C5%99%C3%AD_Lev%C3%BD

(14) جيري ليفي (1969). الترجمة الأدبية: نظرية نوع الفن Die Literarische Übersetzung: Theorie einer Kunstgattung. (ترجمه والتر جامجولا). و نشر الكتاب أول مرة في 1963 بالتشيكية بعنوان “فن الترجمة” Um!ní p”ekladu.
(15) كان جيمس ستراتن هولمز شاعرا أمريكيا ، أبتدأ في 1964، و درس في معهد الأدب بجامعة أمستردام. و قام بدور هام في تاريخ دراسات الترجمة بكتابته “لبرنامج” المنهج، كما يقال، في المقال “أسم دراسات الترجمة و طبيعتها The “Name and Nature of Translation Studies (1972/1988) – في : جيمس أس هولمز، مترجما! أبحاث في الترجمة الأدبية و دراسات الترجمة، أمستردام: رودوبي. الصفحات: 67 – 80.
(16) يشير للهامش (8) في أعلاه.
(17) إن مساهمتهم في ميداننا تناقش في كتاب المحاور لعام 2006 في المبحث (2/1) المعنون “دراسات الترجمة الوصفية: إعادة دراسة مدرسة التلاعب”.
(18) ثيو هيرمنز . مدرسة التلاعب: دراسات في الترجمة الأدبية. لندن و سدني: كروم هيلم، 1985 .
(19) كان الكتاب مؤلفا من مجموعة من المقالات كتبها بضعة من المؤلفين، و كان معظمهم مرتبطا بما يسمى “مدرسة التلاعب” مثل جدعون توري و خوسيه لامبرت و هندريك فان غورب و سوزان باسنيت (ماغواير) و أندريه لوفيفر من بين آخرين.
(20) نشر الحوار أصلا في كتاب “ما بعد دراسات الترجمة الوصفية : بحوث في تكريم جدعون توري Beyond Descriptive Translation Studies: Investigations in Homage to Gideon Toury” وينشر في هذا العدد من مجلة Scientia Traductionis، في الانكليزية و بترجمة بالبرتغالية البرازيلية قام بها رودريغو دو فافيري.
(21) http://www.tau.ac.il/~toury
(22) سوزان باسنيت. الأدب المقارن: مقدمة نقدية. أوكسفورد: بلاكويل، 1993.
(23) أن اهتمام المحاورين بهذا الموضوع جاءت به بي جي إبشتاين B. J. Epstein في منشور لها بمدونتها “الكلمات الشجاعة الجديدة”. و يمكن الوصول للمنشور هنا :
http://brave-newwords.blogspot.com/2008/12/more-metaphors-for-translationtranslato.html.
و العديد من المؤتمرات بالإضافة للاقتباس المستعمل في السؤال هي من اختيارات إبشتاين, وهي محاضرة في الأدب و الترجمة بجامعة إيست أنجليا بالمملكة المتحدة.
(24) مكلوس سزنتكوثي و أوجرا مايرت “عوليس؟ (لماذا عوليس ثانية؟” في Nagyvilág (كشباط 1986)، الصفحات 274-279.
(25) http://www.leeds.ac.uk/spanport/staff/jeremy_munday.htm
(26) http://www.monabaker.com/
(27) http://en.wikipedia.org/wiki/Corpus_linguistics & http://www.corpus-linguistics.de/
(28) إن كلمة COBUILD هي مختصر لــ Collins Birmingham University International Language Database. إن المتن الخاص بكوبلد طور لاحقا إلى بنك للإنكليزية.
(29) مصادر ذات صلة (ا) أوروجو “ورشة الترجمة : النظرية في الممارسة Oficina de Tradução: A Teoria na Prática.”. الطبعة الثالثة. ساوباولو: مطبعة أدتورا أتيكا، 1997 و (ب) روزماري أوروجو “الترجمة و التفكيك و التحليل النفسي Tradução, Desconstrução e Psicanálise”. ريو دي جانيرو: مطبعة أدتورا ايماغو، 1993.
(30) للمزيد عن عملها، أشر رجاء إلى مطبوعاتها في TEXTconTEXT:
(http://www.fb06.uni-mainz.de/textcontext/tct_ak.htm).
(31) مصادر ذات صلة (ا) هورالدو كامبوس ، 1970، “الترجمة كخلق و نقد Da Tradução como Criação e como Crítica”. ميتالنغواغم. بتروبولس: أصوات (21-38) و (ب) هورالدو كامبوس ، 1984 “الترجمة و الآيديولوجيا و التاريخ Tradução, Ideologia e História”. في سايمون، لوما ماريا (تحرير) “إقليم الترجمة : مجلة ريميت دو ميلز Território da Tradução, revista Remate de Males. كامبيناس . (239-247) و (د) هورالدو كامبوس ، 1987. ” من النص: شعرية و سيميائية عملية الترجمة Da Transcriação: Poética e Semiótica da Operação Tradutora”.. أي سي أوليفيرا و ل. سانتيلا (تحرير) سيميوطيقا الأدب Semiótica da literatura.. ساوباولو:EDUC ، 1987 . (53-74).
(32) مصادر ذات صلة: (ا) جاك دريدا 2004. “ما هي الترجمة ذات الصلة What is a “Relevant” Translation” في كتاب جامع قراءات الترجمة Translation Studies Reader من تحرير لورنس فينوتي. 423-446. نيو يورك” رتلج. الطبعة الأولى 2001. Critical Inquiry, 16: 174-200..
(33) “مجهولات دراسات الترجمة المعروفة The Known Unknowns of Translation Studies”. حصل هذا الحدث بكي يول وفن بين الثامن و العشرين و التاسع و العشرين من شهر آب 2009، و نظم كمؤتمر دولي على شرف الذكرى العشرين لسترا CETRA و الهدف Target (1989 – 2009)، و للمزيد من المعلومات عن الحدث، أنظر رجاء:
http://www.kuleuven.be/cetra/anniversary/index.html.

(34) http://cetra.mikt.net/forum/read.php?4,1047
(35) http://www.contemporarywriters.com/authors/?p=auth234
(36) جورج ستاينر، 1975. ما بعد بابل: جوانب من اللغة و الترجمة . أوكسفورد، إنكلترا: مطبعة جامعة أوكسفورد.
(37) اولئك هم القديس جيروم و مارتن لوثر و جون درايدن و فريدرش هولدرلن و نوفاليس و فريدرك شلايرماخر و فريدرك نيتشة و عزرا باوند و بول فاليري و ستيفن ماكينا و فرانز روزنويغ و والتر بنجامن و ولارد فان أورمان كواين.
(38) http://kirjasto.sci.fi/holderli.htm
(39) http://kirjasto.sci.fi/novalis.htm
(40) موري فرلان. “مقدمة لمختارات عصر النهضة Prefácio a Antologia do Renascimento” في كلاسيكيات نظرية الترجمة. مختارات ثنائية اللغة، المجلد الرابع . النهضة. فلوريانوبولوس: NUPLITT. 2006. الصفحات 11-13.
(41) هذه ترجمة المحاورين. النص الأصلي يمضي كالآتي:
“(…) é seguramente um texto-marco entre a Idade Média e o Renascimento, e é o texto fundador da reflexão tradutológica
moderna.”
(42) بيتر فلن أستاذ في كلية ليسيوس الجامعة بأنتويرب.

مصدر الحوار:
https://periodicos.ufsc.br/index.php/scientia/article/viewFile/1980-4237.2011n9p365/18350

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here