تساؤلات عن نتائج الامتحانات العامة للسادس الإعدادي

باسل عباس خضير

في السابع من الشهر الحالي أعلنت وزارة التربية نتائج الدور الأول للامتحانات النهائية للسادس الإعدادي بفروعه كافة للعام الدراسي 2019/2020 ، وأكدت الوزارة في بيان نشرته وكالة (المعلومة) إن نسب النجاح كانت كالآتي : الفرع العلمي التطبيقي ( %81 ) الفرع العلمي الإحيائي ( %74) الفرع الأدبي (%77) ، وبارك وزير التربية علي مخلف الدليمي للطلبة وذويهم الجهود العالية والواضحة من خلال نسب النجاح التي تحققت في نتائج الطلبة مقارنة بالأعوام السابقة بكافة فروعه ، مشيداً وبفخر بطلبتنا الذين قهروا الظروف الاستثنائية من اجل عراقنا الحبيب ، وقد أثارت نسب النجاح المتحققة ارتياحا واسعا لدى عوائل الطلبة والطلبة أنفسهم لان هذه النسب تحققت في زمن محرج بسبب تعثر الدراسة في العديد من المحافظات أثناء تظاهرات تشرين الأول من العام الماضي والتي تزامنت مع بداية العام الدراسي ، او توقف الدوام بشكل كامل بعد انتشار جائحة كورونا وفرض حظر التجوال الجزئي والكلي في عموم العراق ، وكما هو معروف لدى المهتمين بالتربية والتعليم بان نسبة النجاح في أي فرع يتم استخراجها من خلال قسمة عدد الناجحين على عدد الكلي للممتحنين ، ولكن المؤتمر الصحفي الذي عقده معالي وزير التربية والمخصص لإعلان تفاصيل النتائج والذي نقلته بعض الفضائيات والموجود في وسائل التواصل الاجتماعي ( You Tube ) كشفت عدم صحة معدلات النجاح المعلنة ومخالفتها للنسب التي تداولتها وسائل الإعلام التي استندت إلى مصادر في وزارة التربية ، فقد ذكر الوزير تفاصيل نسب النجاح لكل فرع وحسب الدروس والتي تضمنت :

الفرع العلمي الإحيائي :

العربية 83,56%

الانكليزية 89,64 %

الأحياء 70,60%

الرياضيات 65,43 %

الكيمياء 69,23 %

الفيزياء 70,15 %

الفرع العلمي التطبيقي :

العربية 74,92 %

الانكليزية 81,69 %

الاقتصاد 90,68 %

الرياضيات 56,26 %

الكيمياء 64,64 %

الفيزياء 55,42 %

الفرع الأدبي :

العربية 70,68 %

الانكليزية 79,66 %

التاريخ 75,90 %

الرياضيات 76,33 %

الجغرافية 71,58 %

الاقتصاد 93,00 %

وتعني هذه النتائج ( التي جاءت على لسان وزير التربية ) من الناحية الإحصائية الافتراضية والعملية ، إن أقصى نسبة نجاح من الممكن أن تتحقق في الفرع العلمي الإحيائي هي 65,43 % وهي تعبر عن نسبة الناجحين بمادة الرياضيات ، وهذه النسبة لا يمكن أن تتحف إلا بعد ان ينجح جميع الناجحين بمادة الرياضيات بالدروس الأخرى كافة وهي ضعيفة الاحتمال من الناحية العملية لوجود الكثير من حالات التأجيل الفردي لبعض الدروس والرسوب بسبب الامتحان ، ونشير بهذا الخصوص إلى إننا اطلعنا على العديد من نتائج المدارس في مديريات التربية للمحافظات كافة ووجدنا إن القليل من المدارس قد حققت نسب نجاح بهذا الفرع تزيد عن 50% ، وهي أرقام تتناقض مع المعلن بان نسبة النجاح هي 81% في الفرع العلمي الإحيائي ، وللأسباب نفسها فان أقصى نسبة نجاح يمكن أن تتحقق في الفرع العلمي التطبيقي هي 55,42% وهي تمثل نسبة الناجحين في مادة الفيزياء لأنها تتطلب نجاح الطلبة في هذه النسبة بالدروس الأخرى كافة وعدم تأجيلهم لأي درس ، وبنفس الأسلوب أعلاه اطلعنا على العديد من نتائج المدارس في المحافظات ووجدنا إن العديد من المدارس قد حققت نسب نجاح تقل عن 50% ، وهي أرقام تعاكس المعلن بان نسبة النجاح هي 74% في الفرع العلمي التطبيقي ، أما بخصوص النجاح في الفرع الأدبي فان أعلى نسبة نجاح يمكن أن تتحقق لا تزيد عن 70,68% وتمثل نسبة الناجحين في مادة اللغة العربية ، ومما يؤكد ذلك نتائج المدارس في المحافظات كافة حيث وجد إن القليل من المدارس قد حققت نسب نجاح تزيد عن 50% ، وهو ما يناقض النسبة المعلنة بان نسب النجاح في الفرع الأدبي قد بلغت 77% .

وان ما ورد في أعلاه يتطلب تصحيح البيانات المعلنة من قبل وزارة التربية بهذا الخصوص من باب الشفافية وإزالة التناقض او التضارب في البيانات ، لان النتائج الامتحانية معلنة وبإمكان أي مواطن الاطلاع على تفاصيلها حسب مديريات التربية والمدارس حيث توجد إحصائيات بعدد الممتحنين وعدد الناجحين وعدد المعيدين ( راسبين او مؤجلين ) ، وهي نتائج وإحصاءات تسجل لصالح التربية في إتاحتها للعموم فمن خلالها يستطيع أي مواطن أن يتوقع النسبة العامة للنجاح على مستوى البلاد ، وهي في كل الأحوال بعيدة كل البعد عن النسب المعلنة حتى وان كانت أفضل من السنوات السابقة وذلك لدمج بعض المواد وحذف الكثير من الفصول ووضع أسئلة تجاري الظروف ، ونحن لا نبخس جهود وزارة التربية والجهات الساندة الأخرى التي وفرت مستلزمات إنجاح إجراء الامتحانات لقرابة نصف مليون تلميذ في ظروف صحية غاية في التعقيد ، فالهدف هو تطبيق الشفافية في الأرقام المعلنة ومصارحة الجمهور بالأمور التي أثارت بعض التساؤلات ، ومنها التأخر في تحديد مواعيد امتحانات الدور الثاني والطرق التي استخدمت في تامين توزيع الأسئلة بدون قطع الانترنيت وكيفية غياب مشكلة الغش الجماعي التي كانت سائدة منذ سنوات ، وهناك العديد من الأسئلة التي هي بحاجة إلى إجابات ومنها هل استخدمت الخمس درجات لمعالجة الحالات الحرجة وهل سيتكرر موضوع الخمس درجات في الدور الثاني وهل سيتم شمول جميع الطلبة المعيدين بالدور الثاني بغض النظر عن دروس الرسوب وهل سيتم السماح للطلبة بإعادة المحاولة في الدور الثاني لتحسين المعدل ، وهي أسئلة مشروعة ومن حق الطلبة وذويهم الاطلاع عليها كما إن من حق الرأي العام الاطمئنان إلى عدد الطلبة الذين حصلوا على المعدلات العالية ( 98% – 99% ) والذين يزيد عددهم عن حدود استيعاب المجموعة الطبية في الجامعات الحكومية مهما حاولت التعليم العالي التوسع في القبول ، فضلا عن تفسير كيفية حصول بعض الطلبة على درجات عالية تصل إلى 100 % وانخفاض الدرجات بدروس أخرى بشكل ملحوظ ، ناهيك عن كيفية حصول مدارس في مناطق نائية قد لا تتوفر فيها الكهرباء وخدمات الانترنيت للاستفادة من الدروس الالكترونية على معدلات ونسب نجاح ، وهي أسئلة يتم التداول بها والإجابة عنها ممكنة تشكل عامل قوة لوزارة التربية ومديرياتها من باب التطمين .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here