أربعينية الحُسين.. أستلهام الدروس وإعادة تعريف العالم بالإمام الثائر!

أربعينية الحُسين.. أستلهام الدروس وإعادة تعريف العالم بالإمام الثائر!

محمد وذاح

مرت عليّنا أمس، ذكرى أربعينية الإمام الحسين (عليه السلام) في كربلاء والتي شارك في احياءها قرابة (15) مليون زائرين من العراقيين ومختلف الجنسيات والأعراق والمذاهب، في صورةٍ تحتوي الجميع، قل نظيرها في العالم، لما يمثله الحسين من رمز تتجلى فيه جميع العبر؛ التضحية والفداء ونصرة الحق والوقوف بوجه الظلم والاستبداد.

وقد أثبت أتباع أهل البيت “عليهم السلام” في كل عامٍ، أنهم أكبر من أي تحدي، فنجدهم في كل زيارة وبالخصوص المليونية في زيارة أربعينية الإمام الحسين “عليه السلام” يستعدون لها على مدار العام متحدين جميع الظروف سواء أكانت أمنية او اقتصادية او صحية ويعملون على توفير جميع ما يحتاجه الزائر من نقطة انطلاقه وحتى عودته.

فزيارة الاربعين التي تصدرت لائحة أكبر التجمعات السلمية في التاريخ، يتم تأمين احتياجاتها ومتطلباتها من قبل المواكب الحسينية وعموم المواطنين، فيشهد العراق سنويا إمتداد موائد إطعام تضم ما لذ وطاب لمئات الكيلومترات من اقصى نقطة في البلد وحتى كربلاء ولمدة تزيد عن (20) يوماً وعلى مدار (24) ساعة متواصلة دون كلل او ملل بعيداً عن اي دعم حكومي او خارجي، فضلاً عن خدمات صحية بالتعاون مع الجهات المختصة.

المليونية تعيد تعريف الحسين (ع) لكلّ العالم

المسيرة المليونية التي يلبيها المحبون من جميع بلدان العالم وتجمعهم قبلةٌ واحدة ويسودهم السلامة والطمأنينة، لفتت أنتباه العالم أجمع لهذه الألتحام البشري السلمي الضخم الذي لا مثل لهُ في العالم أجميع، وقد أمسى حديث تتندر به المحافل الدولية.

وفي هذا الإطار، أعتبر الأمين العام لحزب الله، سماحة السيد حسن نصر الله، في كلمة له اول أمس بهذه المناسبة، أن “الحشد المليوني المحيي لأربعينية الإمام الحسين (ع) في كربلاء المقدسة لا مثيل له في التاريخ”، مضيفا أن “المسيرة المليونية في كربلاء المقدسة تُعيد تعريف الحسين (ع) لكلّ العالم”.

وأضاف أنّه “لا شكّ بأنّه في حادثةِ كربلاء جوانب متعدّدة من العُنفوان إلى الشجاعة إلى البطولة، وصولاً إلى الفِداء، لكن كان هناك جانب آخر وهو المصيبة والمأساة حيثُ تطلْ أكثر على نافذةِ القلبِ والعاطفة”ِ.

استلهام الدروس والانتصار على سماسرة الفتن!

إلى ذلك، مثلت أربعينية الإمام الحسين (ع)، مناسبة لأستلهام أروع الدروس من ثورة هذا الامام الثائر في تطبيق نهج الاصلاح والعدالة الاجتماعية ونصرة المظلوم، فقد رأى النائب الاول لرئيس مجلس النواب حسن كريم الكعبي، أن “ثورة إمامنا ابي عبدالله الحسين (ع) تدعونا في كل عام لإرساء اجواء التعاون بين جميع مكونات الشعب العراقي للدفاع عن قيم الاسلام الحقيقية في الوقوف ضد الباطل وتطبيق نهج الاصلاح، عملا وليس قولا”.

من جانبه، أعتبر رئيس كتلة السند الوطني، النائب أحمد الأسدي، تلبية “العراقيين ذكرى أربعينية الإمام الحسين ومعهم الملايين من الأتباعِ والموالين، عن غاية الثورة عبر هذا الإلتحام الكبير”.

ولمح الأسدي لما حصل في مدينة كربلاء الثلاثاء الماضي، من مواجهات بين القوات الأمنية ومحتجين كادت أن تشعل مواجهات مسلحة لولا لطف الله، إلى أنه “إرادة المجاهدين وشعب الحُسين انتصرت هذا العام على الفتنة وسماسرة المواقف”.

وأضاف: “أرادوها فتنة سوداء لا تبقي ولا تذر وجاءت الإجابة من جبهة الحق الحسيني وجمهور التابعين والذابين والمدافعين عن الحسين والثورة والأستمرار أن قفوا ..”، منوهاً إلى أن “هذا المكان عصي على التدجين ولن تسمح أرادة السماء وجمهور الأمة وهدف الثورة المحفور في أرواح الناس التي أرتدت السواد وقطعت كل هذه المسافات، لكم بالعبث في محتويات الثورة وقداسة الذهب المرصوف في الأجساد الطاهرة ونبالة القيم التي ضحى من أجلها الإمام الحُسين وصحابته (عليهم السلام)”.

ويبقى الإمام الحسين (عليه السلام) وذكراه الطاهرة، شعلت تتوهج أكثر ويلوح نورها اقاصي الأرض كلما حاول الظلاميون تغيّيب الحُسين وتدمير رمزيته وشخصيته الرسالية والثورية، وسيبقى أبد الدهر عامل الأستلهام ودرساً عظيماً في الثبات والصبر والمرابطة لجميع الأحرار في العالم.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here