كأنما في رقصة كوكو جامبو

كأنما في رقصة كوكو جامبو

بقلم مهدي قاسم

أقبية ليل مجوفة على سعتها أشباحا
بدهاليز متاهة إلى لا أين
حشود هياكل عظمية تلملم تهشماتها حتى آخر شظية استعدادا مستنفرا
في كرنفال فخم لرقصة كوكو جامبو لهمجيات منفلتة لأقصى حد .
طيور عقاب رصينة
بمهابة قادة مغول صارمين
تجلس عند موائد عامرة
بقرابين محمّرة بتوابل هندية ذات نكهة شهية .
تماثيل حجرية بعبق صوفي هاربة من معابد قديمة
ضيقا وتبرما من ضجيج نمال محشوة حولها كسرادين متراصة
تجرجر عظامها الرخامية المتوهجة شعاعا
إنها مدعوة أيضا استثناء لرقصة كوكو جامبو !..
ـــ سيكون يومنا هذا كرنفاليا جميلا
تهمس آلهة بغبطة غامرة .
قمر كبير ناصع بياضه الواخز لعيون محدقة
يكاد ينفلت من مسكة أفق منهك ونعسان
ينحني هامسا كأنما بسر خطير عن يوم القيامة .
أرامل من ذئاب متشحات بسواد فاحم
كخصلات صبية منحدرة حتى أكتاف
في أوركسترا عواء جماعي طويل لتشييع زعيم قبيلة قتيل
يعيدون في كل مرة ترميم هيكله العظمي المهشم نثارا
هذا القلب انتهى مشجبا لرماح منتصبة
نصالها المكسورة تلمع بضراوة من شدة دمس ظلام .
يا لرقصة كوكو جامبو دورانا بهيجا ، منتشيا ، حتى إغماء !.
نعم سيكون يومنا هذا ، جميلا و حافلا
ترد الآلهة الحبيبة بدلع و حنية ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here