فقه الماضي وفقه الحاضر

فقه الماضي وفقه الحاضر. الدكتور صالح الورداني

فقه الماضي مقدمة لفقه الحاضر..
وما يعتقده البعض من أن إثارة القضايا المتعلقة بالصحابة وماجرى من حوادث تتعلق بهم أمر لا يفيد بل يضر هو إعتقاد خاطىء..
وأن البعض يتسلح بقوله تعالى 🙁 تلك أمة قد خلت..)
أو يتسلح بقول عمر بن عبد العزيز :أولئك قوم طهر الله أيدينا من دماءهم،فلنطهر ألسنتا من أعراضهم..
وما وضع فقهاء الماضي ضمن عقائدهم من بنود تلزم المسلمين بالكف عما شجر بين الصحابة..
او كما قالوا في عقائدهم: ويمسكون عما شجر بينهم..
والسؤال هنا : ما هو الهدف من إلزام المسلمين بعدم الخوض في هذه القضايا..؟
والجواب هو الحفاظ على المذهب أو تثبيت صورة الإسلام المذهبي الذي ساد واقع المسلمين بعد رحيل رسول الله (ص) ..
او بمعنى أدق فرض على المسلمين ..
والذي أنتج لنا الأزمة التي نعيشها اليوم..
ولا يمكن لأي مسلم أن يقبل إهانة رسوله أو تشويه دينه..
او أن الإسلام هو سبب تخلف المسلمين..
ولابد أن يكون الرسول المقصود هو رسول اخر..
والإسلام المقصود هو إسلام آخر..
هو الرسول والاسلام الذي أنتجته الروايات التي قام عليها الإسلام المذهبي..
وليس من نتاج كتاب الله..
وإذا فهمنا هذه الحقيقة اتضحت لنا الصورة..
إن علاج اي مشكلة أو مواجهة اي مرض يتطلب تحديد منبعه وأسبابه..
ومنبع التخلف والتطرف والارهاب الذي نعيشه يكمن في تلك الموروثات التي الصقت بالدين من روايات وعقائد شكلت في مجموعها ديناً موازياً..
والأسباب تكمن في الماضي..
وعندما نستعرض ماجرى بعد وفاة الرسول فاننا نقول أن الأزمة بدأت من هنا..
والانحراف بدأ مع ظهور فكر ة الخلافة ..
وفكرة الخلافة هى التي برر على أساسها الغزو والقتال والقتل واستحلال الدماء والأموال والأعراض وتمكن الفساد والاستبداد..
من هنا يمكن القول ان المسالة تتعلق بصورة الدين ومستقبل المسلمين..
واذا ما تمكنا من تحديد المنبع نكون قد وضعنا أيدينا على الحل ووجدنا المخرج..
ونحن في حاجة ماسة لتنقية خطابنا وتحديد مسارنا وهذا لن يتم دون العودة إلى الماضي..
والذين يخشون الخوض في الماضي إنما يخشون على مذاهبهم لا على الدين..
كما هو حال الازهر والمؤسسات الشيعية والسلفية الوهابية التي ترفض الخوض في مسألة تجديد الخطاب الإسلامي وتضع عقبة كؤود أمام المنادين بالتجديد وهى عدم المساس بالثوابت أي الكتاب والسنة..
وهى كلمة حق أريد بها باطل إذ أمر التجديد يتعلق بالسنة لا بالكتاب..
وهم هنا يحصنون السنة بالكتاب..
وهذا يعني انه لن يكون هناك تجديد لأن الأزمة تكمن في الروايات لا في الكتاب..
والروايات هى الماضي الذي أنتج التخلف والارهاب..
والحقيقة التي يجب أن نعيها جيداً هى أن الخوض في الماضي أو الروايات سوف لا ينتج عنه تجديد الخطاب بل تغييره بالكامل..
وهو ما لا يريده أصحاب المذاهب والمؤسسات..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here