امام درجال الوزير دعوة لفتح ملف الرياضة العراقية خلال 18 عاماً

د . خالد القره غولي ..
قطع العراق شوطا كبيرا على درب الحضارة والرقي في شتى مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والتعليمية والصحية والإعلامية إضافة إلى قطاع الرياضة والشباب وأصبح يشار لها بالبنان عندما يتعلق الأمر بدول حققت أرقاما قياسية في التقدم في هذه المجالات وغيرها , وتعتبر الفترة الحالية من أهم المراحل حيث تتطلب منّا التوقف لمراجعة ما تم انجازه وتثمين النجاحات التي حققها بلدنا ويهمنا في هذا المقام أن نتحدث عن مفاصل الحركة الرياضية والشبابية في وقت أصبح فيه تقدم المجتمعات لا يقاس بالتقدم العلمي والتكنولوجي والصناعي والاقتصادي فحسب ، وإنما أيضا بالتقدم الرياضي وبما توفره الدول لأبنائها من مرافق وخدمات وإمكانات تساعدهم على تفجير طاقاتهم في الملاعب وممارسة هواياتهم في الأندية الرياضية والفضاءات الرياضية , واليوم يحق لنا جميعا أن نفتح صفحة الرياضة العراقية بكل اعتزاز ويحق لنا أن نفخر بما حققه أبناء الرافدين من انجازات على مستوى التنظيم والأداء والمنافسات واحتلال المناصب القيادية على المستوى الخارجي , لقد أصبح العراق مركز إشعاع رياضي عربي وعالمي خلال القرن الفائت , والحقيقة انه ما كان لدولتنا اليوم وأبنائها الأبطال أن يحققوا ما أمكنهم تحقيقه من انجازات وإشعاع رياضي لولا توجيهات القيادات الرياضية العراقية السابقة والحالية بتسخير كافة إمكانات الدولة لرعاية قطاع الرياضة و الشباب وصقل مواهبهم واستغلال طاقاتهم وتوجيهها نحو ما ينفع المجتمع والدعوة إلى تذليل الصعوباتوتشييد المنشآت والمرافق وبناء المدن الرياضية في كافة المحافظات العراقية وتمكين الفرق والمنتخبات من ملاحقة الاستحقاقات الخارجية في كل مكان وحرص المسؤولين على شحن العزائم وتشجيع الكفاءات بتتويج الفائزين في المحافل الدولية ورعاية الإحداث الرياضية الكبرى مما عاد بالفائدة على الرياضيين والأبطال , وكان من الطبيعي أن تعود تلك العناية الهامة من القيادة المكلفة من وزارة الشباب والرياضة أو اللجنة الاولمبية لعراقية على الرياضة والرياضيين بالفائدة , وإدخال الرياضة العراقية مرحلة متقدمة مع إنشاء لجان ترعى المنتخبات الوطنية والاولمبية التي أوكلت لها مهمة رعاية لاعبي المنتخبات وإحاطتهم رياضيا وماديا ومعنويا واجتماعيا مما يشكل لدى أعضاء المنتخبات حوافز هامة للارتقاء بمستواهم الفردي ومستوى فرقهم وتحقيق الانجازات في المحافل الدولية , وعندما يكثر الحديث عن الرياضة في العراق ، حول مشاركاتها، وإسهاماتها في الميدان الرياضي العالمي والدولي فإن الشواهد كثيرة على تخريجها هذه هي الخلاصة التي ينتهي إليها المتتبعون للشأن الرياضي العام في بلادنا.
نعم، الرياضة في ضائقة حادة وخطيرة اليوم , ورياضتنا العراقية اليوم في الواقع مجرد وجه من وجوه الأزمة العامة في كل شيء، بسبب عدم الاعتماد على المنهجية العلمية والعملية في تدبير الشأن العراقي العام ، سواء في بعده السياسي والاقتصادي أو الاجتماعي أو الرياضي. ولم تكن طريقة تسيير كافة الألعاب الرياضية العراقية المبتعدة عن منهجية التدبير الجيد سوى مظهر من المظاهر الجلية والخفية لهذه المشكلة ،
ولا شك أن الفهم الحقيقي لطبيعة هذه الأزمة ، يقتضي الوقوف عند الجوانب القانونية المنظمة للمشهد الرياضي العراقي ، التي يكتنفها الكثير من الغموض وربما التعارض ، بل يصل الأمر إلى حد التنكر لروح بعض القوانين وعدم احترام مضامينها أثاء التطبيق , حيث تعد التربية الرياضية جزءاً حيوياً من التربية العامة وهي ميدان تجريبي هدفه تكوين المواطن الصالح واللائق من الناحبة البدنية والنفسية والاجتماعية .. مع أنني لا أريد أن اكتب عن الرياضية العراقية بشكلها المباشر في عراقنا اليوم
لكنني اتفق مع الكثيرين أن تعبير الديمقراطية يعني ببساطة حرية التعبير عن الرأي .لكن لمن يوجه الرأي ومن يسمع الرأي وما نتائج التعبير والاستماع والتأمل هل ستكون النتائج مرضية للجميع وهذا ما لاحظته ومع الأسف من بعض الزملاء الأعزاء في صحفنا العراقية , والديمقراطية الرياضية الجديدة مفادها أن الاستمرار باللهاث وراء ما طبق وما يطبق في تجارب سابقة في المشاركات غير المجدية في البطولات كافة والمشاركات المحلية والعربية والدوليةوالعالمية في السنوات السبعة عشرة الماضية .. لابد أن تخضع هذه العملية إلى جراحة روحية ونفسية دقيقة كي تتقبل جماهيرنا الرياضية في الوقت الحاضر بعد النجاحات الرائعة التي تحققت في تضييف دورات الألعاب الاولمبية والبطولات العالمية والقارية لمختلف الألعاب الرياضية والتي حظيت بها عدد كبير من دول العالم ، تبرز أمام الواجهة جهود مخلصة بذلت لإنجاح مثل هكذا أحداث والتي تعد أكبر تظاهرة رياضية , ووسط متابعتي لمجريات هذه الأحداث التي أبهرت العالم كله والتي تعد أضخم بطولات يشهدها العالم ، كان يطاردني سؤال بشكل دائم .. ما الفائدة التي ستعود من تضييف مثل هكذا بطولات .. قد تكون الإجابة كافية وما أكثرها في وسطنا الرياضي , أن هذه البطولة هي صرخة لتعريف العالم بالمستوي الذي وصلت إليه جميع الدول في جميع المجالات باستثناء الرياضة أو نزيد القول من حجم التعريف بالدولة وتسهم في دعم القدرة السياحية لهذا البلد أو القول أننا جزء من هذا العالم ويجب علينا الإسهام الفاعل فيه الخ , ومن هذه الأقاويل الجميلة التي يتردد صداها بمناسبة أو بدون مناسبة وفي تقديري أن المعيار الحقيقي في تضييف بطولة اولمبية أو عالمية أو قارية بهذا الحجم لا يخرج عن تحقيق واحد من هذه الأهداف أولاً إن الفوز في هذه البطولة ليس أمراً سهلا في ظل هذه المنافسة الاولمبية ولكن تضاعف من إضافة فرص جديدة إلي مركز متقدم ثانياً تحقيق الإفادة منها وليس شرطا أن تكون على شكل أموال سائلة علي الرغم من أن الفوائد تدر الملايين من حقوق النقل الخارجي للمحطات الفضائيةوالإفادة على شكل تطوير البني التحتية وإضافة منشآت جديدة ومدن رياضية جديدة وملاعب حديثة وقاعات للألعاب رائعة و لا أخفي أخيراً أن هذه البطولات تقام في تلك الدول تشهد نجاحا إقليمياً وسياحيا وحضاريا وتاريخيا.. أن الرياضة قد تصلح ما تفسده الجوانب الأخرى أحيانا .. فقد أيقن الرياضيون العراقيون يقيناً أن تداعيات الأعمال والمشاركات غير المجدية لفرقنا الرياضية هي عمليات فارغة من أجل الراحة والاستجمام وان جماهيرنا الرياضية تنظر بعين الاستغراب والدهشة من خلال متابعتها لمشاركة فرقنا الرياضية لمختلف الألعاب ولكافة البطولات الخارجية الأخرى .. مجرد نزهة من اجل الراحة والاستجمام فقط ، بينما يبقي رياضيونا المنهكون المتعبون يحملون في حقائبهم خيبة أمل كبيرة ووصايا كاذبة وفارغة من هذه الجهة أو تلك ، تزيد من جراحات العراقيين , واخيرا نحن الرياضيون والإعلاميون والصحفيون مدعون إلى وضع النقاط على الحروف وتأسيس مؤسسة رياضية فذة تمثل الرياضة والشباب واللجنة الاولمبية الوطنية العراقية وبناء
منشآت رياضية وتأسيس معاهد رياضية وإعلامية ودعوة جميع الكفاءات العلمية من أصحاب الشهادات العليا للعمل في هذا المجال وان بلادنا العزيزة الطاهرة التي أنهكتها الفتن والتدخلات الخارجية وتأثيراتها في الداخل بحاجة شديدة وملحة إلى من يداوي جراحها، ويجمع بين أبنائها ويعزز من أدوارها ونجاحاتها ومشاركاتها في جميع الميادين، وخاصة في الميدان الرياضي الذي امتلك فيه العراق دورا مشرفا وحقق الكثير من النجاحات الباهرة فيه ، ونحن في هذه الظروف نقف أمام ضرورة المشاركة من اجل العراق وان نكون فاعلين فيه وهذا ما يتطلع إليه الرياضيون العراقيون
وما ينبغي أن يتحقق والذي ينبغي أن تحتشد كل الجهود لتحقيقه ، نحن بأمس الحاجة الصادقة إلى كل قلب وعقل وإرادة لنشر العلم والتعلم والوعي والكلمة الصادقة بين أبناء عراقنا الصابر والدعوة إلى وحدة الصف ووحدة المصير
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here