على هامش قتل المدنيين في الفرحانية : ليس من ثمة فرق بين دواعش ” الوهابية ” و دواعش التقية

على هامش قتل المدنيين في الفرحانية : ليس من ثمة فرق بين دواعش ” الوهابية ” و دواعش التقية

بقلم مهدي قاسم

شيء من توطئة قصيرة :

ـــ أمل أنه يتذكر بعض القراء الأعزاء المتابعين لمقالاتي اليومية السابقة والتي أخذت فيها الكتابة حيزا واسعا من التطرق إلى النهج الإجرامي لتنظيم ” الداعش” الإرهابي ، ربما قد تعدت حدود عشرات مقالات في ذلك الحين أن لم تكن أكثر في غضون أربع سنوات من وجود داعش الميداني ، حتى كدتُ أن أكون ” خبيرا ” بأمور وشؤون وجرائم هذه العصابات الإجرامية ، وقد فعلتُ ذلك لأن المرحلة آنذاك قد أوجبت موقفا كهذا من حيث تطلب منا تظافر جهود جماعية لمواجهة هذه الشرذمة الإجرامية وفضح جرائمها المروعة ، كمساهمة متواضعة منا في هزيمتها الميدانية والفكرية ..

أما الآن فها نحن نكاد أن نكون إزاء نوع آخر أو بالاحرى أمام نسخة مماثلة من ” دواعش ” همجيين ولكن بمسوح ومزاعم طائفية أخرى ، وهي لا تقل إجرامية عن الدواعش ” الأصليين ” ، وهي تحرق و تقتل وتغتال وتداهم وتخطف ، تفعل ذلك بوقاحة وصلافة بل بوحشية مفرطة ، منتشية وسكرانة بقوتها وجبروتها المصطنعة التي حصلت عليها بعد الغزو الأمريكي ، طبعا ، ليس بحكم جدارة ومقدرة إنما بسبب الخبث الأمريكي لتخريب العراق و دفعه إلى هاوية إفلاس ومشارف زوال ، مثلما الحال الآن في العراق …

ورجوعها إلى المجزرة الجماعية التي أرتكبت من قبل مجموعات مسلحة ” مجهولة الهوية حتى الآن ( ؟ ) مع أنها تكاد تكون معروفة تماما ـــ في منطقة الريحانية ـــ التابعة لقضاء بلد ــ فكل ثمة دلائل تُشير إلى أنها ليست صادرة عن أفعال دواعش ” النسخة الأصلية أي الوهابية ” :

لماذا ؟ …

لأن سكان المنطقة المغدورين هم محسوبون على الدواعش مذهبيا والدواعش لم يعتادوا على قتل أناس محسوبين عليهم مذهبيا ، إلا في حالة واحد إذا قام أحد من هؤلاء بالتعاون ” الاستخباري ” مع الجهات الأمنية ضد الدواعش ، ليأتي فيما رد الفعل الانتقامي والردعي في حالة انكشاف الأمر من قبلهم ، ولكن حتى في هذه الحالة أو الافتراض ، فأنه ليس من المعقول أن يتعاون جميع أفراد عائلة واحدة ــ مثلا ــ فضلا عن عدد آخر من غير أفراد العائلة مع السلطات الأمنية و بشكل جماعي وبهذه الصورة العلنية ، إنما أمر التعاون ــ عادة ــ يقتصر على فرد ” متعاون” واحد وليس كل أفراد العائلة ، هذا دون أن نذكر أنه من عادة الدواعش” الأصليين ” هي تبني كل أعمالهم الإجرامية بل و الإعلان عنها بكل فخر وتباه وبتفصيل كامل !! ، على عكس من دواعش ” التقية ” التي تخطف بخفاء و تغدر بصمت و تقتل بسكوت ثم تحلف بكل ” مقدساتها ” أنها بريئة جدا من الجرائم المنسوبة إليها مثل ” براءة أخوة يوسف ” !!..

بطبيعة الحال أن كل ما طرحناه ــ أعلاه ـ تبقى مجرد تحليلات ، ذات طابع احتمالي وافتراضي فحسب ، طالما لا يوجد في حوزتنا ثمة أدلة دامغة تدعم هذه التحليلات أو الافتراضات دعما مباشرا و ملموسا ، وهو الأمر الذي يعني احتمال قيام الدواعش ” الأصليين ” أيضا بارتكاب المجزرة المذكورة بهدف خلط الأوراق نحو إثارة فتنة طائفية ، وهو نفس الشيء من أسباب ودوافع يمكن أن تُقال عن دواعش ” التقية ” أيضا ..

إذ أن الأحزاب الإسلامية الفاسدة أخذت تفطن إلى عزلتها عن غالبية الشارع العراقي إضافة إلى خوفها من فقدان مناصبها وامتيازاتها و لصوصيتها ، لهذا فإنها من المحتمل جدا أن تلجأ إلى تأجيج نيران فتنة طائفية من جديد ، بغية الحصول على اصطفاف طائفي ” انتخابي “لضمان فوزها القادم .

هامش ذات صلة :

( مجهولون يعدمون ثمانية شبان في قرية جنوبي صلاح الدين

أفاد مصدر أمني، السبت، بقيام مجهولين بإعدام ثمانية شبان رمياً بالرصاص، في قضاء بلد جنوبي صلاح الدين.

وقال المصدر إن “مجهولين أقدموا على إعدام ثمانية شبان رمياً بالرصاص، في قرية الفرحانية التابعة لقضاء بلد”.

وفي السياق، أضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن “هناك أربعة أشخاص مفقودين حتى الان”ـ نقلا عن صحيفة صوت العراق ) .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here