العقل المفتوح يحقق الابداع والتقدم الاجتماعي

ادهم ابراهيم

الإبداع الانساني عماد التكنولوجيا والعلوم والاداب والفنون ، وكل المنتجات التي يستخدمها الجنس البشري من اجل تحسين الحياة .

والابداع من مخرجات الموهبة التي  تعتبر القدرة الفائقة والاحترافية العالية ، وهي منحة إلهية فطرية لدى الفرد الموهوب .
   والموهوب ذو عقل ابداعي حسب اختصاصه وموهبته .

والعقل المفتوح يحقق الابداع ، شأنه شأن الموهبة التي لايتمتع بها كل انسان . فالتعامل مع الاخرين بعقل متفتح يحدث نقلة نوعية في العطاء الانساني والاجتماعي . بعكس العقل المنغلق فهو محكوم بالتقليد الاعمى وتكرار نفس الأخطاء .
حيث يهتم الأشخاص المنغلقون على انفسهم بإثبات صحة افكارهم وعقائدهم  أكثر من اهتمامهم بتطوير انفسهم او الحصول على مستوى أفضل لحياتهم .

نحن نعيش الآن أكثر من أي وقت مضى في عالم متغير وسريع ،
مما يتطلب مجاراته في التقدم  الثقافي والتكنولوجي ، واللحاق به بالانفتاح على التجارب الجديدة والطرق الحديثة في تعاملنا مع الافكار او النظر إلى الأشياء .

إذا لم نبق محدثين ، فسوف نفقد التطورات التي تحدث في العالم .
وانفتاح العقول يطلق العنان لابداعات اكثر شمولية ، ويمنح العقل قوة فكرية تفوق الخيال .

أن تكون متفتح الذهن يعني أنك تتقبل مجموعة متنوعة من وجهات النظر والمعلومات والأفكار ، وهذا يعني أن تكون مرنًا قابلًا للتفاعل مع الاخرين .

نحن لسنا بحاجة الى وعاظ يكررون نفس الافكار والتجارب ، نحن بحاجة الى نخب مبدعة متفتحة العقل حتى نتماهى مع التطور العلمي والثقافي والاجتماعي .
مما يتطلب فتح عقولنا ، والذهاب  الى التغيير الجذري . وليس الاكتفاء بما هو موجود واجترار افكار وامجاد الماضي ، والا سنظل نراوح مكاننا ، حيث لا توجد نهضة او نقلة اجتماعية متميزة من دون فكر متحرر منفتح على الجميع . وهذا مانشاهده من خلال دراسة التاريخ الانساني على مر العصور .

والاشخاص المنفتحون على استعداد دائم لتغيير وجهات نظرهم عند تقديم حقائق وأدلة جديدة .
فإذا قصرنا أنفسنا على ما عرفناه وشعرنا براحة أكبر بالعيش في الماضي ، فسوف نصبح محبطين بشكل متزايد وأقل قدرة على التعامل مع التغييرات العالمية المستمرة ، وهذه حتمية تاريخية .

ان الميل لتأكيد معتقداتنا يسمى تحيز myside ،. وكثير من المتحيزين لنهج معين ، يعتقدون بأنَّهم على صوابٍ دوماً ، وغيرهم على خطأ دون مراجعة الذات او اعادة التفكير والنظر في احتمال الصواب عند الغير . وهم يميلون إلى التشكيك في كل فكرة تتعارض مع أفكارهم ! .

في عالم يتزايد فيه الصراع  والاستقطاب ، من المهم أن تكون قادرًا على الخروج من منطقة السكون والتحفظ الى آفاق
الانفتاح السياسي والاقتصاي والاجتماعي والثقافي ، مع الاخذ
بوجهات النظر والأفكار الأخرى الملائمة .

 ان الانغلاق على موروثات الماضي والتمسك بها بتزمت وتطرف ، يتعارض مع النهوض بالمجتمع على طريق التحديث .
وعلى المستوى الشخصي اذا اخترنا أن نتعامل مع الحياة بنفس الطريقة يومًا بعد يوم ، سينتابنا الشعور بالملل وعدم الإلهام ، ونقلل من قدراتنا العقلية والفكرية ، ونصبح أقل إثارة للاهتمام من قبل الآخرين ، ونعرض أنفسنا لخطر الإصابة بالأمراض الانتاكسية العقلية كالزهايمر وغيرها .
والعمل على تنمية العقل المنفتح هو نتيجة  للتفكير النقدي والمنطقي .
كما ان الانسان يصبح اكثر قوة عقليا من خلال الانفتاح على التجارب والأفكار الجديدة ، ويكون أكثر ثقةً بنفسه عند تعدد المجالات الفكرية والثقافية . وهو لا يخشى ارتكاب الأخطاء عندما يكون لديه عقل متفتح ، وبالتالي يكون أكثر تقبلاً للتعلم من خلال الاخطاء ، كما يزدهر الابداع وتبرز المواهب المتعددة .

وهكذا فان الشخص ذو العقل المنفتح لا يسجن نفسه فى قوالب جامدة تجعله أسير معتقد واحد يمنعه من التطور والإصلاح .


حيث يعتبر العقل المنغلق تكريس لترسبات دينية واجتماعية من الازمنة القديمة . اليس كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ! مما يعني جمود الفكر ، وعدم تقبل التجديد . 
رغم حديث النبي المصطفى بان الله يبعث لهذه الامة من يجدد دينها .

نعلم جميعا ان الأشخاص المنفتحون هم أكثر تقبلًا للآخرين ولديهم تحيزات لافكارهم بدرجة  أقل .

 ولكن حذاري ، فقد يعتقد المرء أن الانفتاح الذهني يعني قبول كل شيء بسذاجة . كلا ، فالانفتاح يعني أننا لا نستطيع معرفة كل شيء ، وأن معتقداتنا ليست مبادئ ثابتة وأن هناك دائما أشياء جديدة نتعلمها كل يوم . لذا فنحن مستعدون أحيانًا لتغيير معتقداتنا وآرائنا أو أفكارنا . وهو ميزة أساسية لإثراء وجودنا حيث يفتح الباب لمزيد من التفاعلات الصادقة والعميقة مع العالم .
وعلى العكس من ذلك ، فإن العقل المنغلق لن يكون فقط تجاه الأفكار الخارجية ،  بل يتقوقع الشخص حتى على  أفكاره . وهذه النزعة هي أكثر مقاومة للأفكار الجديدة ، والبقاء رهن المعتقدات القديمة .
ولكنك إذا فتحت أبواب عقلك ولو قليلاً ، سترى افكارا رائعة ، قادرة على تحريرك من مستنقع الجمود .

يحدث ذلك غالبًا في حياتنا اليومية اذ نجد أشخاصًا لايستطيعون مغادرة نمط تفكيرهم . حتى ان بعض أصدقائنا نراهم متزمتين لا يرغبون في التغيير  أو لا يخاطرون بسماع رأي مختلف ، ويعتقدين أن أي شيء لا يتطابق مع آرائهم هو خطأ .

لعل الخوف من أكبر  الحواجز التي نواجهها على الإطلاق . فهو الذي يمنعنا من استكشاف الفرص والمسارات الجديدة امامنا ، والتي بامكانها زيادة الرضا داخل نفوسنا .

علينا ان نعي جميعا ان اي تقدم حضاري اوازدهار اقتصادي لايمكن تحقيقه من دون الانفتاح على افكار وتجارب الاخرين وان لامخرج لنا من حالة الركود الاقتصادي والعقم الفكري الا بمزيد بالانفتاحٍ الحضاري والفكري على العالم . ففي الانفتاح يتحقق الابداع والتقدم في المجالات كافة  .
ادهم ابراهيم
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here