تــمـني ضــائـع
تَـمَـنّى وهـــو في جَهـلٍ أضاعَـهْ
شــــبــابَـا مُـــذْ رأى شَـــيـبًـا أراعَـهْ
تَـمَـنّى أنْ يَـعـودَ بـهِ زمـانٌ
ويُــرْجِـــعُ ســاعـةَ الايــامِ ســاعَـهْ
بها دعـواهُ يرفَـعُـها احـتـجاجًا
على ظُـلم الـزمانِ مِـن الـرضـاعَـهْ
ويـشـكو للـشـبـابِ مَـالَ حــالٍ
وشَـيـبًـا قـــدْ رأى فـيـهِ الـشــنـاعَـهْ
تَـمَـنّـى أنْ يَـعـودَ لـه شــبـابٌ
عـلى ظَــنٍّ بــــهِ يَـجِـــدُ الـمَـنـاعَـهْ
تَـمَـنّـى والـتَـمـنّي رأسُ مـالٍ
لِـمَــأزومٍ بـخُـســـران الـبِـضــاعَـهْ
تَـمَـنّـى وهـو يَـدري ذا مُـحـالٌ
ولا يَـدري الـسَـلـيـبَ هـي الـقـناعَـهْ
ولا يـدري أذا عـادَ افـتِـراضًا
يَـعــودُ لِـجـهـلِـهِ ويَـعـودُ هـــاعَـهْ **
ولا يَـدري الـمَـشـيـبَ لـهُ اعـتـبارٌ
اذا مــــا أحـسَـنَ الـمَــرءُ اتِـبــاعَـهْ
بـهِ نُـضْـجُ الـرجـولةِ حـيـنَ يـبـدو
وعَـقـلٌ راجِـــحٌ فـــيـهِ الــــوداعَـهْ
هـو الـعـيـنُ الـبـصـيـرةُ لـو وعـاهُ
يُـهَــذّبُ في بَـصـيـرتِــهِ طِــبـــاعَـهْ
ومـا سِـحـرُ الـشـبابِ سـوى افــتـتانٍ
فـإمّــا لـلـســمـوِّ او الــر قــــــــاعَـهْ
شـبابٌ غـالـبُ الـشـهـواتِ فـيـهِ
وطـبـعُ الـنـفـسِ تـغـلِـبُـهُ الـخَـلاعَـهْ
فَـمَـنْ ظَـنَّ الـشـبابَ لـهُ امـتـيازًا
فـكـمْ مِـنْ خـائـبٍ يـشـكـو صُـداعَـهْ
يـعـيـشُ ويـنـتـهي بـيـنَ الامـاني
ومِـنْ اوهـامِـهِـا يَـمـلي صِـواعَـهْ **
فَـقُـلْ للـمُـشـتَـكي شــيـبًا سـلامًا
ضـياءُ الـفـجـرِ مـا أبـهـى شُـعـاعَـهْ
ويـا مَنْ قـد تَـمـنّـى لـــو تَـمَـنّـى
لـذيــذ الـعـيـشِ في تـركِ اللُـعُـاعَـهْ **
وإنَّ ضُـلالَـةَ الـعـقـلِ الامـانـي
مَـغــازلُـهـا تـدورُ بـهـا الـخـنـاعَـهْ
ويـا مَـنْ قـد تَـمـنّى ما الـتَـمـنّي
إذا مـا لـم تَــكُـنْ مَـعـهُ الـشَـجـاعَـهْ
فإنْ [ ذهـبَ الـحِـمارُ بأمِّ عَـمْـرٍ ]
فـدُنـيـاهُ الـتـي يَـــــرجـــو فُــقــاعَـهْ
**************************************
** الرجل الهاعة : الرجل الضَجِر ** الصِواع : المكيال ** اللُعـاعة : الدنيا
هذه القصيدة جاءت بعد سماعي لرجل يتمثل بقول الشاعر [ الا ليتَ الشباب يعودُ يومًا الى آخر البيت ]
الدنمارك / كوبنهاجن السبت في 10 / تشرين اول / 2020
الحتج عطا الحاج يوسف منصور
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط