بهذهِ الشُّروط يعودُ العراق إِلى المُجتمع الدَّولي

بهذهِ الشُّروط يعودُ العراق إِلى المُجتمع الدَّولي

*التَّطبيعُ مشرُوع الأَنظمةِ السياسيَّة لحمايةِ عرُوشِها

*يلزم تعاوُن الجميع لحمايةِ الحشد الشَّعبي من [التجَّار]!

نـــــــــــــزار حيدر

*بسببِ غَياب [الإِعلام الإِستقصائي] الذي يُتابع الأُمور بالأَرقام والحقائق والوثائِق والرُّسوم البيانيَّة الدقيقة، لذلك لا يمكنُ لأَحدٍ أَن يتحدَّث عن مدى نجاح أَو فشلالزِّيارات المكوكيَّة التي يقومُ بها المسؤُولون لدولِ الجِوار وعواصم المُجتمع الدولي، ومنها جَولة رئيس مجلس الوُزراء الحاليَّة.

فكلُّ الوفود تصفُ زياراتها بالتَّاريخيَّة، لأَنَّها تعتبر أَنَّ مُجرَّد الزِّيارة بمثابةِ إِنجازٍ تُحقِّقهُ على صعيد العلاقاتِ الخارجيَّة.

أَمَّا الذي يُحسبُ لهُ حساباً فهي النَّتائج التي تتحقَّق على الأَرض، وهي للأَسف قليلةٌ جدّاً لم يلمس منها المُواطن شيئاً، وإِنَّ أَوضاع البلاد المُتدهوِرة دليلٌ قاطعٌ يُثبتُ هذهِالحقيقة.

*إِذا كانَ المسؤُولون يتصوَّرون بأَنَّ زياراتهِم المكوكيَّة فقط تكفي لإِعادةِ العراق إِلى موقعهِ الطَّبيعي في المُجتمع الدَّولي والمُحيط الإِقليمي فهم واهمُون، فهذا الهدف لايتحقَّق إِلَّا؛

أ/ بإِعادة هَيبة الدَّولة وسيادتها من خلالِ تكريسِ دَور مؤَسَّساتها في كلِّ المناحي خاصَّةً في العلاقاتِ الخارجيَّة.

ب/ بحصرِ السِّلاح بيدِ الدَّولة لتتمكَّن المُؤَسَّسة العسكريَّة والأَمنيَّة من بسطِ سُلطة الدَّولة وبالتَّالي لتنجحَ في خلقِ المناخ الآمن لمشاريعِ الإِستثمار والتَّنمية التي يتطلَّع إِلىإِنجازِها بمُساعدةِ المُجتمع الدَّولي.

ج/ بمُكافحةِ الفساد المالي والإِداري، فهو الآفة الأَخطر التي تُعرقل تغيير وِجهة النَّظر النمطيَّة التي يرى فيها المُجتمع الدَّولي العراق، والتي ابتُليت بها البِلاد منذُ التَّغييرعام ٢٠٠٣.

*كنتُ أَتمنَّى أَن يستوعبَ الزُّعماءُ [السياسيُّون] خاصةً الذين لهم تأثيرٌ على الفصائِل المُسلَّحة التي لا تأتمر بأَوامر الدَّولة ومؤَسَّستها الأَمنيَّة [الميليشيات] أَن يُدركُوافيستوعبُوا حجم المخاطِر العظيمة المُحدِقة بالبلادِ فيأخذُوا على أَيدي كلِّ سلاحٍ خارج سُلطة الدَّولة بطريقةٍ أَو بأُخرى، فإِنَّ ذلكَ دليلُ التحلِّي بالمسؤُوليَّة الوطنيَّة، أَمَّاانحناءهُم أَمامَ عواصِف التَّهديد والوعيد فيقبلُوا بالهدنةِ ووقفِ إِطلاق النَّار فذلكَ موقفٌ خطيرٌ قلَّل من هَيبةِ الدَّولة وأَضعفَ موقِف المُفاوض!.

أَمَّا وساطة [الغُرباء] فقد فضحَت ولاءهُم وعرَّت إِنتماءهُم!.

*لقد أَبان بيان هيئة الحشد الشَّعبي والتَّصريحات الأَخيرة لرئيسِها عن حجم المُؤَامرة [الدَّاخليَّة والإِقليميَّة] التي يتعرَّض لها الحشدُ الذي لولاهُ لكانت البِلاد ورُبما المنطقةفي خبر كانَ عندما لبَّى فتوى الجِهاد الكِفائي للمرجعِ الأَعلى ليواجهَ الإِرهاب الأَسود وعصاباتهِ التي تحملُ فِكراً ظُلامِيّاً مُدمِّراً.

وإِنَّ أَخطر هذهِ المُؤَامرات هو استغلالِ تُجَّار الدَّم والخارجينَ عنِ القانون والميليشيات لهذا العُنوان المُقدَّس الذي يلزم أَن يتعاون الجميع لتنظيفهِ من كلِّ مَن يتلفَّع بهِلتضليلِ الرَّأي العام مُستغِلّاً موقعهُ في قلوبِ العراقيِّين لضربِ الدَّولة وهيبتها وسيادتها وعرقلة جهودِ مُؤَسَّساتها الرَّامية إِلى حمايةِ البلادِ من المخاطرِ الجمَّة التي تتعرَّضلها.

كما أَنَّ هُناك مَن يُحاول التستُّر باسمِ الحشد لحمايةِ الدَّولة العميقة، كما أَشارَ إِلى ذلكَ بيان الهيئة وتصريحات رئيسِها، ولذلكَ فأَنا أَدعو الهَيئة لفضحِ المُتستِّرين لعزلهِمعن الحشدِ من أَجل حمايتهِ وحمايةِ مُنجزهِ الوطني التَّاريخي والمُتمثِّل بتضحياتهِ الجِسام التي حفِظت الأَرض والعِرض من عبثِ الإِرهابيِّين ومَن وقفَ خلفهُم يمُدَّهُم بكُلِّأَسبابِ التَّمكينِ.

*أَدعو كُلَّ السياسيِّين الذين ينتمُون إِلى [التيَّار الدِّيني أَو ما يُسمَّى بالإِسلام السِّياسي] أَن يتوقَّفُوا عن الحديثِ باسمِ الدِّين والمذهب بعد كلِّ هذهِ الفضائح والفسادوالفَشل.

*[التَّطبيع] لا يُمكنُ بأَيِّ حالٍ من الأَحوال أَن يكونَ مشروع الأُمَّة، إِنَّهُ مشرُوع الأَنظِمة السياسيَّة المُتخاذِلة لحمايةِ عرُوشِها!.

*على الرَّغمِ من إِعترافاتهِم الصَّريحة والمُتكرِّرة بالفشل والفساد طِوال السَّنوات الـ [١٨] الماضية، ودعواتهُم لإِزاحةِ أَنفسهِم عن العمليَّة السياسيَّة برُمَّتها، إِلَّا أَنَّهم يُصِرُّونَعلى تزعُّم القوائم الإِنتخابيَّة لتدويرِ أَنفسهِم في العمليَّة السياسيَّة كعمليَّة تدوير النِّفايات في الطَّبيعة، ولعلَّ مِن أَبرز نماذجهِم [زعيم إِئتلاف دولة القانون] الذي لم يُكلِّفنفسهُ الحضور في مجلس النوَّاب لأَداء اليمين القانونيَّة ليصبحَ نائباً في البرلمان على الرَّغمِ من مرور [٣] سنوات على إِعلان نتائج آخر إِنتخابات نيابيَّة!.

إِذا كانَ المُوما إِليهِ يستنكف أَن يكُونَ نائباً في البرلمان، وإِذا كانَ يرى نفسهُ أَكبر من البرلمان! فلماذا يستعِد لخَوضِ الإِنتخابات؟! أَم أَنَّها البلطجة لإِظهار العظلاتفقط؟!.

٢٢ تشرينُ الأَوَّل ٢٠٢٠

لِلتَّواصُل؛

‏Face Book: Nazar Haidar

Twitter: @NazarHaidar2

Skype: nazarhaidar1

WhatsApp, Telegram & Viber: + 1(804) 837-3920

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here