ما هكذا تورد يا نجاح الإبل؟

محمد مندلاوي

إن حديثنا لهذا اليوم عن شخص شاذ الكلام، وشاذ الانتماء القومي والوطني؟ أي: المنفرد، الخارج عن حظيرة شعبه ووطنه إلا وهو الصحفي والمحلل السياسي المدعو نجاح محمد علي، أقول المدعو لأن اسمه ليس نجاح محمد علي، ما هو إلا اسم مستعار استخدمه عندما كان لاجئاً في إيران، وذلك إبان حكم حزب البعث المجرم مخافة على أفراد أسرته الكريمة، التي كانت تقيم في مدينة البصرة. حقيقة لا أعلم، لماذا شخص متعلم ومثقف مثله، يترك صفوف شعبه الكوردي الجريح، وينتمي لشعب آخر لا يمت به بأية صلة؟؟!! الطامة الكبرى، أن أستاذ نجاح لم يقف عند هذا الحد فقط، بل صار يتهجم على إقليم كوردستان الفتي من على شاشات التلفزة!!!. هنا نتساءل، إذا هو ليس كوردياً فليثبت لنا ولمتابعيه بكلام صريح أنه ليس كورديا؟ لأننا ننظر إليه كشخص كوردي ناكر أصله، وسيبقى هذا النكران في نظرنا ونظر غيرنا نقطة سوداء في صفحته إذا لم يصححه، وذلك بالعودة إلى أحضان شعبه الكوردي العريق.

لاحظ عزيزي المتابع صيغة كلامه المحرض ضد الإقليم الكوردي. قبل عدة كان في لقاء تلفزيوني مع المحاور المدعو عدنان الطائي قال نجاح محمد علي في ذلك اللقاء بلغة أتهامية: إن قيادات البعث كلها في أربيل. بما أن السيد نجاح تنكر لشعبه الكوردي، وانتقل إلى صفوف شعب آخر، فلذا لا يعرف مدى القِيَم والمبادئ الكوردية الكوردستانية التي يتمتع بها هذا الشعب الكريم المضياف، الذي عند دخيل الآخر به يفتح له ذراعيه ويأخذه بالحضن ويقدم له كل أنواع الدعم والمساعدة. إن الأعوام القريبة المنصرمة خير شاهد ودليل على ما نقول، حينما استقبلت كوردستان أولئك الهاربون من العراق من الشيعة والسنة العرب، وهكذا استقبلت كوردستان بالأحضان المسيحيين بكل طوائفهم عندما هربوا من موصل وبغداد وبعض مدن الجنوب من الإرهاب الذي لا يرحم، واستقبلت كوردستان الأخوة الصابئة المندائيون، الذي هربوا من ميسان والبصرة طالبين الأمن والأمان من حكومة وشعب كوردستان، وهي لم ولن تردهم، ولم تخيب ضنهم بها. ثم، أضف لكل هذا، هل أن السيد نجاح كصحفي استقصائي لا يعلم كيف أن كوردستان استقبلت الشيعة الذين هربوا من ظلم نظام حزب البعث الدموي إلى كوردستان، وأوصلت الكثير منهم إلى إيران؟ عزيزي نجاح، في الماضي لجئت الشيعة إلى كوردستان، أولئك الذين قال عنهم نظام البعث أنهم عملاء إيران، والآن تلجئ السنة إليها، وتقول عنهم الشيعة عملاء السعودية وقطر. لا ندري في قادم الأيام يأتي دور مَن ويطلب اللجوء في وطن الكورد كوردستان؟. وفي جزئية أخرى في ذات البرنامج المذكور قال السيد نجاح متهكما: كوردستان العراقي. حقيقة لا أدري ماذا أقول عن مثل هذا الكلام… الصادر من شخص لا يُقبل منه العذر لأنه يعلم جيداً أن كوردستان لم ولن يصبح عراقياً لا مع ياء النسب الذي وضعها في ذيل العراق ولا بدونها. عزيزي المتابع، إذا بالمقابل أقول كلاماً يمس ما يدافع عنه السيد نجاح سرعان ما يقولون محمد مندلاوي يتهجم على كذا وكذا، مع أني فقط أرد على من

يمس قامة شعبي الكوردي العريق، ويتهكم بوطني وبمقدساتي القومية والوطنية. وفي جزئية أخرى في البرنامج نفسه قال نجاح محمد علي كلاماً ساذجاً متغطي بكلمة”ربما” الاحتمالية، التي لا يصدقها العاقل ولا المجنون ولا من بينهما، قال نجاح: لماذا لم يكن الكورد هم من حرقوا المقر!!. الطامة، أنه حتى لم يتهم الحزب الديمقراطي الكوردستاني بحرق نفسه،أي: بحرق مقره، بل وفق سرده أنه اتهم عموم الكورد بالقيام بهذا العمل الجبان؟؟؟!!!. وختم نجاح كلامه الملفق بجملة تحريضية أكثر وقعاً علي من سابقتها إلا وهي: مصطفى الكاظمي يعطي لكوردستان – إقليم جنوب كوردستان – كلما تريد – أي: أي شيء يريد- ويضيف: مقابل حرمان الجنوب والبصرة مدينتي كل ما تريد أيضاً، وهي مثل السمكة المحروقة المأكولة والمكروهة. ثم أخرج سمومه من جوفه وقال عن الكورد: أنتم مثل المنشار صاعد واكل نازل واكل. بالله عليك يا نجاح هذا كلام إعلامي يملأ القنوات الفضائية ليل نهار؟؟!! ألم تخجل من ذاتك حين تتفوه بمثل هذا الكلام الرخيص؟؟!!. لنفترض جدلاً أن الكاظمي ومن كان قبل الكاظمي ومن سيأتي بعد الكاظمي أعطوا ويعطوا للكورد أكثر من المحافظات العراقية، أليس هذا حقهم؟؟ ألم تساوي العراق 4500 قرية كوردية مع الأرض؟؟ ألم تساوي العراق العديد من الأقضية الكوردية مع الأرض؟؟ ألم تعرب العراق المدن والقرى الكوردية وطرد أهلها الكورد؟؟ ألم تقطع العراق 16 وحدة إدارية من أصل 32 من محافظة كركوك الكوردية وألحقتها بمحافظات أخرى وذلك من أجل تعريب كركوك الكوردية الكوردستانية؟؟ ألم يقتل العراق 182000 كوردي في عمليات الأنفال سيئة الصيت؟؟ ألم تقل أنت في ذات البرنامج أن قتلى مدينة حلبجة 11000 مواطن كوردي وليس 5000 آلاف كما صرحوا به، وذلك بسبب عدم نشر الفزع والرعب بين المواطنين؟؟ ألم تهجر العراق نصف مليون كوردي فيلي إلى إيران ومن ضمنهم عائلة عمك؟ واحتجز نظام حزب البعث المجرم الآلاف من شبابهم في معتقلاته ومن ثم صفاهم جسدياً بدم بارد الخ الخ الخ، أليس كل هذا يجب أن يعوض مادياً ومعنوياً من قبل البلد الذي قام بهذه الجرائم التي يندى لها الجبين؟؟. يا نجاح، أمريكا (الكافرة) أسقطت طائرة ركاب إيرانية بالخطأ على بحر الخليج، ثم قامت فيما بعد بتعويض أهالي الضحايا بثلاثة ملايين دولار عن كل ضحية. يا نجاح محمد علي، أن لم تعد كوردياً كما يجب، فكن إنساناً متحضراً يحمل في داخله ولو قليلاً من الإنصاف والذمة والضمير، يستصرخ الحق والعدالة بقلمه أو بلسانه وينتقد القيادات الشيعية التي خرقت أكثر من 60 مادة دستورية، التي أقسمت على القرآن على الالتزام بكافة بنوده، لكن القيادات الشيعية الحاكمة تنفذ المادة التي في صالحها وتترك المادة التي عند تطبيقها فيها شيئاً ما لصالح إقليم كوردستان وشعبه الجريح. أرجو منك يا نجاح أن ترد علينا سلباً أو إيجابا.

” مكونات الخبث لؤم، وخسة، وكذب”

27 10 2020

شكراً على القراءة

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here