إذا إرادتَ أن تعرف من هو الجاني فعليك معرفة من هو المستفيد !

إذا إرادتَ أن تعرف من هو الجاني فعليك معرفة من هو المستفيد !

بقلم مهدي قاسم

أعتقد أن أعظم نعمة التي منحها لي الله و ربما لغيري أيضا هو نعمة العقل بالدرجة الأولى والأخيرة ..

لأنه بواسطة العقل السليم والمنطق القويم نستطيع أن نستنبط ونستقرأ طبيعة الأمور وتطورات الأحداث لنخرج بنتائج منطقية تكون أقرب إلى سياقات وإيقاعات الواقع المتفاعلة و المعاشة يوميا منها إلى تخيلات سفسطائية أو هلوسة هاذية بدون أي معنى ..

ولكن قبل أن ندخل إلى تفاصيل فلابد من أن نذكر هنا حقيقة معروفة في علم الإجرام و مستنتجة من سياقات تحقيقات جنائية و قضائية و التي تقول :

ــ إذا كنت تريد معرفة منهو الجاني في ارتكاب جريمة ما فعليك معرفة من هو المستفيد منها ..

إذ أن أغلب الجرائم التي ترتكب دافعها نفع أوكسب أو تغطية لأثار جريمة ما ، أو هروبا من وضع محرج ..

ولو استعملنا هذا التفكير المنطقي تحليلا واستقراء لمعرفة من هم الذين يقفون وراء المندسين و المشاغبين تنظيما و تحريضا لتشويه سمعة المتظاهرين لعرفنا على الفور أنهم من أحزاب السلطة الفاسدة التي ترى في اندلاع التظاهرات تهديدا لسلطتها اللصوصية وزعزعة لأركان حكمها السرطاني فسادا ، فضلا ( وهذا هو عامل خطر آخر الذي يرعبهم فعلا ) نقول فضلا عن خوف من احتمال الملاحقة والمساءلة والمقاضاة عقابا على جرائمها السياسية والأمنية والاقتصادية التي لا تُعد ولا تُحصى ..

و إذا أضفنا إلى كل هذه الوقائع والمعطايات المنطقية والسليمة حقيقة مقتل نحو 700 من متظاهرين وإصابة أكثر من 25000 متظاهرين آخرين ، دون أن نضيف إليها عمليات خطف وتعذيب وتغييب شبه يومية ، و على الطريقة الصدامية البارعة والمتقنِة جدا من قبل ” ضحاياه ” السابقين!! ، لعرفنا و أدركنا فورا ، بأنه ما من أحد غير أحزاب سلطة الفساد وكذلك ميليشياتها ذات الولاء الإيراني وجيوشهم الإلكترونية ، هم الذين يقفون خلف الإساءة إلى سمعة المتظاهرين ، و ذلك لهدفين أساسيين ومهمين بالنسبة لهذه الأحزاب والمليشيات :

ــ أولهما عدم نجاح أهداف التظاهرات الإصلاحية الشاملة لكونها تعني نهاية لصوصية هذه الأحزاب للمال العام بل و فقدانها لامتيازاتها الملكية ، كملوك صغار !! ، بعدما كانوا أذلاء خرتيت عند أجهزة المخابرات الإيرانية والسورية وأنصاف شحاذين ، أما ثانيهما فهو حرمان المتظاهرين من تعاطف ودعم وتأييد شعبي واسع ، من خلال إثارة استياء ونفور واستهجان شعبي من جراء فوضى أمنية و حرق إطارات و مقرات و دوائر بلديات و قطع شوارع و جسور ..

إذ من المعروف أن أغلبية الناس ينفرون من أعمال العنف والفوضى والتخريب و من أية جهة كانت .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here