محمد وذاح
لاشكّ أنّ حالات الانتحار المتصاعدة بالعراق وبشكل ملحوظ وخطير، ومنها مع الأسف حادثة جديدة حصلت قبل قليل بالقرب من مسكني، حيث أقدم صبي في مقتبل العمر على قتل نفسه، لا تمثل استسلامًا بقدر ما كان هجومًا على المنظومة والمجتمع بأكمله، ولكنّ الانتحار جريمة قد تورّط الإعلام ورواد ومواقع التواصل الإجتماعي بارتكابها ربما عن غير قصد!
وقد يصح القول أنّ هؤلاء لم ينتحروا، إنّما نحن نساعد على قتل أنفسهم!
فتقول دراسة قرأتها مؤخراً؛ إنّ انتحار أحدهم، يعطي ضوءًا أخضر لأولئك الذين يفكّرون بالإنتحار لاتخاذ قرار مماثل، فينتحروا بدورهم.
وهو ما يولّد حالات انتحار عنقوديّة في المجتمع الواحد، ويُطلق على هذه الحالة “Werther Effect” كما أسماها ديفيد فيليبس – البروفيسور في علم الاجتماع بجامعة كاليفورنيا نسبةً إلى تأثير رواية (The Sorrows of Young Werther) للأديب الألماني يوهان غوتيه، والتي أدت إلى انتحار عدد كبير من الشّباب تمامًا كما فعل بطل الرّواية، حتّى أنّ الكنيسة اضطرّت لسحب الرّواية من السّوق.
يؤكّد فيليبس أنّ حالات الانتحار تزداد في الفترات التي تعقب نشر وسائل الإعلام خبرًا عن حالة انتحار. وكلما أظهر الإعلام تعاطفًا مكثّفًا مع الضّحية الأولى، كلّما ازدادت الحالات أكثر.
في الختام، أرى أنّ اختيار وتحديد المصير سواء أراد الفرد استكمال حياته او انهائها هو حرّية شخصيّة، لكنّها قد تتحوّل إلى أذى للمجتمع بمجرّد ان يعرف جارنا في المبنى أنّنا انتحرنا.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط