الانتخابات الأمريكية، أين مصلحة العراق فيها؟

الانتخابات الأمريكية، أين مصلحة العراق فيها؟

احمد صادق.

” إذا كان للعراق مصلحة في فوز احد المرشحين للرئاسة الأمريكية، (جو بايدن) أو (دونالد ترامب،) فإن في فوز ترامب، رغم سيئاته الكثيرة، مصلحة للعراق شرط أن لا يتدخل في شؤون العراق الداخلية وله أن يحتفظ بعلاقات سياسية متكافئة وله أن يتدخل في شؤون دول أخرى مجاورة ولكن ليس عن طريق العراق! (ترامب) لا يريد الإبقاء على قوات ولا قواعد عسكرية في العراق، كما هي سياسته المعروفة في هذ المجال ومنها اتفاقه مع (طالبان) لسحب القوات من أفغانستان وقراره سحب جزء من قواته من ألمانيا. وما الإبقاء على قوات وقواعد عسكرية قليلة العدة والعدد في العراق إلا لغرض مراقبة إيران في المنطقة، كما يقول. أما فوز (بايدن) فإنه سيعيد إحياء مشروعه سيء الصيت في تقسيم العراق إلى ثلاث أقاليم، ولهذا المشروع المشئوم من يؤيده في الداخل، في كردستان العراق والمناطق الغربية. فجماعة كردستان يعتَبرون في حكم الإقليم المستقل بما يتمتعون به من صلاحيات وامتيازات وفرها لهم الدستور العراقي/الأمريكي إضافة إلى تجاوزاتهم على حكم المركز ومماطلتهم ومراوغتهم في المفاوضات مع الحكومة المركزية التي مضى عليها سنوات بلا نتيجة فيما يخص الموارد الاقتصادية، النفط والمنافذ الحدودية والمطارات والميزانية ….. التي هي من أولوياتها السيادية. إن الأكراد لا ينقصهم شيء إلا الإعلان رسميا باستقلال الإقليم لتتم أفراحهم القومية! ونحن أيضا سنفرح لفرحهم لولا أن إسرائيل ومخابراتها ستكون على حدود العراق الشمالية، قريبة من بغداد! …. أما جماعة المناطق الغربية فينتظرون الفرج على يد السيد (جو بايدن) لعله يفوز ويبعث مشروعه في تقسيم العراق إلى الحياة مرة أخرى! أما من يؤيد مشروع التقسيم في الخارج فإن إسرائيل تقف في مقدمة الداعين والعاملين والمحرضين والمروجين إلى تحقيق مشروع تقسيم العراق، فالعراق هو عدوها الأول والأخير، (وسبق أن قلنا لو أن إسرائيل استطاعت فقط التطبيع مع العراق لكان هذا كافيا وافيا ومرضيا مفرحا لها ولغطى على كل تطبيع مع أي دولة عربية!) كما أن بعض محميات الخليج تنتظر اليوم الذي يكون العراق فيه مقسما لتقليص نفوذ الشيعة في العراق المُقسَّم إلى أقاليم ثلاثة لإضعافهم وعزلهم والتخلص، ربما، منهم في نهاية المطاف!! …..!

بغداد 30/10/2020

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here