فرسان التظاهر في ساحة التحرير يترجلون استراحة مؤقتة !

بقلم مهدي قاسم

سواء بإرادتهم الحرة  أو بفعل استخدام القوة انسحب المتظاهرون من ساحة التحرير ، حيث قامت السلطات الأمنية  في أعقابها برفع خيمهم و تنظيف الساحة ومحيطها من بقايا أغراض  وأشياء من خرق وركام متناثرة  ، بعد  صمود  بطولي و جهود و تحمل و طاقات جبارة بذلها المتظاهرون تحت أمطار غزيرة ومتواصلة من قنابل خارقة للجماجم ورصاصات القتل والغدر والاغتيال  والاختطاف و التغييب ، مصحوبة بتهم العمالة والجوكرية !!.. بالطبع إلى جانب تقديم أكثر من 700 متظاهرا شهيدا من  أضحية الحرية والوطن ضحوا من أجل تحقيق السيادة الوطنية ولكن بالأخص لكي  يحصل غالبية الناس على الخبز والعمل والخدمات الجيدة إلى جانب القضاءعلى مظاهر الفساد ، وقد تحقق بعض مطالبهم بشكل من الأشكال ، مثل تعديل قانون الانتخابات ، بينما قسم آخر لا زال موجودا  تحت سلة وعود الكاظمي المثيرة للشك و الريبة على صعيد التحقيق و التنفيذ ، علما أنه سبق  لمقتدى الصدر أن أضعف قوة التظاهرات في ساحة التحرير عندما أحتل المطعم التركي بعض أتباعه من أصحاب القبعات الزرق زائد ا الاعتداء الوحشي  عليهم  بالسلاح الأبيض  طعنا و قتلا و غدرا وضيعا يليق بأخلاقية مقتدى الصدر ..

غيرإن أهمية هذه التظاهرات و نتائجها الأخرى الأكثر اهمية كانت ولا زالت تكمن في  إيقاظ و تحريك الوعي الوطني ــ الذي شابه  شيء كثير من شحوب وبهوت ، بسبب التخندق الطائفي المحتقن سابقا ــ عند الشارع العراقي وخلق أمل كبير ـ بعد يأس مطبق من إمكانية التغيير  خيم طويلا  ـ في التغيير الجذري إذا تظافرت و تماسكت  الجهود الجماعية لصفوف المجتمع في بوتقة واحدة تقودها إرادة الشعب  الموحدة أو غالبية العراقيين   ــ سعيا ــ في التغيير والإصلاح نحو أفضل و أحسن  ، وهو الأمر الذي ارعب  أحزاب سلطة الفساد ممن وجدوا في هذه التظاهرة تهديدا حقيقيا  وخطيرة  لكراسيهم المخملية ومصالح دول الجوار التي نصبوا أنفسهم وكلاء وقحين   للدفاع عنها في العراق علنا ، غير  المضحك و فداحة الغباء المستفحل عند هؤلاء وكتبتهم البائسين هو وصف المتظاهرين ـ وبدون استثناء ـ بالعملاء  والجوكرية في الوقت الذي هم يعلنون وعبر فضائيات عن عمالتهم للنظام الإيراني و يلتقون في السفارة الإيرانية في بغداد مع السفير الإيراني  على شكل  طابور مخز ومعيب..

أليس أمرا غريبا وعجيبا أن عملاء  مكشوفين في الهواء الطلق و مفضوحين بعظمة لسانهم يتهمون أناسا وطنيين شرفاء وفقراء وعاطلين عن العمل لفترة طويلة بالعمالة والجوكرية  وهم  الذين كل ذنبهم هو الحصول على خبز وعمل و خدمات جيدة  فحسب ؟..

و إذا عرفنا أن مركز الانتفاضة قد انتقل إلى محافظة ذي قار البطلة وبزخم أقوى مما كان في ساحة التحرير ، فيمكن القول أن انتفاضة تشرين لا زالت بخير رغم كل أعمال التآمر و القتل الهمجي المتواصلة .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here