ايران بين مطرقة ترامب وسندان بايدن

يقول المثل,حدث العاقل بما لايليق’فان صدق,فلاعقل له
لذلك فكل من يصدق بأن امريكا,غزت العراق,متحدية الرأي العام العالمي والامريكي,عندما شنت حربا ضروسا,خسرت خلاله الرجال والمال,وسمعتها الدولية,عندما قامت بارتكاب افضع الجرائم بحق ذلك الشعب الامن,وعملت على تمزيقه واشاعة الفتن والحروب البينية,ثم شيدت اكبرسفارة لها في العالم,في بغداد,بعد ذلك تتخلى عنه,وتغادره,وتمنحه لقمة سائغة لعدوتها اللدودة ايران!دون خطة او نية للعودة مرة اخرى,بقوة وزخم اكبر
فهو فعلا لاعقل له
بل في الحقيقة,والتي لايمكن ان يجادل فيها عاقلان,بأن الامريكان اختارواالعراق,واحتلوه من اجل انشاء قيادة مركزية تتولى تحقيق المصالح الامريكية في كامل المنطقة,لكن البعض لايفهم ان المخططات الاستراتيجية تستدعي,التغييروالتعديل احيانا.
فعندما وقع الاحتلال,ووجه بمقاومة شرسة من قبل الشيعة والسنة,وعندما وقعت بعض الخسائر في صفوف جنود الاحتلال,قرروا القيام بخطة جديدة,وعن طريق خلط الاوراق,واشغال الاعداء بتصفية بعضهم,وتلك كانت ستراتيجية اخبث رئيس امريكي,وهو,اوباما,فوقع مع رجل ايران نوري المالكي اتفاقية تنص على الانسحاب من العراق,ونفذها فعلا في نهاية عام 2011,وفتح ابوابه واسعة امام التغلغل الايراني,وفي نفس الوقت تامرمعهم على انشاء ماسمي بدولة العراق الاسلامية,وبالاتفاق والتنسيق مع تركيا,والتي اوكل اليها جمع وتدريب المجاهدين من كل انحاء العالم,وزجهم في سوريا والعراق,ومساعدتهم على احتلال اجزاء كبيرة من اراضيهم,وذلك من اجل تبريرعملية تدميرواسعة لمناطق السنة,وخاصة مدينة الموصل,بحجة تحريرهامن سيطرة الدواعش,ولان اوباما كان على اطلاع واسع وجيد على نمط تفكيرالايرانيين واطماعهم في المنطقة,فقد وقع معهم,الاتفاق النووي,والذي سمح لهم بتحرير 150 ملياردولارمن اموالهم المجمدة,وكانت خطته محكمة,اذ شجع ذلك الايرانيين على التمادي,فازداد الموقف العام اشتعالا,وصرفت كل تلك الاموال على السلاح والميليشيات,ذلك ادى الى اقتناع معظم الشعوب المنكوبة بالميليشيات,بأن ايران هي مصدركل الشروالارهاب,وانه لايمكن لاي شعب ان يعيش حالة امن واستقرار مادامت ميليشياتها تتحكم في كل شيء,واصبح لابد من التعاون مع امريكا من اجل طردهم,والتحرر من شرورهم,فاصبح معظم من قاوم الامريكان,سابقا يرى فيهم اليوم منقذا,
وهذا هو فن السياسة
اليوم ومن خلال متابعتي لمعركة الانتخابات الامريكية,لاحظت,أن النظام الايراني يترقب,وبلهفة واهتمام كبيرين,نتائجها,
وعلى امل ان تتحقق استطلاعات الرأي,والتي اغلبها,تتوقع بأن الرئيس ترامب سوف يخسرها,خصوصا ان السيد بايدن وعد,وفي حالة فوزه, باالعودة الى الاتفاق النووي,وكأنما فهموا بان ذلك سيعني الغاء كل القرارت التي اتخذها الرئيس ترامب ضدهم
والحقيقة بأني اعجب من هذا النمط من التفكير والتحليل السياسي,فيبدوأنهم يتجاهلون,أوربما يجهلون,بأن
شخصية,أوهوية الرئيس الامريكي لاتؤثرفي مبادئ واوليات السياسة الخارجية,والخطط الستراتيجية الامريكية واجندتها في المنطقة,والتي,قطعا,ومنطقيا,لن تسمح في نهاية الامرللنظام الايراني ان يحقق اية مكاسب خارج حدود جمهوريته الاسلامية الايرانية,
كما ان هناك امر,في غاية الاهمية,وهو ان القرارات التي اتخذها الرئيس ترامب,جرى توثيقها كقوانين ملزمة,ولايستطيع اي رئيس امريكي قادم ان يلغيها,وان رغب في ذلك فعليه ان يخوض معركة قانونية,ستأخذوقتا طويلا,قد يمتد سنوات,من اجل ان تلغى,هذا ان توفرالنصاب القانوني في مجلسي الكونغرس,والذي لازال مجلس الشيوخ دو اغلبية جمهورية,ولن يتأثر بشخصية الرئيس القادم
لذلك فبقاء ترامب افضل كثيرا للايرانيين,لانه ان فاز,فسوف لن يتبقى لهم امل بالمقاومةو سيجبرهم على قبول شروطه والانسحاب الى داخل حدود ايران والعمل على تطوير بلدهم والاهتمام بمشاكل شعوبهم المنكوبة
اما اذا فاز بايدن,فربما سيجرهم الى فخ اخر,ويستدرجهم الى حالة من الركض واللهاث وراء سراب,وينتهي بهم الى نفس النتيجة,لكنهم سيكونوا انذاك قد خسروا الوقت والمال,والكثير من الرجال

مازن الشيخ

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here