موقع إخباري: جهود الإعمار فـي الأنبار كلفت 20 مليون دولار

ترجمة/ حامد أحمد

بعد مرور ثلاث سنوات على تحرير آخر معقل لداعش في العراق بدعم من التحالف الدولي، فان وضعا اقتصاديا ضعيفا ناجما عن هبوط اسعار النفط وعدم استقرار اقليمي ساهما الى حد كبير في افساد الآمال بحركة اعادة اعمار سريعة لمناطق تضررت كثيرا بسبب داعش او خلال معارك لتحرير الاراضي منه.

الى ذلك، فقد تم مؤخرا اكمال عدد من المشاريع شاسعة المساحة في محافظة الانبار غربي العراق، التي تعتبر واحدة من اكثر المحافظات تضررا بعنف داعش والمعارك التي دارت فيها لالحاق الهزيمة بالتنظيم الارهابي وهناك مشاريع اخرى قيد الانجاز.

وضمن محاولات مبذولة لجلب مزيد من الاستثمار، قال محافظ الانبار علي فرحان الدليمي في تصريح متلفز له إن “المبلغ الذي خصص للمحافظة كجزء من قرض للبنك الدولي البالغ 20 مليون دولار قد تم انفاقه باكمله على مشاريع في المحافظة”.

ويضيف ان “شركات تركية كانت تعمل في الصحراء وان مطار الانبار سيدخل مرحة التشغيل قريبا وهناك مشاريع استثمارية ضخمة قادمة للمحافظة”.

تشترك محافظة الانبار بخط حدودي مسامي طويل مع سوريا والاطول مساحة في العراق مع تجمعات سكانية متباعدة ومساحات صحراوية شاسعة يصعب مسكها امنيا بشكل كامل ومناسب. المتحدث السابق باسم التحالف الدولي، مايلز كاغينز، قال للمونيتر ان “القوات الاميركية قد سلمت عدة منشآت في قواعد عسكرية خلال هذا العام واغلب القوات الباقية تتواجد في بغداد واقليم كردستان او في قاعدة الاسد في الانبار”.

وتقول مراسلة المونيتر الصحفية الاميركية، شيلي كيتلسون، ان “محمد الكربولي وهو عضو برلمان بارز قد ذكر لها خلال مقابلة جرت في بغداد شهر كانون الثاني بان تشكيل اقليم سني قد يكون طريقا لاعادة اعمار البلاد”، مشيرا الى ان “الانبار غنية بموارد لم تٌستخدم بعد”. وفي 26 تشرين الاول اعلن برنامج التنمية التابع للامم المتحدة ان اعادة اعمار جسر الرمانة، الذي تضرر كثيرا خلال الحرب ضد داعش، قد اكتمل العمل به وان ما يقارب من 75,000 شخص من ابناء محافظة الانبار سيستفيد من هذا الانجاز.

وقال حميد الهايس، زعيم عشائري من اهالي الانبار، في لقاء معه بتاريخ 12 تشرين الاول للمونيتر إن “الوضع الامني في المنطقة جيد بشكل عام”، مشيرا الى “اعادة تأهيل مصفى حديثة النفطي في الانبار الذي تم الانتهاء منه”، مؤكدا ان “الامور تعتبر اشارة لتقدم ومحفز كامن لنمو اقتصادي اكبر”.

الاسبوع الماضي تم اختطاف مهندس كان يعمل باعادة تأهيل جسر آخر على بعد 50 كم شرقي الرطبة. مصادر محلية قالت ان مثل هكذا حوادث التي كانت تعتبر شائعة في الماضي اصبحت الان نادرة الحدوث في الانبار والسبب يرجع لتحسن الوضع الامني.

مسؤولون محليون ووجهاء عشائر حذروا كثيرا من انه بدون جهود اعادة اعمار مهمة وزيادة فرص العمل، فان شباب الانبار قد يقعون ضحية تجنيد من قبل مجاميع ارهابية متطرفة.

من جانبه، قال ربيع الكربولي، رئيس عشيرة الكرابلة في القائم، في حديثه للمونيتر إن “اعمال التهريب ما تزال تشكل تخريبا للاقتصاد المحلي وتساهم في عدم استقرار المنطقة”.

ويضيف رئيس العشيرة ان “اعمال التهريب تتم بالتنسيق مع قوات تعمل على حراسة الحدود مع سوريا، وتشتمل على تهريب اغنام وحبوب ومواد غذائية وبضائع اخرى”.

ويلفت الكربولي الى ان “هناك فراغا امنيا كاملا على امتداد منطقة صحراوية واسعة قرب القائم”، مشيرا الى “معلومات يتم تداولها عن وجود خلايا صغيرة من مسلحي داعش في هذه الصحراء يمارسون اعمال ابتزاز ضد رعاة اغنام”.

ويضيف الكربولي قائلا: “ادعو الى استخدام طائرات مسيرة لمراقبة ومتابعة هذه المجاميع في الصحراء مع تكليف قوات امنية مدربة جيدا بمزيد من مهام الملاحقة ضد هذه المجاميع في الصحراء”. الشيخ الكربولي لم يحدد نوعية القوات التي اشار لها، ولكن كثيرا من افراد عشيرته تم تدريبهم في السنوات السابقة والاشراف عليهم من قبل قوات خاصة دنماركية في التحالف الدولي، كجزء من قوات الحشد المحلية التي تدعى قوات لواء اعالي الفرات.

وتقول المراسلة كيتلسون انه “في بداية عام 2018 وفي لقاء مع الحلبوسي الذي كان بمنصب محافظ الانبار في حينها قبل ان يصبح رئيسا للبرلمان ذكر بان اكثر من 100 جسر في المحافظة قد تم تدميره من قبل داعش او خلال الحرب ضده وانه يتطلب فترة سنتين لجعل الانبار تنشط من جديد”.

مع إعادة تأهيل كثير من الجسور بشكل كامل واعمال اخرى جارية لتطوير البنى التحتية، فان اهالي الانبار يتطلعون الى عدد كاف من الاستثمارات لتوفير فرص عمل لشبابها وقد يتطلعون ايضا لامكانية تشكيل اقليم سني طال الحديث عنه.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here