هل بدأ الكاظمي يفقد فرصته مع تساقط بعض من رتوشه ؟

بقلم مهدي قاسم

قلنا في مقالاتنا السابقة إن الكاظمي  يستحق فرصة ليحقق طموحاته أو ــ على الأقل ــ في أن يثبت فشله ــ فربما هذا هو الراجح و اكثر احتمالا  ـــ   مثلما قلنا نفس الشيء عن قاتل المتظاهرين عادل عبد المهدي أبان تسنمه منصبه كرئيس للحكومة العراقية ، طبعا ، مع عدم تعليقنا آمال كبيرة لا على هذا ولا على ذاك ، لعلمنا إن كليهما قد تخرجا من المنطقة الخضراء للساسة للفاسدين ، فمن هنا عدم الاستغراب لفشل الكاظمي المتوقع  بقدر ما سنستغرب لنجاحه  إذا حدث ذلك بضربة من ضروب  معجزة استثنائية ونادرة جدا !، علما أنه في البداية حقق أشياء لا بأس بها  وقد كتبنا عن ذلك وأشدنا بها ، مثلما كتبنا عن المالكي وأشدنا به آنذاك عندما قام في بداية ولايته الأولى ببعض إنجازات يتيمة لصالح الناس ، فمثلما المالكي فكذلك الكاظمي أيضا أخذ يراوح في مكانه مع تركيز على الجعجعة الإعلامية والظهور المهووس تحت الأضواء اجتراحا لبطولات وهمية ، ربما تغطية على عجزه عن  القيام بإصلاحات جذرية و شاملة  تنتظره بنفاد صبر ، و خاصة على صعيد إرجاع العافية للاقتصاد العراقي عبر عملية ترشيق و ترشيد لنفقات  الدولة والحكومة ووقف الهدر التبذير في دوائر ومؤسسات الدولة والحكومة ، فضلا عن تنويع مصادر الدخل الإضافية ــ وهوالشي الأهم والمصيري للاقتصاد العراقي حاليا ، بدلا من الاعتماد الكلي على عملية الاقتراض  ذات الآثار السلبية جدا مستقبلا ، لتشغيل وتميل نفقات الدولة الإدارية والتشغيلية وغيرها ، و لكن أيضا الإيفاء بالوعود التي قطعها على نفسه أمام بعض  أهالي الشهداء ، مثل أهل  هشام الهاشمي و ريهام  ، وهو يدق على صدره تاكيدا على كلمة صدق و شرف !! ، في أنه سيقدم على ملاحقة و اعتقال ومعاقبة قتلة المتظاهرين الشهداء ، فنحن حتى الآن لم نسمع بأعتقال ولا واحد من هؤلاء القتلة و تقديمه للمحكمة ، و بدلا من ذلك أخذ يضغط على المتظاهرين باتجاه إنهاء تظاهراتهم بأساليب  خبيثة و ملتوية و على طريقة  من يقتل القتيل ويمشي خلف  جنازاته باكيا  لاطما !! ، حتى بدأنا نرى أن جزء من رتوشه  و كثافة مكياج مزاعمه الوطنية والإصلاحية الجذرية أخذت تتساقط شيئا فشيئا ، فهنا نحن بانتظار سقوط آخر لطخة من تلك الرتوش ، ليبدو ” الملك ” عاريا إلا من ورقة توت فحسب..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here