المعمم والمثقف

المعمم والمثقف، الدكتور صالح الورداني
—————-
لماذا التباعد بين المعمم والمثقف والتنافر القائم بينهما؟
ومن هو المعمم. ومن هو المثقف؟
وهل المعمم يمثل الدين والمثقف خارج دائرة الدين؟
والحق ان ظاهرة المعممين بدعة توطنت في واقع المسلمين مع بروز المؤسسات الدينية التي عملت على احتكار الدين بدعوى حمايته والحفاظ عليه..
من هنا أصبحت المؤسسات الدينية تنظر بعين الشك لكل من يحاول الخوض في الدين من خارج دائرتها..
او يوجه النقد لها،باعتبار أنها الجهة الشرعية التي يحق لها النطق باسم الدين وتفسيره..
ومن هنا أيضا نشأت الخصومة مع من هم خارج هذه المؤسسات،من أهل الفكر والعقل والبحث والدرس..
او من يسمون بالمثقفين..
وإذا كانت ظاهرة المعممين بدعة فإن المؤسسات الدينية أيضا بدعة من صنع الحكومات..
والدين لم يكن ابدا وظيفة..
ولم يكن ابدا ينحصر في هيئة او مؤسسة..
ورجل الدين-اذا سلمنا بهذا التعبير- لا يتمتع بأية قداسة..
ولما كانت المؤسسات الدينية تعتمد التراث كمصدر للتعبير عن الدين وتضفي عليه القداسة..
أصبح المعمم الذي ينتمي لهذه المؤسسات يتعصب لهذا التراث وينبذ الناقد له،بل ويكفره في احيان كثيرة..
وهو ما يؤدى بنا إلى القول بأن الصدام بين المعمم والمثقف يكمن في عقل الماضي..
والمعمم هو متمذهب في الحقيقة..
والمثقف هو متمرد على المذهب لا على الدين..
إلا انه لا يمكن الحكم بأن كل المعممين مغيبين ،فقد برزت من بينهم العديد من الشخصيات التي اعلنت تمردها على الخرافة والموروثات..
ودعت إلى تحكيم العقل والتجديد كمحمد عبده والشيخ حسن العطار والشيخ محمد الغزالى والشيخ عبد المتعال الصعيدى وهم من رجال الأزهر..
و الشيخ النائينى ومحسن الحكيم وشريعت سننغلى والخالصي ومحمد باقر الصدر ومحمد مهدى شمس الدين والشيخ محمد الر كابي وفضل الله ..
ولا يمكن الحكم بأن كل المثقفين مغرضين،فقد برزت من بينهم العديد من الدعوات الصادقة كدعوة رفاعةالطهطاوي ومحمد إقبال ومصطفى محمود وحسن الترابي على مستوى السنة..
وعلي شر يعتى وعبد الكريم سر وش على مستوى الشيعة..
أن ازدياد حالة الإحباط واتساع الهوة بين الإسلام والمسلمين..
وانتشار الإلحاد بين الشباب..
وعدم وجود نظرية للتقدم والنهوض بالمسلمين..
ذلك كله دليل على فشل المعممين..
وفشل المؤسسات التي تدعمهم..
من هنا يمكن القول ان العصر القادم هو عصر المثقف لا عصر المعمم..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here