جدل فلسطيني حول مشروع المصالحة

أثارت تصريحات بعض القيادات الفلسطينية مؤخّرًا جدلًا فلسطينيا وطنيّا حيال مشروع المصالحة ومستقبل العمليّة السياسيّة الفلسطينية في الأشهر القليلة القادمة.

يُعدّ إعلان حركتيْ فتح وحماس عن انتخابات فلسطينية مشتركة حدثًا وطنيًّا بارزًا، إذ لم يحصل أن اتّفق الطّرفان على إجراء انتخابات جامعة تُشارك فيها الضفّة الغربيّة

وقطاع غزّة على حدّ سواء منذ 14 سنة. يُذكر أنّ السبب الرئيسي للشقاق الحاصل بين فتح الحاكمة في الضفة الغربية وحماس في قطاع غزّة هو العمليّة العسكرية التي قامت بها حماس قبل 13 سنة، والتي من خلالها افتكّت الحكم في غزّة.

وحسب رأي معظم المحلّلين السياسيّين فإنّ العمليّة التي أقدمت عليها حماس آنذاك خلّفت شرخًا عميقًا في المجتمع الفلسطيني لا يزال ماثلًا إلى اليوم. هذا وإنّ المجهودات التي تقوم بها فتح وحماس الآن من أجل إصلاح ما فسد في الماضي مهمّة، لكنّها ليست كافية، حسب آراء المحلّلين.

وبالعودة إلى تصريحات السياسيّين الفلسطينيّين، أثار تصريح صبري صيدم، القياديّ بحركة فتح، جدلًا فلسطينيّا داخليّا، إذ أكّد هذا الأخير الأقوال والفرضيّات التي تدّعي أنّ حركة حماس تُماطل نظيرتها فتح منذ مدّة في علاقة بمداولات ونقاشات المصالحة الوطنيّة. تصريح صبري يصبّ في الاتّجاه نفسه للمكالمة المسرّبة التي جمعت القياديّْيْن بحركة فتح روحي فتوح وتوفيق الطيراوي.

الطّريق نحو المصالحة الوطنيّة طويل. هذا ما يُقرّه الواقع والتاريخ. يعتقد الكثيرون أنّ المصالحة اليوم لن تنجح إلّا إذا كانت هناك إرادة وطنيّة حقيقيّة من معظم الأطراف السياسيّة الوازنة، وهو ما يتساءل حياله الكثير: هل توجد إرادة حقيقية في فلسطين للقطع مع الماضي ؟

مراد سامي
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here