نظرية الترجمة

نظرية الترجمة
ترجمة: هاشم كاطع لازم – أستاذ مساعد – البصرة
تأليف: جوان دانييل بيريز فاليجو1 Juan Daniel Perez Vallejo
تهتم نظرية الترجمة Translation Theory بدراسة المباديء الخاصة بالترجمة ، وهذه النظرية تستند الى قاعدة صلبة تتصل بفهم الكيفية التي تعمل بموجبها اللغات. ونظرية الترجمة تؤمن بأن اللغات المختلفة تتناول المعنى بأشكال متنوعة ، مع ذلك تقود المترجمين لأيجاد سبل مناسبة للحفاظ على المعنى مع أستخدام أكثر الأشكال مناسبة لكل لغة من اللغات. وتضم نظرية الترجمة مباديء حول ترجمة اللغة البلاغية والتعامل مع المزاوجات المعجمية غير المناسبة والأسئلة البلاغية وعلامات التماسك اللغوي والكثير من المواضيع الأخرى الحاسمة للترجمة.
وهناك في الأساس نظريتان متنافستان في ميدان الترجمة ، ففي النظرية الاولى يتمحور الغرض السائد في التعبير الدقيق ، قدر الأمكان ، عن كامل القوة والمعنى لكل مفردة وعبارة موجودة في النص الأصلي. أما في النظرية الثانية فيكمن الهدف الرئيسي في التوصل الى نتاج مترجم لايبدو وكأنه ترجمة على الأطلاق أنما يتحرك بشكله الجديد وبالسهولة ذاتها التي كان يبدو عليها في اللغة المصدر. ولايمكن لأي مترجم متمكن أن يتجاهل أيا من المنهجين المذكورين.
ولكي ينجز المترجمون مهامهم على أكمل وجه يتعين عليهم أن يحققوا ثلاثة متطلبات مهمة حيث يتوجب عليهم أن يكونوا على الفة مع:
اللغة المصدر.
اللغة الهدف.
المادة التي يتوجب ترجمتها.
أستنادا لى ذلك يعمد المترجم الى أكتشاف المعنى الكامن وراء الأشكال اللغوية في اللغة المصدر source language ومن ثم يبذل قصارى جهده لتحقيق المعنى ذاته في اللغة الهدف target language من خلال أستخدام الأشكال والتراكيب اللغوية للغة الهدف. وعليه فأن مايتغير هو الصيغة والرموز ، أما المعنى والرسالة message فلابد من بقاءهما على حالهما دون تغيير (لارسن Larson ، 1984).
وقد قام المترجم والكاتب المنتمي الى الحركة الأنسانية 2 أيتينيه دوليه Etinne Dolet بأولى المحاولات التي سعى من وراءها لوضع مجموعة من القواعد أو المباديء الأساسية لتكون مرجعية في(الترجمة الأدبية) حيث أبتدع في عام 1540 قواعد أساسية للترجمة شكلت قاعدة رصينة للمترجم الممارس لهذه المهنة عمليا.
ويتعين على المترجم أن يعي تماما المحتوى الذي صاغه المؤلف الذي يعكف على ترجمة عمله المعرفي، وكذلك معرفة مقصده. ولعل أفضل سبيل لبلوغ ذلك يتمثل بقراءة النص بأكمله ليتسنى طرح الفكرة التي يراد التعبير عنها في اللغة الهدف حيث ان أهم ميزة لمثل هذا الأسلوب هي في ترجمة الرسالة الموجهة بوضوح وتلقائية قدر الأمكان. وأذا كانت الترجمة موجهة الى عدد من البلدان فأن على المترجم أن يستخدم المفردات الثقافية لذلك البلد أو تلك البلدان. وهنا لابد أن يعي المترجم ضرورة ترجمة المادة على نحو صحيح ودقيق تفاديا لأحتمال ألتباس الجملة أو المفردة على القاريء باللغة الهدف.
وينبغي على المترجم أن يكون ملما باللغة التي يترجم منها فضلا عن تمكنه المتميز من اللغة التي يترجم أليها ، حيث أن اطلاع المترجم الواسع بكلتا اللغتين سوف يعينه على انتقاء المفردات المناسبة لأن فقدان مثل هذا الأمر سوف يؤدي الى ترجمة تفتقر الى المنطق والمعنى.
ويتوجب على المترجم تحاشي الترجمة الحرفية (كلمة كلمة) لأن مثل هذا التوجه سوف يؤدي الى تدمير معنى النص الأصلي فضلا عن تشويه جمالية التعبير. وهذا أمر هام للغاية لأن النقل الحرفي يمكن أن يؤدي الى أعطاء معنى أو فهم آخر للنص المترجم ، أو أن النص المترجم يفتقر الى الوضوح لدى قراءته.
أن على المترجم أن يستخدم صيغ الكلام المالوفة ، كمايتعين عليه أن يأخذ في الحسبان الجمهور الذي توجه أليه الترجمة وعليه أن يستخدم مفردات يمكن فهمها بسهولة ، ففي جملة مثل “They use a sling to lift the pipes” (أنهم يستخدمون آلة رافعة لرفع الأنابيب) يلاحظ أن الترجمة الموجّهة للفنيين الأختصاصيين سوف تختلف نوعيا عن الترجمة الموجهة للناس العاديين.
————————————————————————————————–
1 أستاذ جامعي يدرّس الترجمة في جامعة (سد ديل كارمن) Cd. Del. Carmen المكسيكية.
2 حركة سعت لأحياء الدراسات الكلاسيكية وتعزيز النزعة الفردية وروح النقد كما تجلى في عصر النهضة. (قاموس المورد) – المترجم

https://www.translationdirectory.com/article414.htm

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here