تهنئة  بمناسبة  فوز السيد جو بايدن برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية  

تهنئة  بمناسبة  فوز
السيد جو بايدن برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية  
 
 
في البداية  نُقدم  التهنئة  الخالصة  لمناسبة  فوزكم  الصريح  والناجز  وثقة  الشعب  الأمريكي  العارمة  بكم  ،   جاء ذلك في لحظة تاريخية حاسمة  تمر بها الأمة   الأمريكية  ، لتكون المنقذ والقائد  لهذه  الأمة  بعدما  أعترآها  الكثير من التصدعات والخيبات  ،  بفعل  تلك العقلية  التي تحكمت  وبظل  أخطاء  استراتيجية  وتراكمات وعمل غير محسوب  قامت به   ، وكنا وكان العالم  مثلنا  يراقب  و يترقب  تلك اللحظة  التي  تحقق  له  الإنتصار والخروج  من تلك الكبوة  التي جاءت على معظم  النظام الدولي العام     .
وأسمحوا  لنا  من خلالكم أن نهنأ  الشعب الأمريكي على صبره وصموده وثباته   وإستماعه لكلمة الحق  التي أزهقت  الباطل   ، وقد  عزز ذلك  مواقف    وإجراءات   من القوى  الليبرالية  والعلمانية  ذات الأهلية   والتي بفعلها  إعادة  الوضع إلى  طبيعته  وإعادة أمريكا إلى موقعها اللائق  ، وإنتشالها  من الفوضى  والإنقسام والعدم  والنزعات العنصرية والتجييش الباطل  في الشارع   ، وهكذا  كانت كلمة الحق هي الفيصل في رسم  سياسات  المستقبل من أجل بناء عالم جديد .
السيد الرئيس : هناك جملة من الأشياء  والقضايا  والملفات  تنتظر الرؤية والحل ،  وهي تحتاج  إلى حزم  وشجاعة  وسرعة  ،   بعدما عبثت بها اليد المراهقة وخربت على العالم ما كان منتظراً ومعهوداً   ،  وكان حقاً  علينا  التذكير ببعضها  للتاريخ والأيام والزمن ،  ونحن شعب العراق  الذي دمرته الحروب والفتن والمواقف الإرتجالية  ، أشد الناس ترقباً  لما كان سيحصل  ،  وأشده حلماً  في أن تكون  ولاياتكم    من أجل تنظيم  الوضع  ومساعدة قوى الحرية فيه ليكون لها  الدور الرئيس   في  بناء العراق  الجديد   ، وأدخال العراق  في منظومة العالم  الحر   ،  وحذف كل ما يعيق  أو يحد   من  حركته ونموه وتقدمه.
ونحن  وأنتم   شهود   على ما يمر به   العراق الشعب والدولة  ،  منذ سنيين  من دمار  وتفتيت ممنهج   ،  وهيمنة  لثلة من الفاسدين  والمنحرفين  على شؤونه ومقدرات شعبه  ، وقد حان الوقت لكي تعطوه نصيباً من  الوقت  و الحق  لما يستحقه   هذا الشعب  من نصرة  ومؤازرة  وعون   ،   وذلك  من أجل   أن يستقر  ويهدأ ويُعاد بنائه من جديد  و رفع المعانات والظيم عن شعبه  المظلوم  .
السيد الرئيس  :  أن  شعوب  ودول  الشرق  الأوسط   غارقة  في بحر من الظلمات ، وإليكم  عيونها  وقلوبها  وعقولها  ترنوا  على أمل ورجاء  ،  في إن تدعموا عجلة التقدم والتحرر   لشعوبها  والتأكيد  الحصري واللازم   في  بناء منظومة  القيم  في  العدل والحرية والسلام   هناك  ، على  أسس وقواعد   متينة  ورصينة  ،  من خلال صنع السلام الحقيقي بين العرب وإسرائيل  وذلك   يتطلب منكم جهداً غير مسبوق لتجعلوا  منه  سمة لعصركم  المنتظر  .
بعدما أضطربت الموازين والقيم وتحطمت الكثير من الإتفاقيات والعهود والمواثيق ، ان خبرتكم في ادارة الصراع قادرة على إيجاد ما هو مناسب من الحلول  لكي  ترضي الجميع ،   صحيح  أن  ليس كل ماكان في المرحلة الماضية سيء وممقوت  ،  بل إن في بعضه ما يمكن التأسيس عليه والبناء والعمل   .
السيد الرئيس :  إن ثقة  الشعب بكم  وأنتقال  العهدة إليكم  سيضاعف  من العزيمة  والإصرار والإرادة   ،  والواجب يقتضي حماية ذلك  كله  من خلال صياغة  المواثيق وحمايتها  من العبث  عند كل دورة  ،  من خلال ترسيخ  مفهوم قوة النظام  والقانون وحماية الدستور ،  وتلك ستعيد  للشعب الأمريكي  عنفوانه وحجمه  الطبيعي و لمعانه وبريقه .
إننا  نؤمن بالتغيير إيماننا بالوحدة ، ولهذا نؤيدكم في مسعاكم ونواياكم الطيبة التي نعرفها عنكم   عن  قرب و ما نعلمه عنكم ، وهذا يزيدنا عزماً وإصراراً على أنكم ستأخذون ما قلناه على محمل الجد وستعملون مع أصدقاء لكم في الشرق ، في تسوية الخلافات وردم الهوة وتقريب وجهات النظر ، بعزيمة غير مسبوقة لما يتطلبه ذلك وما ترجوه منا شعوبنا وأهالينا  .
السيد الرئيس : أملنا يزداد  في  أن مساعي بناء العالم الجديد التي أسسها قياديوا الديمقراطية في العالم ، ستجد لها نصيباً وافراً من أهتمامكم وشغلكم ، وسيكون لنا ولبعض المحبين جهداً  في صناعة العالم الجديد .
وفقكم الله وسدد على طريق الخير خطاكم  
 
أخوكم
آية الله الشيخ إياد الركابي
08  – 11  – 2020
 

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here