ألعشق ألعرضيّ و الجّوهريّ

ألعشق ألعرضيّ و الجّوهريّ:
تعليق على (رسالة حُبّ لمعشوقة صديق) يشكو جفائها و إنقلابها.
كم سطحي تفكير ومشاعر البشر لأنه مخلوق من الحمأ المسنون؟

أيها العاشق/ألعاشقة … إعلم ؛ أنّ الحيوانات و كلّ (البشر) يعشقون .. حتى (الأنسان) يعشق .. بل و (الآدمي) أيضاً!
و لكل منهم مراتب و درجات ممّا عملوا و تبحروا فيه!؟
لكن الفرق كبير .. و كبيرٌ جداً .. بين عشق ألحيوان – البشر – الإنسان من جهة مع عشق آلآدمي من الجهة المقابلة؛

ألصّنف ألأول و يشمل عشق (الحيوان و البشر و الأنسان) تتحكم فيه الشهوات و الغرائز: فكل منهم يبحث عن مَنْ يغطى غربته و يملأ حياتهم بآلأشواق و المداراة والامنيات لكثرة الفراغات العاطفيّة و حتى المادية و المعنوية في وجودهم و التي تراكمت خصوصا بفقدان عاطفة الوالدين بسبب الخصام الدائم بينهما و إنعكاس ذلك على روح أبنائهم , كل ذلك الهدم بسبب الفقر الفكري و الثقافي و جفاء البشر من حولهم , ولأنك (تُدان كما تدين) ..

أما الصنف الثاني: فيبحث عن الخلود و التوطن و الأستقرار الأبدي لا الآني و العرضي كما الصنف الأول ..

لذلك .. حاول أن تَعبُر هذه العشوق المجازية المرهقة إلى العشق الحقيقي الجوهري الذي وحده يجلب الرّاحة و يبقى خالداً مع الله ألخالد!

أنتَ أيها الأنسان أعظم من أن تُرهن نفسك الكريمة بحُبٍّ مجازي عادة ما لا يُعرف قدره, بل و ينتهي بآلخيانة بمجرد نظرة أو بطفرة .. أو بأبسط شيئ يجرح مشاعراك .. لأنهُ أساساً حُبّ عرضي و غير حقيقيّ!

و لا يستحق التأمل و المعاناة و التضحية لأنه زائل لا محال و وجودك يعادل الوجود, بينما حبّ المعشوق الذي خَلق العشق باق لا يزول!

حاول أن تستوطن النفس بحبّ المعشوق الأزلي – ألحقيقيّ و ذلك بتجميد العواطف الغريزية و الشهوية و نوازع الذات و لهوثه العرضي و إشغل نفسك بدل ذلك؛ بحُب المعشوق الحقيقيّ ألذي ليس فقط لا ينتهي لكونه جوهريّ؛ بل لأنه تعالى يجازيك على صبرك و تسامحك و طيبتك مع الناس و أنت تتلوى بسبب فراق الأحباب و تحمل إجحاف الناس لرضى المعشوق الذي سيجزيك خير الجزاء على صبرك و حُبّك و إخلاصك وتضحياتك لمعتقدهِ(قرآنه) و بتطبيقك لأخلاقه في زمن بات الحقّ فيه باطلا و الباطل حقا .. بل أكثرهم يأمرون بآلمنكر و ينهون عن المعروف .. مهطّعي و مقنعي ألرّؤوس لا يرتد إليهم طرفهم و أفئدتهم هواء.
ألعارف ألحكيم ؛ عزيز الخزرجي
حكمة كونيّة: [الهجران عقوبة العشق]. الأمام عليّ(ع).

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here