الخدعة

الخدعة، الدكتور صالح الورداني
——-
بسم الله الرحمن الرحيم
{ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَآ أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ } البقرة: 159
من بعد وفاة الرسول (ص) علقت بالدين الكثير من الشوائب التي غطت على معالمه ،وموهت على حقيقته وشوهت صورته ،حتى تحول إلى دين آخر غير ذاك الدين الذي ورثه للأمة..
دين يعتمد على الروايات لا على القرآن..
وعلى الرجال لا على النصوص..
وتلك هى السنّة التي مرت بها الأديان السابقةعلى يد الأحبار والرهبان الذين قال سبحانه فيهم 🙁 اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله )..
وكما خدع الأحبار والرهبان بنو إسرائيل من قبل ، خدع الفقهاء والمذاهب المسلمون وضللوهم وكتموا حقيقة الدين عنهم..
إلا أنه لا يمكن بحال إخفاء حقيقة هذا الدين الخاتم وحجبها عن الناس..
ولابد وأن هناك جهة ما تملك هذه الحقيقة..
ولابد أيضاً أن تكون هذه الجهة محل ثقة المسلمين وقبولهم..
وإلا لاقتضى الحال إرسال رسول جديد..
وهذه الجهة هى أهل البيت..
وكان البحث عن هذه الحقيقة وسط ركام من الروايات والأقوال والفتاوى وأحداث التاريخ أمراً شاقاً وعسيراً بسبب تلك العقد التي ابتدعها الفقهاء..
وبسبب التعصب المذهبي أيضاً..
وهو بحث يتطلب التجرد..
ويتطلب أيضاً وجود الشخصية الفكرية المستقلة المتحررة من عبادة الرجال..
وعندما يتم التحرر من وهم القداسة بداية من الصحابة ونهاية بالفقهاء .
يكون الطريق مفتوحاً للوصول إلى الحقيقة..
والبداية هى تتبع النصوص بمعزل عن الرجال..
أو بمعنى أدق وضع النصوص فوق الرجال..
وهل يعرف الرجال بالحق ، أم يعرف الحق بالرجال..؟
من مقدمة كتابنا : الخدعة الدين والرجال

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here