إصلاح إقليم كوردستان يبدأ ببناء إنسانه

عبدالله جعفر كوفلي /ماجستير قانون دولي

[email protected]

11/11/2020

الانسان هو المخلوق الوحيد الذي خلقه الله تعالى ليكون خليفة له في الارض واستعمره فيها رغماً ان يفسد فيها ويسفك الدماء استجابة لنزواته وأهواءه التي من اجلها يعمل المستحيل, لذا ارسل الله القدير الرسل و الانبياء لإرشاد الانسان الى الطريق القويم واصلاح ذات بينه .

فالاصلاح غايه الله تعالى في ارسال الانبياء ونزول الايات في الكتب السماوية وهي عملية شاملة كاملة لكل جوانب الحياة ، بمعنى اخر ان جميع الجوانب بحاجة الى الاصلاح الدائم والمستمر وان يكون الاصلاح شاملاً لكل الجوانب والا لا يجدي نفعاً اذا ضم جانب دون آخر, فالانسان هو الاداة والغاية من اية عملية للاصلاح فهو الغاية لان من اجله يتم العملية وهو الاداة لانه هو الذي يقرر و يعمل و يصلح , برأينا ان اية عملية اصلاحية تحتاج الى ثلاث ادوات او يمكننا ان نسميه (مثلث الاصلاح) وهذه الادوات هي القوانين و التشريعات و الابنية و الاليات والمكائن والاخير هو الانسان ومهما بلغت التشريعات رقيها ودرجة تطورها و المكائن و الابنية في جمالها و علوها لا يأتي بثمار اذا كان من يشغلها من بني الانسان فاسداً متطفلاً خائناً كاذباً مستغلاً مهملاً غير مبالياً عديماً للشعور بالمسؤولية و على النفيض من ذلك اذا كان الانسان مخلصاً نزيهاً مبدعاً يشعر بثقل المسؤولية الملقاة عليه امام الله وشعبه ومدركاً لدوره المشهود ساعياً نحو الافضل ومهما كانت التشريعات والقوانين قديمة والابنية والمكائن والاليات تالفة فأنها ستأتي بثمارها لأن العقل المدبر لها حي وذو ارادة صلبة .

باختصار ان بناء الانسان الصالح هو بناء للحياة و مستقبل الاجيال القادمة و العيش بأمان و سعادة و تأمين للحقوق و اداء للواجبات , فكم من انسان صالح قدم الكثير للانسانية وكم من فاسدٍ متعطش لدماء الناس وقوتهم جر بني البشر الى الحروب والويلات، ولنا في بناء سور الصين دروس وعبر فقد تم احتلالها لثلاث مرات لخيانة الحراس وليس بالقفز على السور.

حكومة الاقليم كوردستان الكابينة التاسعة برئاسة السيد (مسرور بارزاني) اعلنت في يومها الاول عن البدء بعملية اصلاح شاملة وقد اتخذت خطوات ايجابية في هذا المنحى و قد لاقت استحساناً وقبولاً جماهيرياً واسعاً والخطوات هذه مستمرة.

ولكن الاجدر بهذه الحكومة وجميع المؤسسات ان تولى اهتماماً كبيراً ببناء الانسان الكوردستاني على الاخلاص والنزاهة والتفوق وصلابة الارادة والمقاومة والتحدي وذلك عن طريق التدريب والتطوير والدورات و وسائل الاعلام والبرامج التعليمية والجامعات والمعاهد ومنظمات المجتمع المدني والاوقاف الدينية … الخ

لأن الفاسد اذا اغلق باب بوجهه يتوجه الى اخر خاصة ان الفساد بات علماً وفناً يمارس بشكل جماعي منظم تحت مسميات عديدة وخلفيات كثيرة.

ان اختيار الانسان المخلص المصلح النزيه لتولي المناصب خطوة صحيحة ومباركة وبداية نهاية لكل فاسد وضربه بيد من حديد وهدم كل مشاريعه وتبديد احلامه النرجسية, ويمثل بداية لبناء الانسان الصالح بكل معانيه منيراً درب الاخرين ويعمل ليل نهار في سبيل خدمة الوطن ولا يبالي بطعون الاخرين ونقدهم و بهذا تزرع الحكومة الامل في نفوس المواطنين بصدق مشروعها الاصلاحي و ارادتها الفولاذية بتنفيذها مهما بلغ الفاسدين من قوة وجبروت إلا انهم غثاء كغثاء السيل مهزومين مطرودين .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here