لآلية تنصيب البابا شيخ الجديد ، بعض الرؤى العصرية

” لآلية تنصيب البابا شيخ الجديد ، بعض الرؤى العصرية ”

بقلم : سندس النجار

يترقب الايزيديون في جميع بقاع العالم بشغف واهتمام بالغين ، من سيحل خلفا لمنصب الباباشيخ ( رحمه الله ) الذي وافته المنية منذ ما يقارب الشهرين ..
– كيف ستكون آلية اختيار الباباشيخ هذه المرة ؟
– هل سيتم الاختيار بالطريقة الكلاسيكية المعتادة ام ستكون هناك آلية جديدة عصرية اخرى اكثر جدية ونفعا وخدمة للشعب الايزيدي المنقسم المنكوب ؟
– من له الاستحقاق لتولي هذا المكان الرفيع والمقدس ؟
في الحقيقة ، وما يجدر به الذكر ، ان الايزيديون قد انشقوا و انقسموا على انفسهم
الى اقسام عدة ، بخصوص تنصيب الامير الخلف للامير الراحل المخضرم في الامارة منذ ثمان عقود من الزمن ، تحسين بك ( رحمه الله ) .
حيث لم يتم الاختيار بالاتفاق ومشاركة جميع الايزيديين بشكل مناطقي ونزيه ..
ومنذ ذلك الحين والشارع الايزيدي يعيش ركودا كبيرا على مستوى التقدم والعمل ،
والصراعات الداخلية حصرت الايزيديين ضمن اطر ضيقة بل ومسدودة في ظل الظروف القاسية والصعبة من تشرد وضياع ، لا سيما النازحون من اهالي سنجار المغدورة ، الذين يسترسلون الغرق في دمهم والامهم وغياب كرامتهم على ارصفة المخيمات منذ اجتياح احفاد ابليس ( داعش ) سنجار عام 2014.
كل هذا تحت تاثير الانشقاقات والانقسامات الايزيدية اولا ، وثانيا ، تحت تاثير المجموعات الارهابية المسلحة الخارجية التي استوطنت سنجار لغايات سياسية نفعية ومعظمها على لائحة الارهاب العالمي ..

ان هذا المنصب الرفيع المقدس اي ( الباباشيخية ) ، ان صح القول ، ليس ضربا من ضروب المظاهر الاعلامية او الشكلية فحسب ، وانما مسؤولية دينية ، تشريعية ، اخلاقية ،اجتماعية ، روحانية وادارية …
ان من منفعة الشعب الايزيدي المنكوب ،المتروك والمهمل ، اختيار شخصية قيادية تتمتع بالكفاءات والمؤهلات الباباشيخية اللازمة لاستيعاب واستحقاق المرحلة الحساسة والصعبة التي يمر بها منذ اجتياح التنظيم الارهابي سنجار وحصل ما حصل من ابادات جماعية ونفي وسبي وقتل وتشريد وما الى ذلك .
شخصية البابا شيخ ينبغي ان يكون مقتدرا ليس فقط بالادعية الدينية و حفظ الاقوال وانما ، يكون ذو حكمة وحنكة ، مهارة ودراية ، جرأة ولباقة .. فن التحدث والتحاور ، والعدل وقول الحق والاقناع ، حيث مكانته تضاهي المراجع الدينية الاخرى كبابا الفاتيكان والامام السيستاني .كما والتنوير الثقافي والسياسي والاجتماعي ايضا ضرورة ملحة ان يتحلى بها
حيث ان الباباشيخ ، سيكون رمزا ايزيديا على مستوى الايزيدية ايزيديا ، وكردستانيا وعراقيا واوروبيا وعالميا ..

والجدير ذكره ها هنا ، ان الساحة الايزيدية ما زالت تفتقر الى آلية منظمة تتضمن قواعدا عصرية واستراتيجية يبنى على اسسها اختيار هذه الشخصية لهذا المنصب وتجاوز الخلل والاخطاء التي التمسها وعاشها الايزيديون عبر الزمن ..
والحقيقة المؤلمة ، اننا لا نلتمس معايير او ثوابت معينةاو مذكورة في علوم الديانة الايزيدية لاختيار الشخص الذي بامكانه ملء هذا المكان كما يتم اختيار المراجع الدينية للاديان الاخرى . حيث ان ، اعتماد الاختيار في الديانة الايزيدية يعتمد على الية العلاقات والمعرفة الشخصية على اساس مناطقي او شخصي او عاطفي او نفعي وبعض الثوابت ..

واخيرا وكما ارى ، من منفعة الشعب الايزيدي الجادة ، ان لا يتم الاختيار بالطريقة النمطية القديمة ، وانما يتم على اساس ما يلي :
اولا …
ان يدعو الامير حازم تحسين بك الى مؤتمر عام ،يجتمع مع ما يقارب ( 500) شخصية ايزيدية من الوجهاء ورؤساء العشائر ورجال الدين والمثقفين والمثقفات من جميع المناطق التي تضم ابناء الديانة ( ولات شيخ ، سنجار ، بعشيقة وبحزاني ) ويتم الاختيار بالاتفاق والانتخاب وان يخرج الجميع راضيا مرضيا والا سيكون الحال الانشقاق والتشرذم والعودة الى المربع ما قبل الاول …
ثانيا ..
ان لا يكون هذا المنصب رهين الشخصية المختارة حتى الممات وانما تحديد فترة زمنية لا تقل عن الخمس سنوات ولا تزيد عن العشرة.سنوات ، حيث تكون تلك الفترة اختبارا لنشاطاته ومصداقيته والتزامه ودقته بمسؤولياته كما ينبغي ، حاله حال الية رئاسات الدول اما قابل للترشيخ لدورة اخرى او يخلفه اخر …
ثالثا …
ان يقدم المرشح نفسه امام المؤتمر للاطلاع على سيرته الذاتية وفقا للاعراف التقليدية العامة ..
والتاجيل لا يخدم الصالح العام ..
والمرجو ، ان لا يتحول هذا المنصب المبارك الى حلبة تصارع على المنافع والمارب الشخصية لا سيما اننا تعرضنا ( للبيع والشراء بدولار واحد ) !

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here