علي العربي يا أعداء علي!!

المسلم يعتز أيما إعتزاز بعلي وأحفاده , فهو مدرسة أخلاقية سلوكية فكرية ثقافية فقهية بلاغية موسوعية صنعت الإرادة الإسلامية , ووضعت الحجر الأساس لإنطلاقة الدين الخالدة.

والمدافع الكرار عن الإسلام منذ أولى المواجهات الحامية مع أعدائه قبل معركة بدرٍ وما بعدها , وله ملاحمه البطولية وشخصيته العربية اليعربية الأبية الأصيلة.

والفقيه المنيرعلى مدى ربع قرن من زمن الخلفاء الراشدين حتى آلت إليه الخلافة , وتعامل معها بحلم الإنسان الذي يقدّم القدوة الحسنة الصالحة , اللازمة لديمومة الدين والتعبير عن قيمه ومبادئه , التي ترسّخت في يقينه منذ الصبى وهو برفقة نبي العالمين وسيد المرسلين.

وضرب أمثالا خالدة في العفة والمعاني السامية النابعة من جوهر الدين , وفيض المدارك القرآنية التي كان يعلمها علم اليقين.

ولا يمكن لكاتب أن يبلغ التمام والكمال في الكتابة عن الإمام علي , السراج العربي الهاشمي الساطع في ربوع الأماكن والأزمان , والذي يزداد حضورا في الأجيال على مر العصور , فما أن يُذكر الإسلام حتى يتوقد ساطعا فيه .

لأنه أغنى العقول وأترع النفوس بأصدق الكلمات المنيرات , المُعبّرات عن خلاصة وعيه للسلوك البشري ونوازع النفس ومشاربها.

ووضع أصول ومبادئ علم النحو والبلاغة , وخطبه وأقواله روائع إبداع لا تتفوق عليه قدرات البلاغيين من بعده , وفيه مكنونات جوهر الدين.

هذا الإنسان المنوّر بالقرآن والصحبة والمصاهرة المحمدية , العارف بشؤون الدين والدنيا , تجدنا اليوم لا نعرفه بأعمالنا , وندّعيه بأقوالنا وعواطفنا وجهلنا , فنسيئ إليه ونظلمه وأحفاده , إذ نحسب أننا نحبه ونحبهم وما نقوم به لا يرضيهم.

فهل ما نأتيه من مظالم ومفاسد وشراهة للمال والمناصب , وأنانية وغرور وإفقار للناس وسلب لحقوقهم وقهرهم من مبادئ علي ؟

إن ما نفعله يقاتله ويُغضبه وينسف مبادءَه وقيمه ويمحق معاني الدين القويم , الذي ذاد عنه بالغالي والنفيس , وأبى أن ينكسر أو ينحني للدنيا الوافدة إليه بما رحبت وأهدت.

فما أحوجنا للعودة إلى علي بقلب واحد وإرادة معتصمة بحبل الله المتين , لنكون ونتحرر من الذل والهوان والسلوك المُخزي , الذي نلصقه بالإسلام ورموزه الأخيار الأبرار.

تحية محبة ووفاء وإجلال وتقدير للإمام علي , وياليت مَن يدّعي محبته أن يعبّربسلوكه عن خصلة واحدة من خصاله العلياء , ولكن هيهات هيهات أن نعرف عليا بأفعالنا , ولا حتى بأقوالنا!!

وهو القائل:

“ذهبَ الوفاءُ ذِهابَ أمْسِ الذاهبِ
فالناسُ بينَ مُخاتلٍ ومُواربِ”

وما أكثرهم في زماننا الموؤد بجهلنا لعلي!!

د-صادق السامرائي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here