أين هم الذين راهنوا على ترمب في إسقاط النظام الإيراني  ؟

بقلم مهدي قاسم

قبل بضعة شهور ماضية تقريبا ، كتبتُ مقالة عبرتُ من خلالها  عن شكوكي الكبيرة في نية ترمب إقداما على  إسقاط النظام الإيراني ــ رداعلى توقعات و تعويل البعض على ترمب من هذه الناحية ــ  قلتُ ذلك بالرغم من توترات سياسية وعسكرية جرت  بين النظامين  وصلت ــ أحيانا ــ  لحد تصادم عسكري ” من وزن خفيف ” ، حيث وضحتُ أسباب  عدم إقدام ترمب على إسقاط النظام الإيراني  وختمت مقالتي  ب :

ـــ ” و بيننا الأيام ” ..

فقد رد البعض على مقالتي تلك منزعجا ــ ولو بشكل غير مباشر ــ و  بشيء من ” روح التحدي ” ليثبت عكس ذلك ، أي أن ترمب سيسقَّط النظام الإيراني في كل الأحوال !!،  وحيث ختم مقاله هو الآخر  ب :

ـــ ” وبيننا الأيام ” !..

حسنا …………

وهي الأيام قد جاءت وأصبحت بيننا !، وقد أوشك ترمب على الرحيل قريبا ، أي ربما في غضون أسابيع قليلة ، بينما  النظام الإيراني ــ نقول ذلك  بأسف شديد ــ لا زال باقيا ، وسوف يبقى إلى أجل غير مسمى ، و ربما حتى  بعد رحيل بايدن أيضا ،  ليواصل هيمنته على مصير العراق عبر ذيول خسيسة وعملاء عقائديين من عبيد العراق ..

ربما بعضهم سيحُاجج على أن ترمب انتظر لكي يفوز بالانتخابات ،  ليقوم بإسقاط النظام الإيراني ، وبما أنه لم يفز فأنه لم يفعل ذلك ..

بينما نحن نعتقد بأن خسارة ترمب يجب أن تكون هي الأخرى  حافزا و فرصة أو مناسبة جيدة لتحقيق نيته لو شاء وأراد  ….

 نقول لو كانت نيته جدية فعلا ..

إذا ليس عنده ما يخسره الآن ، أكثر من خسارة انتخابات الرئاسة ، بل ويستطيع أن يورّط منافسه وخصمه السياسي الفائز جو بايدن في عملية إسقاط النظام الإيراني ، التي لو جرت فسوف لن تتوقف أو تنتهي بين ليلة وضحاها ، مثلما جرت عملية إسقاط النظام العراقي السابق في غضون بضعة أيام ..

نقول كل هذا لأننا نعتقد بأنه لم يكن إطلاقا في ذهن ترمب أية فكرة أو خطة لإسقاط النظام الإيراني ، لكونه كان يعتقد أن فرض عقوبات اقتصادية ستكون كافية لتحقيق الغايات و الأهداف السياسية  الرادعة و الكامنة وراء مثل هذه العقوبات الاقتصادية ..

ذلك لأنه ينبغي أن نعرف إن ترمب لم ينس  طيلة وجوده في البيت الأبيض كونه  رجل أعمال أو تاجرا ، أولا وأخيرا ، وأن مهمة رجل الأعمال أو التاجر الأساسية والحصريه  هي القيام بعمليات  استثمارية ، وبالأحرى بعقد صفقات تجارية بالدرجة الأولى و الأخيرة ، بينما القيام بحروب  من وجهة  نظر أغلب رجال أعمال وتجار ، ــ و التي لا يمكن معرفة مدة وقفها أو انتهائها ــ  ستكون مكلفة جدا بخسائر مادية طائلة ، والأسوأ  من ذلك ، ربما غير مربحة إطلاقا خاصة بالنسبة لشركات ترمب  الاستثمارية في قطاع العقارات حصريا ..

و ربما من هنا جاءت  معاداة ومحاربة ترمب للصين  وبجدية أقوى وأكبر ( كقوة اقتصادية جبارة و منافِسة لأمريكا ومنتشرة في كل انحاء العالم ــ  أكثر مما لإيران ..

بل الملفت أن ترامب يسرع الآن  لسحب القوات الأمريكية في كل من أفغانستان وسوريا والعراق ، أي  حتى بعد خسارته في انتخابات الرئاسة ،  يفعل ذلك ، بالرغم من تحذير بعض القادة العسكريين من مغبة ذلك  ، خوفاــ حسب زعمهم ــ من عودة تنظيمي ” القاعدة وداعش ” الإرهابيين إلى سوريا والعراق ..

*ملحوظة : بعدما أنهيتُ كتابة هذه المقالة و قبل أن أرسلها إلى ” صحيفة صوت العراق ” قرأتُ خبرا عن سقوط خمسة صواريخ على المنطقة الخضراء ــ حيث مقر السفارة الأمريكية ـــ و بعضها الآخر قد سقط على مناطق مدنية آهلة مما نتج عنها إصابة طفلة وحارس في لجنة النزاهة ،وفقا لبعض الأخبار ..

حيث يبدو أن جماعة  أنصار و حبايب و ربع الله  ــ و بإيعاز من النظام الإيراني ـــ يمارسون ضغوطا  ” صاروخية ”  قوية على ترمب لاستعجاله بسحب آخر جندي أمريكي من العراق ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here