حين يبحر الفنار … إلى أمي الراحلة

إلى أمي الراحلة

ــــــــــــــــــــــــ

سامي العامري

ــــــــــــــــ

حين تسافر السنابل وتربتها ونقاؤها وعفويتها وتعبها من الرياح إلى حيث الشمس أًّمنا الأولى

ومعذرة لجميع الأعزاء عن رحيل فراشة

كان جناحاها هما اللذان يخفقان بدلاً عن نبض قلبي

ويرشّان على الحقول مباسم ومياسم

وحاولتُ كتمه لثلاثة أيام ولكن الدمع غالبني فغلبني،

أمي التي لم أرها إلا مرة واحدة خلال أربعين عاماً في منفاي وفي آخر لقاء في هولندا ـ دنهاك ـ لاهاي ــ مع أخوتي الأصغر،،،

وكانت في بغداد إمرأة عراقية أصيلة وُلِدتْ فلاحة كادحة إسمها فنر ولكني أضفت لاسمها حرف الألف ليكون أكثر تجانساً مع السنبل فإذن هي فنار .

ولم أعرفها للمرة الأولى في اللقاء وحاول اثنان من أخواني تمويهها عليّ ولكني اكتشفتها بغريزتي فتعانقنا وكالت وينك يا امي فقلت لها صرفني الشعر عنك فأجابت بلغتها المحببة الأليفة وكانت ما تزال تشمني ( والله لألعن كذا لابو حتى الشعر ) !!!

كتبتُ عنها عدة أبيات حائرة ومازلت أنتظر إكمالها ولا أحب أن أسميها مرثية ،،، وشيء طمأنني أني سمعت وعرفت أنهم شيعوها قبل يومين من بغداد إلى دار السلام تشييعاً كبيراً يليق ،، ويليق ــــــــــــــــ

محبة وتقدير لكل أمٍّ في بقاع الأرض ولكل امرأة

ــــــــــــ

سلامٌ إلى روحك المنتقاةِ

بوحي من العالم الأوليِّ

طيورٌ حبورٌ سرورٌ شذاً

وما شئتِ من أجمل الأجملِ

أنا قد وقفتُ بعيداً وما

تأخرتُ بالأدمع الهُمَّلِ

ـــــــــــــــــــــــــــــ

برلين

تشرين الثاني ـــ 2020

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here