الدول الريعية مصيرها السقوط والفشل

الدول الريعية مصيرها السقوط والفشل، نعيم الهاشمي الخفاجي

في ثمانينات القرن الماضي وما بعده، ظهر مصطلح الدولة الريعية في العلوم السياسية، في الدولة الريعية، حسب النظرية، يعتمد الاقتصاد على الإيجار للخارج ومن هنا تنتفي الحاجة لقطاع إنتاجي محلي، الدولة الريعية هي التي تعتمد على واردات البترول والمعادن فقط مثل العراق ودول الخليج والجزائر، وفي الدولة الريعية هناك نسبة صغيرة من حواشي الحاكم تستفيد من عمليات الاستيراد، الحكومة الريعية هي المستفيد الأول من هذا الإيجار الخارجي لموارد الدولة، نظرية الدولة الريعية بتبسيط شديد تدّعي أنَّ الدولة ليست مضطرة لمنح أي نوع من الحريات الاجتماعية والاقتصادية أو السياسية لمواطنيها لأنهم غير منتجين، ويعتمدون في كل حياتهم على الدولة وعطاياها لاستمرار حياتهم ورفاهيتهم، الدولة الريعية ليست دولة جباية ضرائب بل دولة مانحة تعطي المواطن من مدخول بترولها، المواطن يريد وظيفة رواتب فقط، أما الديمقراطيات الغربية مختلفة تماما الكلمة الفصل للتجار وأصحاب المصانع ودافعوا الضرائب، الدول الريعية مثل العراق يتم بيع البترول ويتم توظيف الملايين وتشريع قوانين للسرقة المحمية بالقانون اما اذا هبط سعر البترول فتحل الكارثة على الشعب وعلى الحكومة، رب ضارة نافعة هبوط أسعار البترول واستطاع العالم إيجاد بدائل للطاقة صديقة للبيئة أصبح البترول لاقيمة له حاله حال الفحم الحجري الذي كان مهما في القرون الماضية، هل حكوماتنا قادرة على دعم القطاع الخاص ونقل تجربة الدنمارك والسويد وترك الاعتماد على البترول؟ لا أظن ذلك لأن دول الاستعمار لاتارك العراق والخليج يدعمون اقتصادهم عن طريق القطاع الخاص يريدوننا سوق استهلاكية للصناعات الغربية، الكاظمي اقترض مليارات لدفع رواتب الموظفين والمتقاعدين والعسكر والنتيجة هل تم دعم القطاع الخاص في مجالات الزراعة والصناعة والتجارة وفرض ضرائب لتكون مصدر مهم للميزانية؟ أحد رؤساء الوزارات العراقية قال سلمت العراق ميزانيته للحكومة التي تلتني في ١٣٠ مليار دولار؟ للاسف هذا السياسي الذي شغل منصب رئيس حكومة يحسب الميزانية على عائدات البترول فقط.
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
16.11.2020

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here