من تاريخ الازهر (٢)

من تاريخ الازهر (٢)، الدكتور صالح الورداني
_______________
كشف لنا الجبرتي في تاريخه عن تحالف فقهاء الأزهر مع بونابرته والفرنسيين الغزاة..
قال في حوادث عام 1213ه عام دخول الفرنسييين مصر :فيه كتبوا عدة أوراق على لسان المشايخ وأرسلوها إلى البلاد وألصقوا منها نسخا بالأسواق والشوارع..
وصورتها نصيحة من كافة علماء الإسلام بمصر المحروسة: نعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن، ونبرأ إلى الله من الساعين في الأرض بالفساد، نعرف أهل مصر المحروسة من طرف الجعيدية وأشرار الناس، حركوا الشرور بين الرعية وبين العساكر الفرنساوية بعدما كانوا أصحاباً وأحباباً لسوية..
فعليكم أن لا تحركوا الفتن ولا تطيعوا أمر المفسدين ،ولا تسمعوا كلام المنافقين ولا تتبعوا الأشرار،ولا تكونوا من الخاسرين سفهاء العقول الذين لا يقرأون العواقب ،لأجل أن تحفظوا أوطانكم وتطمئنوا على عيالكم وأديانكم ،فإن الله سبحانه وتعالى يؤتى ملكه من يشاء ويحكم ما يريد..
فلا تعلقوا آمالكم بإبراهيم ومراد وارجعوا إلى مولاكم مالك الملك وخالق العباد ،فقد قال نبيه ورسوله الأكرم: “الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها بين الأمم”..
وروى في حوادث شهر شوال سنة 1213ه :أستهل بيوم الجمعة وفي صبح ذلك اليوم ضربوا عدة مدافع لشنك العيد ،وإجتمع الناس لصلاة العيد في المساجد والأزهر، وإتفق أن إمام الجامع الأزهر نسى قراءة الفاتحة في الركعة الثانية ،فلما سلم أعاد الصلاة بعد ما شنع عليه الجماعة..
وروى في حوادث شهر المحرم من عام 1225ه : وفيه ظهر بالأزهر أنفار يقفون بالليل بصحن الجامع الأزهر، فإذا قام إنسان لحاجته منفرداً أخذوا ما معه، وأشيع ذلك، فاجتهد الشيخ المهدي في الفحص والقبض على فاعل ذلك إلى أن عرفوا أشخاصهم ونسبهم، وفيهم من أولاد أصحاب المظاهر المتعممين، فستروا أمرهم وأظهروا شخصاً من رفقائهم ليس له شهرة ،وأخرجوه من البلد منفياً، ونسبوا إليه الفعال..
وكذلك أخرجوا طائفة من القوادين والنساء الفواحش سكنوا بحارة الأزهر وإجتمعوا في أهله، حتى أن أكابر الدولة وعساكرهم ،بل وأهل البلد والسوقة جعلوا سمرهم وديندهم ذكر الأزهر وأهله، ونسبوا له كل رذيلة وقبيحة..
ويقولون : قد ظهر منه قبل الزغلية ـ مزيفو النقود ـ والآن الحرامية وأمور غير ذلك مختفية..
وروى في حوادث عام 1232ه في أواخر شهر ذي القعدة : حصل الأمر للفقهاء بالأزهر بقراءة صحيح البخاري، فاجتمع الكثير من الفقهاء والمجاورين وفرقوا بينهم أجزاء وكراريس من البخاري ،يقرءون فيها مقدار ساعتين من النهار بعد الشروق، فاستمروا على ذلك خمسة أيام، وذلك بقصد حصول النصر لإبراهيم باشا على الوهابية،وقد طالت مدة إنقطاع الأخبار عنه وحصل لأبيه قلق زائد، ولما إنقضت أيام قراءة البخاري نزل للفقهاء عشرون كيساً فرقت عليهم، وكذلك على أطفال المكاتب..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here