لو غريج لو حريج!
سعد جاسم الكعبي
مع هطول اولى موجات الامطار على بغداد،عاد سيناريو نعيشه موسميا واعتدنا عليه وعلى الاعذار التي يسوقها المسؤولين في الحكومات المتعاقبة وامانة بغداد!.
ربما ان العذر للحكومة الحالية مباح في ظل عمرها القصير ،لكنه غير مقبول للقائمين على امانة بغداد ،فملاكها المتقدم موجود منذ.اعوام كوكلاء ومدراء عامين وخاصة بدوائر البلديات.
ونكاد نسمع كل عام ذات الاعذار ولانجد حلا لذات المشكلة،فشبكات المجاري متهالكة ،والتقاعس عن الصيانة موجود والعذر جاهز عدم توفر الاموال للقيام بها.
حتى دعوات الناس وانتقاداتهم تكاد نسخة كاربونية في كل موسم شتوي.
وحتى ردة فعلهم تكاد تبقى محصورة بالتشكي والتظلم وشتم البلديات ،واخيرا انتظار اجراءات الحكومة بسحب كميات الماء من مناطقهم ومنازلهم ،والعودة بعد لحياتهم الطبيعية المتقبلة لتقصير كوادر الامانة وبلدياتها ،بدلا من اتخاذ اجراءات رافضة لهذا العمل والمطالبة بحقوقهم الخدمية والاحتجاج ومحاصرة حتى مقرات تلك البلديات واجبار منتسبيها وفق القانون وليس باساليب التجاوز عليها.
في السابق كان ابائنا واجدادنا يتحدثون عن تعرض العراق «لغريگ او حريج» في المستقبل!!.
الان نحن نعيش المستقبل وراينا كل انواع الحريج والعنف ونعيش كل عام بالغريگ ،ونتذمر قليلا ثم ننشغل باخراج مياه الامطار التي تسربت الى غرف نومنا.
مايؤلم حقيقية اننا تعودنا على الفساد والتقصير وصرنا نقنع انفسنا بانه لافائدة من المطالبة بالحقوق وعلينا تقبل هذا التقصير بانعدام الحقوق والانصياع لرغبة الفاسدين ،وبتنا نؤمن ان مجتمعنا لامستقبل له ،والكثيرين صاروا موقنين بترك البلد بعد حصوله على حقوقه التقاعدية.
ترى هل يستحق امثال هؤلاء بحياة افضل وهل يعتقدون ان حياتهم خارج العراق في تركيا والإمارات وغيرها، ستستمر الى مالانهاية وانه لاياتي يوم تطردهم تلك البلدان المقيمين فيها.
اليس من الافضل تغيير واقعنا ونكون اقوياء بالمطالبة بحقوقنا ولانخنع للفاسد ولانقتنع باعذار من يتولى المسؤولية والضغط لتغيير واقعنا بايدينا من خلال رفضهم عبر صناديق الاقتراع وليس الاكتفاء بالبقاء بمنازلنا يوم الانتخابات ،فصوت واحد هذه المرة سيكون وزنه ذهبا بدلا من نندب حظنا ونحن نفرغ غرف نومنا من مياه الأمطار.