سَخِّريني مرة أخرى

سامي العامري

بيــــن عينيْ وفؤادي مُقلتانِ
وهما بحرانِ لا لـن يُغرقاني
بل يميتان فــــــــــؤادي بَغتةً
مِن على بعدٍ بأعشار الثواني
فإذنْ مَيْتٌ أنا مــــــــــن أزلٍ
إنــــما طيفي حواها وحواني
وأنــــــــــــا غنَّيتُ مَسّاً بهما
فأنا الممسـوسُ حتى يشفياني
صحتُ والليلُ جناحٌ رَقّ لـي
بدنوٍّ وحنوٍّ وتفانـــــــــــــــي :
سَخِّريني مرة أخــــــــرى أنا
وغيومٌ حيـــث فاضتْ، أخَوَانِ
يــــــــالقيثاري وعودي بكيا
لسجينٍ خــلف قضبان الكمانِ
يا تُرى هـــــل كان ذنبي أنني
لستُ أختار فصول الزعفرانِ؟
أم تُرى ما عدتُ رباً للشــــذا
ومَليكاً بـــــــــــــمعايير الآوانِ
خِلتُ مَــــــن يعشقْ يكنْ داهيةً
في امتطاء الخيلِ أم ماذا دهاني؟
في عراق الأمس أحببتُ ولم
يكن الحُب سوى حُبِّ الدِّنانِ !
وتصـــــــــــاويرَ لعشقٍ قادمٍ
قَتلَتْهُ الحربُ فـــي كلِّ امتنانِ
فتلَفَّتُّ : ســــــــــلاماً موطني
مِيتَتي في الغربِ لا في همدانِ
وأنــــــا لو أنني باقٍ أنــــــــا
ســــأرى الدنيا أصيبتْ بذُهانِ
ورُهــــــــابٍ ثُم طاعونٍ وقد
جرفوا قبري بسيلٍ من تهاني
إنْ يكن لا بد مـــن موتٍ فليْ
قُبلةٌ أو لـــــــــو تثنَّتْ، قبلتانِ
ما أجلَّ الموتَ في الحُب يداً
وكرسمٍ صيغَ من عمق المكانِ
مِتُّ أو أحيا ســــــــــواءٌ إنما
قَدَرُ الحالــــين أنْ لا تسبقاني
فدمي الخــــلَّاقُ مِن قَبلي سما
تاركاً آياتِهِ طــــــــــــوعَ بناني
ــــــــــــ
برلين
تشرين الثاني ــــــ 2020

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here