الكمامة مرة أخرى

الكمامة مرة أخرى
أ.د عبودي جواد حسن
جامعة عجمان/دولة الامارات العربية المتحدة
كتبت سابقا مقالا ذكرت فيه ان الكمامة ستصبح جزء لا يمكن الاستغناء عنه من ملبوسات البشرية كما كان مصير الساعة اليدوية وكما أصبح الان مصير الهاتف النقال الذي يرافق الانسان كظله. ومن الملاحظ أيضا انه برغم من دمج الساعة في الهاتف النقال نرى الكثير من الناس لا يستغنون عن الساعة اليدوية ليس فقط للاستدلال بها عن الوقت بل أصبحت جزء من اناقة الفرد. ولخفتها ولقلة متطلباتها أصبح لا يمكن الاستغناء عنها بعكس الكاميرا يمكن الاستغناء عنها لدى الكثيرين منا لكثرة متطلباتها ولبطء انجاز واكمال منتجاتها. فدمجها بالهاتف النقال أدى الى قلة استخدام الكاميرات.
الذي دعاني الى كتابة هذا المقال هو كثرة الإعلان والاشهار في المحطات الدولية الاخبارية
ك (س. أن. ان) وال (بي.سي. سي) عن منتجين من المنتجات المهمة حاليا وهما الساعات اليدوية والكمامات. حيث شهدا اشهارا واعلانا ملفت للنظر خلال فترات الاستراحة. هذا, وعندما يتعلق الامر بالساعات اليدوية يتم التركيز على عراقة المنتج وصلابته ودقته في إعطاء التوقيتات. كذلك يتم التأكيد على مكان صناعته. وبطبيعة الحال الدول المشهورة في هذا المجال هي سويسرا واليابان. وكما هو معروف للكثير منا هذه الإعلانات مكلفة كثيرا. حيث يشتري صاحب المنتج وقت للإعلان عن منتجه . وفي كثير من الأحيان يظهر في الإعلان احد أبناء او احفاد مؤسس الشركة المنتجة او مديرها التنفيذي( CEO ).
ولنرجع الان الى موضوعنا الرئيسي الذي “اهدنا” إياه وباء الكورونا (COVID-19) الكمامة . هذه الهدية المقرفة. هل خطر ببال أحدنا يوما ما خلال عقدي الالفية الثالثة ان يرى اعلانا تجاريا عن الكمامة على شاشات محطات إخبارية دولية. ليس هذا فحسب بل يتفنن المنتجون في صناعتها والوانها واشكالها. والبعض من كبار الشركات كالكوكا كولا والبيبسي كولا وغيرهما اتخذتها وسيلة للإعلان والترويج لمنتجاتها. والادهى من ذلك قيام بعض الشركات بإرفاق كمامة مع المنتج عليها الماركة التجارية للشركة كطريقة لتسويق وتصريف منتجاتها.
لا اخفيكم سرا سادتي في يوما ما قبل سنوات كنت أشاهد فيلما وثائقيا عن التلوث في أجواء الصين وكانت وجوه البشر مغطاة بما في ذلك الانف وكان خوفي حينها ان يأتي يوما واجبر أخلاقيا واجتماعيا على ارتداء هذه الخرقة الخانقة. وها هو كابوسي يتحقق وأصبحت هواجسي امرا واقعا.
ما اردت قوله هو انه في ما هو قادم من سنين وعقود في هذه الالفية وغيرها : هل سنشهد عجائب وغرائب؟ هل سيتوقف الامر على كوارث كونية مرجعها العلاقة المعيشية بين الانسان والحيوان؟
الكوارث التي شهدها البشر في السابق كانت معظمهما مرجعها الانسان او الطبيعة. او هل يتعرض الكوكب الذي نعيش عليه الى غزو تقوده احياء من كواكب أخرى لها قدرات فائقة ولا عواطف لها وذات عقول حيوانية غابوية. قتل الانسان عندها كشربة ماء. الفناء في هذه الحالة فناء جمعي فوري وليس فناء تدريجي. اذا كانت الكمامة واللقاح هي الوسائل للقضاء على الوباء الحالي فما الوسيلة الوقائية والحمائية اذا تعرضنا الى كوارث مصيرية من أنواع لا يعلمها الا الله عز وجل؟ اننا نعيش في المجهول. وهذا الوباء بكمامته ولقاحه ,ومنافعه التجارية ما هو الا نغزه تنبيهيه
(ًWake-up Call ) للبشرية

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here