سيرة مدينة (( بغداد )) يحكمها الغرباء !

سيرة مدينة (( بغداد )) يحكمها الغرباء !
د . خالد القره غولي ..
الرئيس العراقي الجديد الدكتور ( برهم صالح ) وطبيعة عمله ما زالت من أسرار دستور العراق الجديد .. وجميع رؤساء العراق ليس من سكنة العاصمة العراقية بغداد حيث الملك فيصل الأول حكم العراق من (1921 – 1933 ) وإبنه الملك غازي من ( 1933- 1939 ) والملك فيصل الثاني من (1939- 1958) لم يكونوا من أبناء بغداد وليسوا عراقيين بل من الحجاز ومن السلالة الهاشمية .. عبد الكريم قاسم من (1958-1963) من أبناء الصويرة وعبد السلام محمد عارف من (1963 – 1966) وعبد الرحمن محمد عارف من ( 1966- 1968) وُلدوا في بغداد وهم من أبناء الأنبار وأحمد حسن البكر من (1968- 1979) وصدام حسين من (1979-2003) من تكريت ، هؤلاء ملوك ورؤساء العراق منذ تأسيس الدولة العراقية في عام 1921 وحتى إحتلال بغداد في عام 2003 .. بعد عام 2003 تكرر الموضوع نفسه فأول رئيس للعراق بعد الإحتلال ( غازي عجيل الياور ) من الموصل وجلال الطالباني من كركوك ( وليس من السليمانية كما يعتقد البعض من المتابعين ) أما فؤاد معصوم فأعتقد أنه لم يرَ بغداد كما ذكر في أحد لقاءاته إلا في فترة الدراسة لأنه ولد في السليمانية وقضى عمره خارج الوطن وبرهم صالح رئيس جمهورية العراق وهو الآن في السلطة من السليمانية .. أما الوزراء ورؤساء الوزراء ونواب الرئيس ونواب رئيس الوزراء والوكلاء والنواب والسفراء وكبار الضباط والقادة في الجيش والشرطة والمدراء العامون في المؤسسات الحكومية ورؤساء الجامعات الموجودة في بغداد وأغلب عمداء الكليات فيها والغالبية العظمى من رؤساء تحرير الصحف العراقية الصادرة في بغداد وحتى الفنانين وكبار التجار ورجال الدين فهم ليسوا من بغداد بل من محافظات العراق العظيم بشماله وجنوبه وشرقه وغربه ، وبغداد عاصمة العراق والعراقيين ، بناها أبو جعفر المنصور وهو ليس من العراق أصلاً .. ومن تلاه من الحكّام العباسيين جميعاً ليسوا من أهل العراق .. خلاصة القول لماذا يحشر بعض السياسيين العراقيين أنفسهم في زوايا ضيقة لا يتمكنون الخروج منها فينقلب أول كلامهم على آخره ، ومنهم سياسي عجيب يستبدل تصريحاته مع كل وجبة أملاً في إستعطاف وإسترضاء سادته هنا في العراق وهناك في أمكنة ٍ أخرى مشبهاً دخول النازحين إلى بغداد بحصان طروادة على إعتبار أنَّهم غرباء والغريب قد يُعاب على أفعال ٍ كثيرة لا يَحسِبُ لها حساباً ، والغريب برأي الكثيرين لاينوي للمدينة التي يسكن فيها إلا الخراب ! هذا الإعتقاد لا يمت إلى الحقائق بصلة بأبناء البلد الواحد فمدنهم وقراهم وشوارعهم واحدة ومصيرهم واحد ..وأهل الرُمادي الّذين نزحوا من ديارهم تحت لهيب القصف الأعمى وسرف الدبابات المتخاذلة ورصاص القناصة ، لم يكونوا يعيشون في خيام ٍ وكرفانات وبيوت شعر بل كانوا يقطنون في أفخم البيوت وأرقاها وكانت أسواقهم عامرة بهم وحقولهم خصّبتها قلوبهم الطيبة قبل حصادهم .. وفراتهم العظيم الخالد يشقُّ عبيرُ مائه ِ حوضَ بقاعهم حاملاً حبهم لكل أهل العراق من وسطه إلى جنوبه .. أبناء مدن الأنبار أجبرتهم ظروف هذه الحرب الظالمة للدخول إلى بغداد لأسباب عدة وهم يعرفون أنَّ هناك في بغداد من ينتظرهم كي يُكمل عليهم آهاتهم فقد ضاقت عليهم الأرضُ بما رحبت ولم يبقَ طريقٌ واحد للنفاذ من هذا الجحيم وإنقاذ الإطفال والنساء والشيوخ والعجائز من نار ولهيب الحرب إلا الذهاب إلى بغداد أو مدن ٍ مجاورة .. فالطرق كلها مغلقة غرباً وشرقاً وشمالاً وممرٌ واحدٌ أنقذهم من الجنوب الشرقي وهو طريق بغداد وعبر مسيرة ٍ وقوافل معظمها كان سيراً على الأقدام أو المبيت في العراء .. نقول للبعض من السياسيين الفاشلين وضباب الحقد يكلل نفوسهم أنَّ وحدة العراقيين تجلّت بإستقبال أبناء بغداد وكربلاء وبابل والكوت والسليمانية واربيل ودهوك والتاميم والمدن العراقية الأخرى الاعزة لأخوتهم من أبناء الأنبار الاكارم غير مبالين بتصريحات هؤلاء المسؤولين المرتعبين من تلاحم الشعب العراقي العظيم في عاصمته المجيدة (( بغداد )) لله .. الآمر

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here