الفتنة الكبيرة

عبدالامير الخاقاني

فتنة كبيرة تتربص بالعراق هذه الأيام فلقد صار واضحاً لدى اتباع التيار الصدري بعد الحشود الكبيرة التي استطاعوا تجميعها يوم الجمعة الماضي صار واضحاً لديهم أنهم مازالوا يحتفظون بشعبية كبيرة وأن الانتخابات القادمة – اذا ماجرت – سيحصلون على عدد كاف من المقاعد يجعلهم في وضع يمكنهم من فرض رئيس للحكومة من مؤيديهم والتفرد بقيادة العملية السياسية في المرحلة القادمة  وهذا يشير الى الآتي:

اولاًسيحاولون جاهدين على أن تجري الانتخابات في موعدها بعد سبعة اشهر من الآن مهما كلف الامر  .

ثانياًستحاول بعض القوى السياسية الاخرى عرقلة وتعطيل اجراء الانتخابات باي وسيلة كانت اذا ما شعرت أن لن يكون لها نصيب من الكعكة السياسية القادمة.

ثالثاًسيحاول الصدريون الظهور وكانهم البديل السياسي القادم والمنقذ للأوضاع مما سيجعل مهمة إنهاء الاحتجاجات والاعتصامات ( التشرينيةمهمة عاجلة وضرورية بالنسبة لهم ولذلك تم اختيار ساحة التحرير مكاناً لآداء صلاة الجمعة وكذلك محاولة السيطرة على ساحة الحبوبي في الناصرية لما تحمله هاتان الساحتان من أهمية رمزية للاحتجاجات فضلا عما حدث في الكوت يوم أمس.

رابعاًهذا التزاحم والصراع السياسي المحموم قد يقود البلد الى فتنة كبيرة واقتتال داخلي يسقط فيه عدد كبير من الضحايا يدفع له كل من يريد الاستئثار بالسلطة ومن يريد جر الامور الى الاسوء عندما يشعر أنه بدون الفتنة سيكون من الخاسرين.

خامساًسيكون الظرف حتماً موارباً للقوى الخارجية للتدخل بشكل اكبر ومحاولة فرض اجنداتها ومخططاتها في البلد

سادساًحتى لو تمت حلحلت الامور الآن وتسويتها بهدوء لحين اجراء الانتخابات والتي دون شك ستسعى قوى سياسية كثيرة لتزويرها بشكل او بآخر كما يحصل في كل انتخابات فماذا لو لم يحصل الصدريون على عدد المقاعد النيابية  الذي يطمحون اليه وأعلنوا وقتها ان الانتخابات مزورة وأن السلطة قد سرقت منهم ترى ماذا سيكون رد فعلهم وجماهيرهم المتحمسة وقتها.

سابعاًرئيس الوزراء مصطفى الكاظمي الذي يظهر واضحاً طموحه لتزعم البلاد في المرحلة القادمة يحاول أن يكسب المحتجين والمعتصمين لجانبه ولكنه في نفس الوقت يريد أن يبقي على حبل الود مع الصدرين لعله سيكون مرشحهم القادم لرئاسة الوزراء او على الاقل يكسب عدم معارضتهم له كمرشح توافقي اذا ما تعقدت الامور بعد الانتخاباتوعلى هذا قد لا يتوقع منه الكثير لحلحة الوضع ومنع التصعيد نحو العنف ومزيد من الضحايا والخراب.

عبدالامير الخاقاني

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here