وفاة القائد الفتحاوي المناضل الأسير المحرر/ مثقال أبو ظاهر “أبو جمال” ( 1961م – 2020م )

وفاة القائد الفتحاوي المناضل
الأسير المحرر/ مثقال أبو ظاهر “أبو جمال”
( 1961م – 2020م )
بقلم :- سامي ابراهيم فودة
قال تعالى: “مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا “صدق الله العظيم
إخوتي الأماجد أخواتي الماجدات أعزائي القراء أحبتي الأفاضل فما أنا بصدده اليوم هو تسليط الضوء على سيرة عطرة وذكرى طيبة لرجل شجاع من خيرة رجال الوطن ومنارة من منارات الفتح العملاقة وعلماً من أعلامها وقامة عالية من قاماتها الوطنية وأحد أعلام وأسد أسود مخيم جباليا مخيم الثورة والصمود هو الأخ المناضل الكبير القائد الفتحاوي الأسير المحرر أحد محرري صفقه تبادل الأسرى عام ١٩٨٥ وأبرز مناضلي أبطال مجموعات الشهيد القائد رفيق السلمي, العميد/ مثقال أبو ظاهر “أبو جمال” والذي وافته المنية صباح هذا اليوم الخميس 26 تشرين ثان 2020 م بعد مسيره مليئة بالعطاء والنضال عن عمر يناهز 59 عاماً قضاها في خدمة الوطن.
ولد المناضل القيادي الفتحاوي مثقال محمود أبو ظاهر “أبو جمال في مخيم جباليا بتاريخ 3/2/1961م،وقد نشأ في كنف أسرة فلسطينية لاجئة مناضلة محافظة على تقاليد المجتمع الفلسطيني وملتزمة بتعاليم الدين الإسلامي وترجع أصول جذور عائلته إلى بلدة هربيا في فلسطين المحتلة عام 1948م التي هاجروا منها قسراً بقوة السلاح إلي قطاع غزة, واستقر بهم الحال في منطقة الكثبان الرملية غرب جباليا, وبعد سنوات أقامت وكالة الغوث معسكر للاجئين. فهو متزوج وأب وله من الأبناء أربعة, وتلقى تعليمة الابتدائي والاعدادي في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) بمخيم جباليا.
محطات مضيئة في حياة المناضل الفتحاوي الكبير الأسير المحرر :- مثقال أبو ظاهر “أبو جمال”
●- التحق الفدائي مثقال أبو ظاهر مبكراً في صفوف حركة فتح في عام 1978, وذلك من خلال الأخ المناضل رفعت منصور وبعد عملية إعداده وتجهيزه طُلب منه القيام بتنظيم شاب آخر, وقد تمكن خلال فترة وجيزة من تنظيم صديقه ابن مخيم جباليا الأخ المناضل كمال حسن خليل “الحليقات” وسافر الفدائي رفعت منصور في مهمة خارج حدود الوطن المحتل وبعدها انقطع الاتصال بينهم،
●- اتصل الفدائي/ محمد عبيد بالأخ مثقال ابو ظاهر في شهر ديسمبر 1979م وألحقه بخليته الخاصة، ضمن مجموعات الشهيد البطل/ رفيق السالمي والتي كانت تضم كلا من الفدائي هاشم دحلان وكمال خليل رحمه الله وفتحي فرحات وشريف الشرافي وماهر أبو العوف.
●- عرفت مجموعات الشهيد البطل رفيق السالمي في قطاع غزة في فترة الثمانينات بعملياتها الفدائية الجريئة, حيث قامت هذه المجموعات بمهاجمة دوريات قوات الاحتلال الصهيوني على طول قطاع غزه وقامت بتصفية مجموعة كبيرة من العملاء الخونة الذين تم تجنيدهم على ايدي مخابرات الشين بين وكلفتهم الادارة المدنية آنذاك بأحياء مشاريع بديلة “م- ت- ف”
●- شارك الفدائي مثقال أبو ظاهر بالعديد من العمليات الفدائية مع أعضاء الخلية في مهاجمة الدوريات العسكرية الإسرائيلية المحمولة والراجلة، بالقنابل اليدوية، كما شارك في ملاحقة العملاء والاستيلاء على أسلحتهم، وإعدام كل من ثبت اشتراكه في ملاحقة وقتل الفدائيين، وشارك الفدائي/ماهر أبو العوف رفيق دربة في مسيرة النضال والكفاح الطويل في ملاحقة ومعاقبة البعض من رؤساء المجالس القروية، الذين جرى تعيينهم من قبل الحاكم العسكري الإسرائيلي.
●- في تاريخ 25 ديسمبر1980م مساء يوم العصر التقي الفدائي مثقال أبو ظاهر بالقائد الميداني لحركة فتح بقطاع غزة رفيق السالمي وتلقى منه التعليمات الخاصة بالعمل الفدائي وانصرف كل منهما إلى مُهمته، وبعد صلاة المغرب سمع مثقال صوت إطلاق النار من سلاح أوتوماتيكي، وقد شعر بقلق شديد تجاه الشهيد رفيق السالمي وبعد حوالي 12 ساعة أعلنت الإذاعة إسرائيلية خبر استشهاد القائد/ رفيق السالمي، وحينها فكر مثقال في الانتقام السريع، فاستهدف أحد المستوطنين، وأطلق النار عليه وقتله.
●- في مطلع يناير 1981، جرى اعتقال أحد المسئولين،واعترف على زملائه،الذين كثفوا من عمليات المواجهة للدوريات وضباط المخابرات الإسرائيلية.
●- في 24/4/1981م قامت قوات الاحتلال الصهيوني بهدم منزلهم واعتقال الفدائي/ مثقال أبو ظاهر وخضع لتحقيق قاسي وتعرض لصنـوف شـتى مـن التعذيب النفسي والجسدي لمدة خمسة وخمسون يوماً “قضاها متنقلاً بين زنازين سجن غزة وعسقلان، أصدرت محكمة الاحتلال العسكرية حكمها عليه بالسجن أربع مؤبدات، وخلال فترة اعتقاله مارس المهام التنظيمية داخل المعتقل.
●- تم الافراج عنه من سجون الاحتلال ضمن صفقة تبادل الأسرى التي أجرتها الجبهة الشعبية- القيادة العامة بتاريخ 20/5/1985م وخلال فترة تحرره كانت دائما قوات الاحتلال تستدعيه وتعتقله وتضيق علية.
●- بعد اندلاع شرارة الانتفاضة الفلسطينية في نهاية عام 1987، كان له صولات وجولات بالتصدي لقوات الاحتلال وتعرض للاعتقال العديد من المرات على فترات مُتباينة، دون اعتراف بأي تُهمة وجهت إليه.
●- التحق الأخ المناضل مثقال أبو ظاهر بالسلطة الوطنية الفلسطينية وعمل مع الأخ المناضل/ سامي أبو سمهدانه في المكتب الخاص التابع لمكتب الأخ الرئيس القائد ياسر عرفات وكان برتبة عقيد وأحيل مع عشرات الاف المناضلين إلى التقاعد المبكر.
●- مثقال أبو ظاهر/ أبو جمال- ونظرة الوداع الأخيرة …
وافته المنية صباح يوم الخميس الموافق 16/11/2020م إثر نوبة قلبية وثم الصلاة على جثمانه الطاهر المرحوم/ مثقال ظاهر” أبو جمال” ابن مخيم جباليا مخيم الثورة والصمود أمام منزله, حيث شاركت جماهير في تشييع جنازته ليوارى الثرى إلى مثواه الأخير في مقبرة بيت لاهيا.
بقلوب ملؤها الحزن والأسى وبالأصالة عن نفسي وعائلتي أتقدم بخالص العزاء لعائلة الفقيد المرحوم/ مثقال أبو ظاهر “ابو جمال” سائلين المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان” يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي ”

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here