( للحق رجال فكُن منهم )

د . خالد القره غولي
منذ دخول قوات الاحتلال الامريكي العراق عام ( 2003 ) حذر عدد كبير من الشرفاء والحريصون والعلماء والمثقفون والمؤرخون والوطنيون في العراق والدول العربية , و في كافة إنحاء العالم , من حدوثِ جزرٍ خطير ونقصٍ لا يوصف داخل مناطق الشرق الأوسط الجديد . فيما يفترض به أصلاً أن يزداد ويتوسع بعد دخول القوات متعددت العصابات بلاد الرافدين . بعد عام الغزو من المرتزقة ضمت عدد كبيرمن هؤلاء من مختلف جنسيات العالم المتعولم حيث تنتشر شواخص أكثر من 8 آلاف سنة من الحضارة في كل مكان من ارض الرافدين لتحكي قصة شعب عريق مبدع كان ولا يزال يثير في النفس اعتزازاً , حتى وصل العراق إلى ما وصل إليه هذا البلد الكبير المترامي الأطراف المختلف الثقافات والأديان والأعراق والألوان واللغات يعيش بين ثناياه العراقيون ممثلين حضارة بلاد الرافدين , إذ بلغ تعدادهم أكثر من ثلاثين مليون نسمة حسب تقرير التنمية البشرية الصادر من الأمم المتحدة مؤخرا , توزعوا على دول العالم جميعاً في آسيا وأوربا وأمريكا وفي أفريقيا واستراليا في أقصي شمال سيبريا وأدني جنوب المناطق القطبية ، في البحار وفوق الجبال والوديان في المدارس والمعامل والدوائر والمنظمات والوزارات ، لاتكاد تخلو بقعةٌ من بقاع العالم , بين هؤلاء العراقيين عددٌ لايستهان به العلماء والرسامين والنحاتين والممثلين والخطاطين والمسرحيين ممن كان مخلصاً لبلده , ناشرين دعوة الوحدانية بين شعوب الأرض علي الرغم من تآمر القوي اليهودية ضدهم أينما وجدوا , فاليهود لطالما نعتوا أمتنا العراقية لا لشيء الا لأننا ندافع عن حقنا السليب في فلسطين والعراق وأفغانستان والشيشان وكل أرضٍ تشرفت وتخضبت وتهذبت بالشهادة , تارةً بإخراج وانتاج أفلامٍ ومسلسلات تسيء إلى أمتنا العراقية المجاهدة ورموزها برعاية واشراف وتخويل من الدوائر الصهيونية , وتارةً محاولة الإساءة هذا البلد العظيم أو إلى آل بيته الأطهار , الفنانون والرسامون والصحافيون والتشكيليون الّذين أسسوا مدارس الفن والصحافة والاعلام لم يذكر الناس روعة أعمالهم الا لما أبدوه من تسامحٍ وحيادٍ . وعدم تدخل في شؤون الأمم الأخرى وقد تم نقل معارك وحروباً دارت في العراق , وغيرهم من آلاف المبدعين والعلماء الذين حتي وان كانت لنا تحفظات شرعية على أعمالهم لكن الأمر منوط بهم ( لا ضرر ولا ضرار ) لم يسجل في كل صفحات هذا التاريخ إن العراقيين أساءوا إلى أحد أو سبوا أحداً أو شتموه ولم يثبت أو يروَ أن عراقياً شتم أو سب أو أهان حتى ألد أعدائه , هذه الأخلاق الحميدة والعقل الراجح والقلب الطاهر جسدها ابناؤنا العراقيون احفاد قائدنا الرسول العربي محمد صلي الله عليه وسلم في أخلاق وعقول ومنهج , من امتنا لا ترفع السلاح بوجه أحد ، لم نعتد على أحد ولم نسخر من احد ونحن العراقيون تعلما من الرسول محمد صلي الله عليه وسلم من عدم الإساءة للآخر, أن عراقنا اليوم يدعو إلى الوحدة والأخوة والمحبة وينهي عن التفرق والتنافي والاختلاف والتناحر , وقتل النفس ، حيث قال سبحانه وتعالى ( واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا ) انه أمرنا بالوحدة , لأن الوحدة قوة ولان في الوحدة عزة وكرامة , فما احلي التصافي بين إفراد الشعب , لأن إفراد الشعب هم جزء من هذه الامة فكلما وجدت هذه الوحدة بين افراد الشعب صارت قوية ومعززة ومكرمة قلنا إننا خرجنا من حرب بشعة شرسة دخلت فيها كل فنون التفرق والتناحر والفتن وأكلت المئات والآلاف من خيرة شبابنا وكانت في وقتها وسائل الود والوحدة والتلاحم والتعاطف في ما بيننا مفقودة كأننا نعيش في عصر الجاهلية , نأكل الحرام ونأتي الفواحش ويقتل بعضنا الاخر ونقطع الارحام وننسي الجوار ويأكل القوي منا الضعيف ونخون الامانة ونقذف المحصنات ونقول الزور . كل هذه الحلقات كانت مفقودة حتى أصبحنا علي هذا الوضع السيء الذي لا يسر عدوا ولا صديقا, فلو تمسكنا بديننا قليلاً لكان الوضع أكثر أمانا واستقراراً .. فالعقيدة أساس الوحدة التي تجمع الشعب ، تحت رحمة الباري ، عز وجل . والإيمان بالتوحيد ، فرب واحد وكتاب واحد دين واحد ونبي واحد وقرآن واحد وقبلة واحدة وإسلام واحد . فلا عنصرية ولا تفضيل الكبير على الصغير ولا الغني على الفقير ولا الأبيض على الأسود ولا طائفة على أخرى , ولا مذهب ولا عرقية على حساب الأخرى ( أن أكرمكم عند الله اتقاكم ) فيجب أن نكون سواء كنا أفراد أم جماعات عند حسن الظن وان نتمسك بالخلق الكريم , ونحب بعضنا الأخر , وأينما وجدت المحبة وجدت الوحدة أن الوحدة في الاسلام عزيزة عند الله وعند الرسول الكريم ويجب علي من بأيديهم امور هذه الأمة , أن يحافظوا عليها ويمنعوها من التفرق والتنافر لأن أعداء الاسلام كثيرون ولا تعجبهم وحدتنا , بل اضطربت نفوسهم وتحركت مؤسساتهم وبدأوا يتآمرون ويسعون بكل الوسائل لاحباط تلك المساعي الرامية إلى وحدة الشعب , فأعداء الإسلام بصورة عامة يملكون من الوسائل ما لا يملكها أحد فهم أصحاب وكالات وقنوات فضائية واذاعات مسموعة ومرئية كثيرة , فضلا عن الصحف والمجلات الفاضحة ويحرضون بعضنا علي الكلام ويشيعون اشاعات كاذبة ومغريات حياتية كثيرة والاتقاء من شر هذه الاشاعات , هو الإبقاء على وحدة صفنا وكلمتنا فانها خير سلاح بوجه هذه التحديات وكذلك إصلاح ذات البين والتعاون والبر والتقوي والايفاء بالعهد واللين والتسامح وتجنب كل الأسباب التي تؤدي إلى تفرقة الشعب والتكبر وتحقير الناس وإيذائهم . والسخرية منهم واجتناب سوء الظن والتجسس لصالح الكفر والإلحاد بديننا حتماً سننتصر باذن الله مادمنا نتمسك بالدين الاسلامي العظيم ونعالج الأمور ,
دعواتنا الخالصة الصحفية إلى كافة العراقيين في الداخل والخارج للتوحد ورص الصفوف , من اجل العراق العظيم .. ومن الله التوفيق
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here