جولة من المفاوضات بين خلية الأزمة ومتظاهري الناصرية تتوصل إلى اتفاق

ذي قار / حسين العامل

توصلت مفاوضات أجرتها خلية الأزمة مع وفد من متظاهري محافظة ذي قار الى اتفاق على تأمين حماية ساحة الحبوبي والشروع بالتحقيق في الهجوم الذي تعرضت له ساحة الاعتصام مؤخراً.

وشهد مركز مدينة الناصرية صباح يوم أمس، انتشاراً واسعاً وكثيفاً للقوات والأليات العسكرية التي أرسلتها الحكومة المركزية لاحتواء التوتر الامني الذي تشهده المحافظة.

وقال الناشط سيف يونس وهو أحد أعضاء الوفد المفاوض للمدى إن ” وفداً من المتظاهرين يضم عشرين شخصاً من الناشطين وشيوخ العشائر الداعمين للتظاهرات بحثوا مطالب المتظاهرين مع رئيس وأعضاء خلية الأزمة التي شكلها رئيس مجلس الوزراء لإدارة الأزمة في ذي قار”، مبيناً أن ” وفد المتظاهرين طرح خلال اللقاء الذي جرى في مقر عمليات سومر جملة من القضايا أبرزها تداعيات اقتحام ساحة الحبوبي وقتل المتظاهرين وعجز القوات الأمنية عن حمايتهم”.

وأكد يونس أن “وفد المتظاهرين شدّد على أهمية إعادة هيبة الدولة وانتفاضة تشرين من خلال محاسبة المجاميع المسلحة التي اقتحمت ساحة الحبوبي وقامت بقتل 7 متظاهرين وإصابة أكثر من 70 شخصاً “، منوهاً الى أن ” خلية الأزمة أكدت تشكيل لجنة تحقيقية بالهجوم”.

وأشار الناشط في مجال التظاهرات الى أن ” اللقاء تخلله اتصال مباشر مع رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي لغرض متابعة سير المفاوضات ، قطع خلاله الأخير وعوداً بمحاسبة قتلة المتظاهرين”.

وعن المطالب التي طرحها الوفد خلال التفاوض مع خلية الأزمة قال يونس إن “المطالب تضمنت قضايا مركزية تمثلت بمحاسبة قتلة متظاهري انتفاضة تشرين ولاسيما المتورطين في مجزرة جسر الزيتون وحصر السلاح المنفلت وتفعيل قانون الأحزاب وإجراء انتخابات مبكرة تحت إشراف أممي “، وأضاف ” فيما تمثلت المطالب المحلية الخاصة بالمحافظة بتأمين الحماية الكاملة لخيام الاعتصام وعدم السماح للمجاميع المسلحة بالعبث بأمن المحافظة وإقالة القيادات الأمنية التي فشلت في حماية المتظاهرين”.

وأضاف ” كما تضمنت المطالب إقالة المحافظ ونائبيه والكشف عن مصير الناشط المختطف سجاد العراقي”، مشيراً الى أن ” خلية الأزمة أكدت تواصل الجهد الامني والاستخباراتي في عملية البحث عن سجاد العراقي ومتابعة الأشخاص المتهمين باختطافه”.

وتابع الناشط المدني أن ” وفد المتظاهرين شدّد على ضرورة إلغاء الدعاوى الكيدية المقيدة ضد المتظاهرين وإيقاف الاعتقالات “، منوهاً الى أن “رئيس خلية الأزمة أكد توقف إجراءات اعتقال المتظاهرين “.

وأضاف يونس أن ” المتظاهرين طرحوا مسألة قدوم قوات من الجيش والشرطة الاتحادية قوامها لواءين الى ذي قار وكانت الإجابة إن تواجد القوة يأتي لتعزيز أمن المحافظة وحماية ساحة التظاهر “، مشيراً الى أن ” خلية الأزمة ألمحت الى امكانية رفع خيام الاعتصام ، إلا أن وفد المتظاهرين أكد خلال حديثه على رمزية خيام الاعتصام وأهميتها بإدامة زخم التظاهرات وهو ما أسفر عن اتفاق على تأمين الحماية لها”.

وأردف الناشط المدني أن ” الوفد شدّد على أهمية أن تتحمل القوات الأمنية القادمة من بغداد مسؤولية أمن المدينة وساحة الحبوبي وحفظ أمن المتظاهرين واحترام القانون وتطبيقه”.

من جانبها، قالت خلية الإعلام الأمني في بيان تابعته المدى إن “قيادة عمليات سومر بدأت بتنفيذ خطة انتشار أمني داخل مركز محافظة ذي قار مدينة الناصرية”، وأوضحت أن “الانتشار جاء بعد وصول التعزيزات الأمنية (اللواء السابع والثلاثون جيش ولواء المهمات الخاصة شرطة اتحادية) “.

وأكدت الخلية أن “الانتشار جاء لفرض القانون وتعزير الأمن وحماية المواطنين والمصالح العامة والخاصة”.

وفي غضون ذلك أجرى رئيس وأعضاء خلية الأزمة سلسلة من اللقاءات مع عدد من الأكاديميين وشيوخ العشائر وجرحى التظاهرات فضلاً عن وفود من المتظاهرين وأسر الشهداء، فيما زار رئيس خلية الأزمة قاسم الأعرجي عائلة المختطف سجاد العراقي في منزلها بمنطقة المنصورية إحدى ضواحي الناصرية.

وكان رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي قرر يوم الأحد (29 تشرين الثاني 2020) تشكيل خلية أزمة عالية المستوى من الحكومة المركزية تضم 5 شخصيات لإدارة محافظة ذي قار. وجاء في بيان أصدره المكتب الإعلامي للقائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي وتابعته المدى ” قررنا تشكيل لجنة عالية المستوى من الحكومة المركزية بعنوان (خلية أزمة الطوارئ) تُمنح صلاحيات إدارية ومالية وأمنية لحماية المتظاهرين السلميين، ومؤسسات الدولة، والممتلكات الخاصة، وقطع الطريق أمام كل ما من شأنه زرع الفتنة، وجعل المتظاهرين السلميين في مواجهة مع الدولة التي حرصت منذ أن تولّت الحكومة مسؤوليتها، على نصرة الاحتجاج السلمي، ودعم التوجّهات العادلة التي طالب بها شباب العراق.

وكان مسلحون من اتباع التيار الصدري اقتحموا ليلة الجمعة ( 27 تشرين الثاني 2020 ) ميدان التظاهرات في ساحة الحبوبي وسط الناصرية واضرموا النيران بخيام المعتصمين وذلك بعد سلسلة من المواجهات بين اتباع التيار والمتظاهرين اسفرت حصيلتها النهائية عن 5 شهداء و70 جريحاً، وفيما عاد آلاف المتظاهرين الى الساحة المذكورة صباح السبت بعد مواجهات مع القوات الأمنية التي حاولت منعهم من ذلك ، أعلن عن تغيير قائد شرطة المحافظة العميد ناظم الوائلي عقب الأحداث مباشرة وتعين اللواء عودة الجابري خلفاً له وبذلك يكون الوائلي سابع قائد أمني تطيح به تظاهرات الناصرية.

طالب متظاهرو محافظة ذي قار يوم السبت ( 28 تشرين الثاني 2020 ) الأمم المتحدة والمرجعية الدينية بالتدخل الفوري لحماية المتظاهرين ، وذلك بعد تعرض ميدان التظاهرات في ساحة الحبوبي لهجومين مسلحين في يوم الجمعة وفجر الأحد على يد مجاميع مسلحة تتبع التيار الصدري إذ أسفر الهجوم الأول عن استشهاد خمسة تظاهرين وإصابة أكثر من 70 جريحاً .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here